دعا، امس بسوق أهراس، أساتذة وأطباء أخصائيون ونفسانيون إلى ضرورة إنشاء مركز متخصص لأطفال التوحد قصد تكفل أفضل بهذه الفئة بهذه الولاية. وأوضح المشاركون في أشغال لقاء دراسي بادرت إلى تنظيمه أكاديمية المجتمع المدني لولاية سوق أهراس بالتنسيق مع كل من المجلس الشعبي الولائي وإحدى العيادات الخاصة لتأهيل أطفال التوحد، بأنه على اعتبار أن سوق أهراس ملتقى للعديد من المدن المجاورة، فإن إنشاء مركز متخصص للتوحد بها أصبح ضرورة ملحة بالنظر إلى ارتفاع نسبة الإصابات بحالات التوحد. ودعا الدكتور عبد القادر جلابي من سوق أهراس، في مداخلة له بعنوان الاهتمام أكثر بأطفال التوحد خلال هذا اللقاء الذي احتضنه مركز تسهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى ضرورة استحداث مركز لأطفال التوحد وذلك بالنظر إلى طبيعة مرض التوحد الذي يتطلب تدخل عديد التخصصات سواء من حيث التشخيص المبكر والتكفل بهذه الفئة وحتى بأوليائهم. وسيصمم هذا المركز في حال تجسيده، حسب ذات المصدر، لاحتضان وحدة للتعليم وأخرى للنطق والتواصل ووحدة للعلاج الوظيفي وتنمية الموارد البشرية علاوة على وحدة أخرى للاتصال والأعمال ووحدة لخدمة المجتمع. وأشار ذات المتدخل خلال أشغال هذا اللقاء الذي حضره عدد من الأطفال المصابين بالتوحد وأوليائهم تحت شعار التوحد عالم الصمت ، إلى أن التوحد هو أحد اضطرابات الطيف الذاتوي تظهر في سن الرضاعة وقبل بلوغ الطفل سن 3 سنوات، مؤكدا بأنه على الرغم من اختلاف خطورة وأعراض التوحد من حالة إلى أخرى إلا أن جميع الاضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم، مضيفا بأن المميزات الأكثر شيوعا لهذا الاضطراب تتمثل أساسا في اضطرابات المهارات الاجتماعية واللغوية وحتى السلوكية. من جهتها، أكدت الطبيبة في علم النفس العصبي من عنابة، السيدة نور براهمية، على ضرورة التشخيص المبكر للتوحد والتوجيه فضلا عن التكفل المختص، مشيرة إلى أن عدد أطفال التوحد بالجزائر يفوق ال100 ألف حالة. ودعت ذات الأخصائية كلا من مسؤولي قطاعي الصحة والتربية وكذا أولياء أطفال التوحد إلى اشتراط التخصص والتجربة عند منح الاعتمادات الخاصة بفتح عيادات متخصصة في هذا المجال وكذا إجراء فحص طبي لدخول الطفل في الوسط المدرسي، بالإضافة إلى تحسيس أولياء هذه الفئة بضرورة الاهتمام بأطفالهم لضمان علاج فعال. وناشد المشاركون في أشغال هذا اللقاء بما فيهم أولياء أطفال التوحد سلطات الولاية والقائمين على قطاع الصحة بالولاية من أجل استحداث مركز متخصص لضمان تكفل أفضل بهذه الفئة.