رغم أن الناخب الوطني هاليلوزيتش، فضل الدخول بخطة حذرة رافضا الوقوع في فخ استصغار المنتخب الليبي، إلا أن «الخضر» سيطروا على مجريات اللعب طيلة أطوار اللقاء، وبادروا نحو الهجوم منذ صافرة البداية، ماعدا التراخي الذي ظهر عليهم في الدقائق السبعين مانحين الفرصة لليبيين كي يضغطوا على مرمى مبولحي. وتميز أداء القائد مهدي لحسن بالتوازن والتمركز الجيد لكن مالفت انتباه المتابعين هو عدم تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الخصم رغم الحملات الهجومية العديدة التي كانت تنقصها السرعة في التنفيذ واللمسة الأخيرة. وعكس المباريات لم تشكل الكرات المنقولة على الأجنحة من طرف سفيان فيغولي وخلفه كادامورو في الشوط الأول ومهدي مصطفى في الثاني أو على جهة فؤاد قادير ومصباح أي خطورة ولم تكن التوزيعات مركزة ومدققة نحو منطقة العمليات، وإذا كان طول قامة الدفاع الليبي حال دون وصول الكرات العالية إلى سليماني فإن العرضيات الأرضية كان بإمكانها أن تصنع الفارق على غرار كرة الهدف الوحيد. لقطة أخرى سجلت على أداء المنتخب الوطني وهي ضعف الهجمات المعاكسة، التي تكسرت كلها زمام منطقة ال18 وظهر عدم الإنسجام بين من يقود الهجمة والمهاجمين، وكان بامكان رفقاء فيغولي ان يقتلوا اللقاء في شوطه الأول لو أحسنوا إنهاء 3 مرتدات في ظل الفراغات التي تركها لاعبو الخصم لما يصعدون بالكرة. وقد ترك هذا الأمر الانطباع بأن هاليلوزيتش حضّر أشباله من أجل العودة بنتيجة مرضية، تقوم على تفادي تلقي الأهداف، خاصة وأن الغيابات التي كانت في محور الدفاع ونقص المنافسة لدى بلكالام وكادامورو أرقه كثيرا، ما يجعله يصب كامل تركيزه على تأمين الخط الخلفي ومحاولة المباغتة في الهجوم بأي طريقة كانت معولا على حسن تمركز سليماني وسوداني. ففي مباريات جوان الماضي ضاعف هاليلوزيتش العمل مع المهاجمين وأخضعهم لحصص تدريبية خاصة وضرورة بناء اللعب على الأجنحة لكنه في لقاء أول أمس لم يعر اهتماما كبيرا لهذا الجانب معطيا أولوية للدفاع. ودون شك سيتحسن أداء المنتخب الوطني في لقاءالعودة حيث ستكون لياقه اللاعبين في أحسن أحوالها، وسيحاول هاليلوزيتش الإنتصار بالرباعيات كما في اللقاءات الأخيرة.