عرف المنتخب الوطني استفاقة ملحوظة منذ قدوم الناخب الوطني الحالي، وأصبح يسجل في أي مباراة ودية كانت أو رسمية داخل الديار وخارجها في الخمس لقاءات التي لعبت لحد الآن. وبلغت الحصيلة تسعة أهداف فيما تلقى الدفاع هدفين فقط، وهي أرقام ممتازة بالمقارنة بما كان عليه الحال في وقت سابق حين كان لا يعرف الطريق إلى المرمى، إلا في مرات نادرة ومن خلال الكرات الثابتة وعندما أضاع هذا السلاح الوحيد لم يفلح في تسجيل أي هدف، كما حدث في المونديال. وقبل وصول هاليلوزيتش كان المدافعون أكثر فعالية أمام المرمى من أصحاب الاختصاص ويكفي أن عنتر يحيى اعتزل اللعب دوليا وهو هداف الفريق في الجيل الحالي، وتعرض المهاجمون إلى ضغوط شديدة أفقدتهم تركيزهم وفعاليتهم، قبل أن يستفيقوا في المباريات الأخيرة ويسترجعوا كثيرا من الثقة. هذه الصحوة الهجومية مهمة للغاية قبل امتحان اليوم ضد منتخب رواندا خاصة بعد الفوز الأخير على منتخب النيجر بثلاثية نظيفة كانت قابلة للزيادة بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي سنحت للمهاجمين. ورأى المتتبعون التغيير الواضح على آداء المنتخب الوطني باعتماده اللعب الهجومي السريع واستغلال الأطراف والاندفاع نحو مرمى الخصم بأكبر عدد من اللاعبين والدفاع بكتلة واحدة، وهو ما بدا اللاعبون يتقنونه من لقاء لآخر، وحرر كثيرا لاعبو الخط الأمامي وسمح لهم بإظهار مهارتهم في التعامل مع الكرة داخل منطقة الجزاء ومدى فعالية لمستهم الأخيرة. وسجلت أغلب أهداف المنتخب بأرجل المهاجمين ولاعبو الوسط الهجومي على غرار فغولي وفؤاد قادير ورياض بودبوز وعامر بوعزة. جبور المستفيد الأكبر وعليه التأكيد يعد مهاجم المنتخب الوطني وأولمبياكوس اليوناني رفيق زهير جبور أكثر اللاعبين الذين انتقدوا طريقة اللعب السابقة المطبقة من طرف رابح سعدان وبعده بن شيخة واشتكى من الركون الى الخلف والعزلة في منطقة العمليات، ومع النهج التكتيكي الجديد للتقني البوسني، فسيكون أكبر المستفيدين ولن يعاني أبدا من العزلة وعدم وصول الكرات خاصة أن خلفه لاعبين بحجم فيغولي وبودبوز ومهدي لحسن الذين يملكون رؤية كبيرة في الميدان. وعاد جبور الى التسجيل بألوان المنتخب الوطني الأسبوع الماضي ضد النيجر بعد صيام دام عامين كاملين، مما أعطاه دفعة معنوية قوية حمّسته لمواصلة التهديف، انطلاقا من مباراة اليوم، ويؤكد أن غياب الفاعلية التي يعاني منها تعود الى الخطة الدفاعية المنتهجة في وقت سابق. سوداني يعد بالكثير برهن المهاجم السابق لجمعية الشلف ونادي غيمراش البرتغالي حاليا العربي هلال سوداني عن امكانيات كبيرة أمام المرمى في مباراة النيجر بعدما سجل هدفا جميلا استطاع بخفته اختراق وسط دفاع الخصم ووضع الكرة في الجهة المعاكسة للحارس. الفورمة الجيدة لسوداني تعود الى تألقه اللافت في نهاية الموسم مع ناديه البرتغالي بعدما تعرض الى التهميش مدة طويلة، ومرشح الى اللعب أساسيا العام المقبل وضمان مكانة الى جانب جبور في المنتخب الوطني، أما هاليلوزيتش فأعجب به ويعوّل عليه كثيرا لفك عقد الهجوم التي لازمت “الخضر” طويلا. قوة الهجوم من قوة الوسط تعود استفاقة الخط الأمامي الى الوصفة المثالية التي أوجدها الناخب الوطني في خط الوسط بقيادة مهدي لحسن ومعه عدلان قديورة في الاسترجاع وفيغولي وقادير وبودبوز لقيادة الهجمات، ويمتلك هؤلاء فنيات عالية ولعب مباشر يساعد على الانتقال السريع نحو الهجوم، ولديهم حس تهديفي بدورهم الى جانب المهاجمين.