أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أهمية استحضار التضحية والروح الوطنية للدفاع عن الأمن الوطني أمام تزايد التهديدات وتشابكها. وأمر بالتوجه نحو دبلوماسية "فعالة" و«مؤثرة" تساهم في تقوية الاقتصاد الوطني وتحمي الجالية بالخارج. جمع رئيس الجمهورية، كافة مسؤولي البعثات الدبلوماسية والقنصلية عبر العالم، في ندوة، تجرى أشغالها على مدار ثلاثة أيام، تحت شعار "الدبلوماسية الجزائرية والتحديات الدولية للجزائر الجديدة". هذا التطابق بين الواقع والشعار، جعل الموعد "يكون في توقيت مناسب"؛ توقيت يفرض على البلاد وجهازها الدبلوماسي مواجهة الكثير من الصعاب والتحديات. "فمن خلال قراءة السياق الدولي، يتضح حجم التهديدات التي تثقل كاهل الجزائر وتهدف إلى إضعافها من الداخل". وتحدث عن تحديات "أكثر خطورة في المحيط الجغرافي للجزائر، والذي يعرف بؤر توتر في دول الجوار وعلى طول الشريط الحدودي، "لاسيما الصحراء الغربية مع استئناف المواجهات المسلحة بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي". وجدد عمل الجزائر على تحصين الاتحاد الأفريقي من المناورات والمحاولات الخبيثة التي تستهدف وحدة صفه "وسوف يكون ذلك ضمن أولويات عملنا الدبلوماسي"، في إشارة إلى مساعي الكيان الصهيوني والقوى المناولة له اختراقه من الداخل تحت صفة العضو المراقب. وأعلن صراحة، أن ما يحاك ضد الجزائر تجاوز التهديد إلى التنفيذ، وأن ضرب الأمن القومي للبلاد بات غاية لأعداء الوطن. وقال مخاطبا رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية: "علينا مواصلة العمل بنفس العزيمة وروح التضحية والرد بحزم على كل المناورات التي تستهدف أمننا الوطني". وقال: علينا اتخاذ الإجراءات الاستباقية لترسيخ الجزائر كفاعل ومؤثر يساهم في الحلول الجماعية للأزمات وطرح المبادرات التي من شأنها تعزيز العمل متعدد الأطراف. العمق الاستراتيجي ومن أبرز التوجيهات، إعطاء الأهمية القصوى للقارة الإفريقية واستعادة العلاقات الطبيعية ورفيعة المستوى مع دول مؤثرة جدا إلى جانب الجزائر في القارة "التي تعتبر عمقنا الاستراتيجي". وتحدث الرئيس عن "فتور" في النشاط الدبلوماسي مع بعض البلدان "مثل نيجيريا وجنوب إفريقيا. ولابد أن نركز على علاقات محورية معها". مثلها مثل بعض الدول الأوروبية المحورية. وشدد الرئيس على إيلاء العناية الفائقة للجالية الوطنية بالمهجر وتفعيل أدوات الدبلوماسية الاقتصادية من خلال الترويج لجاذبية البلاد للاستثمار ودعم تصدير المنتوج الوطني.