قام صباح أمس وزير الاتصال محند أوسعيد بلعيد بزيارة قصيرة لجريدة «الشعب» في أول نشاط له منذ توليه منصبه في الحكومة الجديدة برئاسة الوزير الأول عبد المالك سلال. وقد كان في استقبال الوزير بمقر الجريدة الرئيسة المديرة العامة مسؤولة النشر أمينة دباش وإطارات الجريدة، بعدها تلقى الوزير عرضا موجزا حول وضعية وأداء عميدة الصحف الوطنية والآفاق التي تتطلع إليها من خلال برنامج عمل طويل المدى تم التحضير له بداية السنة الجارية لترقية أداء الجريدة وتفعيل دورها الجواري حتى تبقى حاملة لهموم وانشغالات المواطن كما كانت دوما منذ تأسيسها، وتساهم في ترقية حرية التعبير وتكريس صحافة متعددة بناءة. وزير الاتصال الذي يعد أحد أبناء القطاع حيث سبق له أن شغل منصب مدير عام لجريدة «الشعب» أوضح أن زيارته هذه تندرج في إطار ربط أول اتصال بمؤسسات قطاعه مشيرا إلى أن جلسة عمل ستجمعه قريبا بمسؤولي ومدراء العناوين الصحفية من أجل الوقوف على وضعية قطاع الإعلام العمومي ودراسة سبل دعمه وتعزيزه بما يمكنه من تعزيز أدائه وتفعيل دوره. وقد أبدى المسؤول الجديد على قطاع الاتصال اهتماما بالغا بالعرض الذي قدم له من طرف الرئيسة المديرة العامة التي اطلعته على الجهود التي تبذل منذ مايقارب ثمانية أشهر من أجل الارتقاء بالخدمة الإعلامية التي تقدمها الجريدة وهو المسعى الذي باشرته عشية الانتخابات التشريعية للعاشر ماي، من خلال التركيز على العمل الجواري، وفي هذا الصدد تندرج خطة العمل التي نفذتها الإدارة الجديدة للجريدة منذ شهر فيفري الماضي حيث أول ماركزت عليه هو ارساء شبكة مراسلين عبر مختلف أنحاء الوطن بغية الوصول إلى مواطني الجزائر العميقة لنقل صوته إلى المسؤولين، وقد تكللت هذه الخطة باعتماد 36 مراسلا صحفيا يغطون معظم أنحاء البلاد من خلال تنظيم مسابقتين لتوظيف المراسلين. الحديث عما حققته الجريدة في إطار برنامج عملها الى حد الآن لم يمنع الرئيسة المديرة العامة للجريدة من إثارة بعض الصعوبات التي تواجه قطاع الإعلام العمومي اليوم، وعلى رأسها مشكل التوزيع الذي يتطلب إمكانيات ضخمة، وقد أبدى الوزير تفهما كبيرا لحجم هذا المشكل وانعكاساته على أداء جهاز الإعلام، وعبر عن استعداده لبحث هذا الملف ومعالجته. كما أبدى الوزير اهتماما بدور منتدى جريدة «الشعب» الذي يفتح نقاشات متواصلة حول مختلف القضايا والملفات الوطنية والدولية مع المسؤولين والخبراء، وافاق تطوير هذا المنتدى إلى مركز للدراسات والاستشراف مستقبلا، وهنا أكد على ضرورة التركيز على ضمان طرح الرأي والرأي الآخر بكل موضوعية واحترافية للوصول إلى أداء إعلامي متميز، بناء ومتوازن يكرس حرية التعبير والإعلام. بعدما طاف الوزير بمختلف أقسام الجريدة وتوقف بقسمي التحرير والتقني، حيث اطلع على الوسائل المسخرة لآداء عمل الصحافيين، وتبادل الحديث مع بعض العاملين حول ظروف العمل. تأتي هذه الزيارة في خضم تحول كبير تشهده عميدة الصحف الوطنية من خلال الوثبة التي تتطلع لاحداثها من أجل النهوض بدورها الإعلامي عبر تطبيق برنامج عمل متوازن ومضبوط من أجل إعادة الانتشار عبر كافة ولايات الوطن، كما أنها تأتي عشية احياء الجريدة لخمسينية تأسيسها في 11 ديسمبر التي تتزامن مع خمسينية الجزائر، إذ تعكف الجريدة على تسطير برنامج يليق بمستوى هذه الذكرى.