آثر رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة العودة إلى حالة الانهيار والاندثار التي عرفها بيت الاتحاد في السنوات القليلة الماضية، حيث أضحى مهددا بحله من جوانب تنظيمية وإبداعية، مشيرا إلى أن الاتحاد دخل في مزالق خطيرة جدا، حيث أصبح الكاتب يتجرأ على رفع دعوى قضائية ضد كاتب آخر بالرغم من أن هذا الأخير يعد حامل رسالة تدعو لبناء الذات والوطن. قال «ضيف الشعب» يوسف شقرة بأن الوصول إلى المحاكم يعني أن الإيمان برسالة الكتابة قد انمحت، مضيفا بأن الفرج جاء بمبادرة من بعض الغيورين على بيت الاتحاد، حيث استنجد رئيسها السابق بفروع من عنابة، تيبازة، قالمةوسكيكدة ودعا لمؤتمر استثنائي طبقا لقوانين اتحاد الكتاب الجزائريين، ونظرا للضغوطات انعقد بمدينة سكيكدة ليس هروبا عن العاصمة في حد ذاتها، وإنما للابتعاد عن الضعط والعمل في هدوء، حيث تمخض عنه يقول شقرة انتخاب الروائي عبد العزيز غرمول رئيسا للاتحاد، والذي جاء في فترة كانت فيها هذه الهيئة تتخبط في قضايا شائكة كتجميد أرصدته وانعدام سبل العمل من مختلف النواحي، بسبب الخلافات القديمة التي عرفها عهد عز الدين ميهوبي. وأضاف «ضيف الشعب» بأن عبد العزيز غرمول حاول انقاذ الاتحاد ودخل في صراعات مع وزارة الثقافة عن طريق الإعلام، مضيفا بأنه لابد من قول الحقيقة ليس من باب الاتهام ولكن بهدف السير قدما، وهو أن الدخول في صراع مع وزارة الثقافة في وقت تواجدت فيه جبهات متعددة ومفتوحة ودون استشارة الأمانة الوطنية واتخاذ قرارات فردية والتكلم باسم الاتحاد، هذا الوضع حسب شقرة لم يعجب الأمانة فاتخذت قرارا بعقد جلسة طارئة وعلى ضوئها كانت الدعوة لدورة المجلس الوطني والتي قدم فيها غرمول استقالته، وتم النقاش مطولا حول من يخلفه من أعضاء المجلس فجاء الاقتراح من الشاعرين ابراهيم صديقي ونور الدين طيبي، لأكون خليفة لغرمول في فترة انتقالية لاستكمال العهدة والتحضير لمؤتمر عادي، وكان ذلك في جانفي 2008. وقال شقرة أنه في بداية الأمر لم يكن يرغب في ذلك، وبإلحاح من الأعضاء وبتزكية بالإجماع على أساس التجربة الطويلة في هذا الميدان من عضو بسيط بالمجلس الوطني وعضو بفرع عنابة ثم رئيسها لمدة 15 سنة. مشيرا إلى أنه لم يأت صدفة كما حدث مع بعض من اعتلوا كرسي الاتحاد، ومن هنا كانت لدينا بعض الأولويات من بينها حل المشكل القضائي، حيث استطعنا يضيف أن نوقف كل القضايا وأنصفتنا العدالة، ثم توجهنا لفتح الباب مع الشركاء الثقافيين، واستطعنا كسب ثقة وزارة الثقافة، حيث حصلنا على التمويل لحل إشكالية المقر الذي وجدناه في حالة يرثى لها بسبب قدمه، وأضاف بأنه بعد ذلك تمت إقامة مؤتمر جامع وهادف لإعطاء الشرعية الكاملة للاتحاد للعمل وهو ما تم فعلا، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى إثارة الكثير من اللغط من بعض الصحف التي كانت لها عناصر معارضة استغلوا تواجدهم في تلك المنابر أو أصدقاء لهم، والتشكيك في شخصي وعائلتي . وأشار إلى أنه بفضل الصبر والمثابرة بدأنا في التحضير للمؤتمر وأشركنا أطرافا من خارج الاتحاد من بينهم أساتذة جامعيون، وذلك بهدف اكتساب الخبرات والاستفادة من آرائهم. وقال «انطلقنا في طريقة جديدة وهي إعادة بناء الاتحاد من الداخل، وتأسيس فروع، لأنه تم التساؤل إن كان جمعية وطنية أو ولائية، لأنه قانونيا يفترض أن يكون هنالك 23 فرعا تابعا للاتحاد عبر مختلف ولايات الوطن حتى يكون وطنيا، ونحن أكملنا النصاب بتواجد 28 فرعا، حتى يكون ملفنا قانونيا وعقد المؤتمر بكل راحة، ولم نكتف بذلك بل قمنا بانتحاب الممثلين من داخل الفروع نفسها. ويواصل «ضيف الشعب» حديثه مؤكدا بأنه تم عقد المؤتمر، الذي استدعي له المجلس الوطني السابق، وفتحنا فترة لمدة 6 أشهر لتسوية الوضعيات للجميع غير أن هناك من أراد خلق الفوضى خلال المؤتمر، وتمكنا من احتواء الوضع لينتهي الإشكال. وأضاف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين بأن رهاننا ثمثل في العمل وسطرنا خلال المؤتمر برنامجا، حيث شملت 2009 2010 لإعادة بناء الاتحاد على قواعد متينة، وخصصنا 2011 لبداية النشاطات وفيها حققنا أمورا مهمة ونقلنا المعركة إلى الخارج، حيث حررنا مقعد الجزائر المجمد في اتحاد الكتاب العرب، بعدما نقلت بعض الأطراف الصراع الداخلي إلى خارج الوطن، وهو ما أدى إلى تجميده بالرغم من أن اتحاد الكتاب العرب يواصل المتحدث لا يملك أي حق في تجميد عضو مؤسس للاتحاد، ما إذا لم نخترق الشروط المتوافق عليها، وهو ما أدى برئيس اتحاد الكتاب العرب إلى الاعتذار رسميا، وطلبنا جلسة طارئة تحصلنا من خلالها على مقعد في المكتب التنفيذي وأصبح الاتحاد عضوا في الأمانة العامة مكلفا بالنشاط الثقافي، حيث أصبحت لنا مكانة خاصة.وأضاف شقرة بأن جهودهم أثمرت أيضا في احتضان الجزائر لدورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء العرب أين أقمنا ندوة حول الأدب الجزائري، وكانت ناجحة بشهادة المشاركين. كما تحدث يوسف شقرة عن دور الجزائر في إعادة عضوية اتحاد الكتاب، مشيرا إلى أنها في البداية كانت بمبادرة من عز الدين ميهوبي الذي لقي آنذاك معارضة شديدة لتسترجع فيما بعد مقعدها من الجزائر.