تتسارع الأحداث في ليبيا مع تسارع التحضير للانتخابات البرلمانية والرئاسية، المقررة في 24 دسيمبر. وتستضيف إيطاليا، اليوم، سلسلة من المحادثات، يمكن أن تكون حاسمة على صعيد إنقاذ الانتخابات في ليبيا، بعد الفشل الأخير للمحادثات التي تقودها الأممالمتحدة في جنيف. ويعزّز المجتمع الدولي دعم المسار السياسي اللّيبي بالدعوة لإخراج القوّات الأجنبية، تفاديا لتأجيل الاستحقاقات وسط تلويح أطراف بعودة الحرب. صرّح به مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا، يان كوبيش في إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 15 جويلية الجاري، تستضيف روما اجتماعات لجنة مخصّصة جديدة تبدأ اليوم الأحد هدفها انقاذ الانتخابات المقررة في نهاية السنة. ويعتبر يوم 24 ديسمبر 2021 تاريخا رمزيا للغاية لأنه في ذلك اليوم ستحلّ الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا. ولا تزال المدة المتوقعة للمحادثات في روما غير معروفة، لكن المناقشات قد تستمر أيام عدة، علمًا أن الاجتماع ستحضره شخصيات رفيعة المستوى من المشهد الليبي مثل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عماد السايح. وكان كوبيش قد اعترف في إحاطته لمجلس الأمن بوجود كتل ومجموعات ذات مصالح وانتماءات مختلفة داخل الملتقى فشلت في التوافق على المقترح النهائي للانتخابات، لافتا إلى أنه بسبب هذا الفشل،أصبح الوضع في ليبيا أكثر صعوبة وتصادما وتوترًا. واستنكر المبعوث الأممي تغليب المصالح المؤسسية والسياسية والفردية وعرقلتها الطريق نحو الاتفاق على الإطار التشريعي الضروري لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد 24 من ديسمبر المقبل، وهو التاريخ الذي حث على احترامه قرار مجلس الأمن عدد 2570 وأيضا مخرجات مؤتمر برلين 2 وكذلك خارطة طريق الملتقى السياسي. أزيد من 68 ألف مسجل للانتخابات كشفت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، في بيان، أن أعداد المسجلين الجدد في سجلات منظومة الانتخابات بلغ 68 ألفا و244 مواطنا، منذ فتح باب التسجيل ولغاية 22 جويلية الجاري. وقالت المفوضية، إن إجمالي أعداد المسجلين بالمنظومة قد بلغ مليونين و408 آلاف و340 مواطن ومن المقرر إغلاق باب التسجيل بمنظومة السجل الانتخابي في 31 جويلية الجاري. إخراج المرتزقة في خضم مساع دولية لنجاح المسار السياسي وسط مخاوف داخلية بتأجيل الانتخابات، كشف القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، عن استمرار المباحثات الثنائية التي تجريها واشنطن بشأن إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، مضيفا أنه لا يمكنه الكشف عن تفاصيل تلك المحادثات الدبلوماسية، لكن ما يمكنه قوله إنها «تسير في الاتجاه الصحيح». وأوضح المتحدث انه «من الضروري إجراء الانتخابات، لأن الليبيين يطالبون بحكومة منتخبة ديمقراطيا وتمثل جميع السكان، ولأن هذه الحكومة ستكون قادرة على توحيد الجيش والدفاع عن الحدود، وتأمين الشعب على كامل الأراضي الليبية.. التزام دولي أمام تصاعد سيناريو تأجيل الانتخابات الرئاسية. جددت تونس وفرنسا التزامهما بمواصلة دعم حكومة الوحدة الوطنية، لاستكمال النتائج الإيجابية التي حققها المسار السياسي في ليبيا، وتركيز دعائم الاستقرار في البلاد والمنطقة ككل.