يطالب العشرات من سكان قريتي وشفون والزرارقة الواقعتين بإقليم بلدية قرومة، على بعد 65 كلم أقصى غرب عاصمة ولاية البويرة، بإنجاز عدد من المشاريع التنموية الهامة، التي من شأنها أن تنتشلهم من دائرة العزلة، الإقصاء والتهميش، التي لازمتهم منذ عقود من الزمن، على الرغم من الشّكاوى والرّسائل الموجّهة إلى السلطات المحلية، غير أنّها بقيت حبيسة الأدراج ولم تول لها أي اهتمام. يشير سكان القريتين في حديث لهم مع «الشعب»، أنّهم يعيشون في ظروف قاسية في ظل انعدام برامج ومشاريع تنسيهم مرارة الحياة في الظل، خاصة وأنّ القرية تعاني من عدة نقائص أساسية بالنسبة لهم، وتأتي في مقدمتها توسيع شبكة الكهرباء الريفية في القريتين، حيث هناك العديد من العائلات تنتظر ربطها بهذه الطاقة الحيوية والهامة، مثل القرى المجاورة التي استفادت من هذه العملية. وقد تسبّبت هذه الوضعية - حسبهم - في مشاكل متعدّدة، جراء تكرار عمليات السطو على منازلهم وممتلكاتهم من طرف العصابات الإجرامية، مستغلة في ذلك الظلام الدامس في الليل، وسجّلت هذه العائلات في هذا الإطار سرقات لمواشيها وكل ما تملكه لكسب قوت يومها، فضلا عن هجمات الكلاب الضالة على مرتادي المسجد أثناء وقت صلاة الفجر. ويقول السكان أيضا إنّهم طالبوا مرارا وتكرارا لإتمام الشطر الثاني من الطريق الذي يربط القريتين، وقد خلّفت هذه الوضعية استياء واسع النطاق لدى سكان القريتين، بسبب المعاناة المتواصلة مع اهتراء الطريق، حيث يتحوّل خلال الصيف إلى غبار متطاير في السماء وبرك مائية شتاء، زيادة على الأعطاب المتكررة التي تمس العربات والشاحنات، كلفت أصحابها مصاريف باهظة اكتوت منها جيوبهم الفارغة، ناهيك عن المعاناة القاسية التي يواجهها تلاميذ المؤسسات التربوية، الذين يقطعون مسافات طويلة مشيا على هذا الطريق المهترئ. كما أنّ الصرف الصحي رسم صورة قاتمة في مخيلة سكان القريتين، لما تخلّفه مشاهد تدفق مياه الصرف وجريانها على الهواء مباشرة، دون مبالاة واهتمام من جانب المجلس البلدي الذي بقي متفرّجا على الوضع الكارثي، الذي لم يعد يطيقه ويتحمّله السكان، بسبب ما خلّفه من عواقب وخيمة على حياتهم اليومية وكذا صحتهم، كأمراض الحساسية والجلدية وغيرها التي مسّت شريحة الأطفال على وجه الخصوص، وهذه الحالة الكارثية نغّصت حياتهم وحوّلتها إلى جحيم كبير. وعلى ضوء هذه المشاكل المطروحة من طرف سكان القريتين، لازال هؤلاء ينتظرون بفارغ الصبر التدخل العاجل لتحويل هذه الانشغالات إلى مشاريع تنموية مجسدة على أرض الواقع في القريب العاجل.