نظمت مديرية الصحة والسكان لولاية تبسة بالشراكة مع عدة قطاعات أخرى يوم دراسي حول تحديد آليات التكفل النفسي بالأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحّد، وتفعيل دور الرعاية التربوية الخاصة وتحقيق الاندماج الاجتماعي لهذه الفئة وتنمية مهارات التواصل لديها. فصل المتدخلون من أخصائيين نفسانيين وأطباء من خلال مداخلاتهم، في التعريف بطيف التوحد على اعتبار أنه مجموعة من الاضطرابات النمائية العصبية التي تسبب مشكلات في المهارات الاجتماعية والتواصلية والعاطفية، وفي ظهور أنماط سلوك غريبة وقصور في الأداء على مستوى التواصل والتفاعل الاجتماعي، وكذا محدودية في الاهتمامات وتكرارية السلوك لدى المصابين. مؤكدين أن قصور الأداء يعتبر من السمات الرئيسية لطيف التوحد، ويتمثل على مستوى التواصل والتفاعل الاجتماعي في عدم إظهار الطفل رغبة في التفاعل مع الأطفال الآخرين أو بناء صداقات أو المبادرة للحصول على احتياجاته، وهو ما يضاعف من ضغوط أسر أطفال طيف التوحد. في ذات الإطار، أدار مدير الصحة والسكان السعيد بلعيد يوم دراسي إعلامي، نشطه مختصون في الطب النفسي والصحة العقلية، أشرف على انطلاقه بقاعة الاجتماعات بمقر الولاية والي الولاية محمد البركة داحاج وحضرته الجمعيات ذات العلاقة وجمعيات أولياء التلاميذ. وأوضح في كلمته، أن الإحصائيات الرسمية في الجزائر تشير إلى تضاعف عدد حالات الذاتوية «اضطراب التوحد»، مما يستوجب البحث في طرائق ترقية أساليب التشخيص واليات التكفل الأمثل بهذه الشريحة والعمل على إدماجها في محيطها المجتمعي في إطار استراتيجية وطنية تشارك في إعدادها كل الأطراف المعنية، لافتا إلى أهمية الدور المحوري الذي يجب أن تضطلع به الأسرة في إنجاح عملية الرعاية، وفي تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية، ملتزما بالمرافقة وتقديم الدعم المطلوب للجهات الصحية المعنية. من جهته، أكد مدير الصحة والسكان على ضرورة اعتماد الأساليب الأكثر نجاعة لعلاج اطفال طيف التوحد، مع ترقية المعايير والمواصفات التي تقيم البرامج العلاجية، منوها بأهمية تغيير المفاهيم المجتمعة ونظرة المجتمع لهذه الفئة، بغية تسهيل اندماجها اجتماعيا ومجتمعيا. أما مدير النشاط الاجتماعي التضامن وقضايا الأسرة عبد الحميد بن جديد وفي مداخلة ضمنها الإطار المرجعي للتربية الدامجة لذوي الأطفال في وضعية إعاقة، أشار إلى الوضعية الراهنة لتمدرس أطفال طيف التوحد، داعيا أولياء التلاميذ الراغبين في مرافقة أبنائهم المصابين باضطراب التوحد المتمدرسين في مدارس التربية الوطنية، إلى إيداع طلبات الترخيص لدى مصالح مديرية النشاط الاجتماعي لولاية تبسة. ودعا المجتمعون في ختام فعاليات اليوم الإعلامي الدراسي إلى ضرورة تكثيف اللّقاءات الدراسية والأيام التكوينية بإشراك الفعاليات المجتمعية والحركة الجمعوية ووسائل الإعلام، حول هذه الفئة الهامة في المجتمع وتسليط الضوء على سبل إدماجهم في محيطهم المجتمعي، لافتين إلى أن السبيل الوحيد هو العمل المباشر مع الطّفل وتطبيق برامج التأهيل متعددة التخصصات، واختيار ما هو مناسب ومثبت من ناحية الجدوى والفاعلية.