انفرد المنتخب الوطني بصدارة المجموعة "أ"، لأول مرة، منذ انطلاق الدور الثاني من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر، بعدما أمطر شباك مضيفه منتخب جيبوتي برباعية نظيفة بملعب القاهرة الدولي، مستفيدا من التعادل الذي فرضه منتخب النيجر على الخيول البوركينابية، بهدف لمثله بالمركب الرياضي لمراكش المغربية. سحق رفقاء المحارب سفيان فيغولي منتخب جيبوتي برباعية كاملة، لحساب الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من عمر الدور الثاني عن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2022. فوز "الخضر" العريض نصّبهم في صدارة المجموعة الأولى برصيد 13 نقطة من 4 انتصارات، وتعادل أمام منتخب بوركينافاسو منافس الجزائر الوحيد على بطاقة التأهل للمباراة الحاسمة المؤهلة لمونديال قطر، الذي تدحرج إلى وصافة الترتيب ب 11 نقطة بعد تعادله المفاجئ أمام النيجر بهدف لمثله. أهداف المواجهة كانت من نصيب يوسف بلايلي، الذي افتتح باب التهديف في (د 28)، بعدما عبث بدافع جيبوتي مستغلا رأسية في العمق من القناص بغداد بونجاح. وحرر هدف ابن الباهية وهران المحاربين الذين ضاعفوا النتيجة عن طريق، سعيد بن رحمة، في (د 39) من قذفة قوية على مشارف منطقة العمليات، مسجلا الهدف الذي كان ينقصه للتحرر من العقم الهجومي الذي طارده رفقة المنتخب طيلة سنوات. وتواصل ضغط أبطال أفريقيا ليكلل بتسجيل الهدف الثالث من المخضرم فيغولي، قبل نهاية المرحلة الأولى بدقيقتين، بعدما أقدم على مرواغة المدافع داخل منطقة العمليات، وأسكن الكرة داخل الشباك بخبرة السنين، مسجلا الهدف رقم 19 في مشواره الكروي مع المنتخب، الذي كان عنوانا لخطف المركز العاشر في ترتيب أفضل الهدافين على مرّ التاريخ، وتحطيم رقم زميله السابق في المنتخب رفيق صايفي. وقام الطاقم الفني، خلال المرحلة الثانية، ببعض التغييرات الهجومية والدفاعية بعد الركود الذي عرفه اللقاء، ليأتي الهدف الرابع والأخير من رأسية أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني، إسلام سليماني، الذي رفع رصيده إلى 38 هدفا. 6 تغييرات مقارنة بمواجهة النيجر ومن جهة أخرى، قام مهندس التتويج القاري بتغيير خطة اللعب من (4-4-2) إلى (4-3-3)، مقارنة بالمواجهة الأخيرة أمام منتخب النيجر لحساب الجولة الرابعة من التصفيات، خطة جعله يقوم ب 6 تغييرات كاملة في التشكيلة الأساسية، قد تكون السبب في فقدان رفقاء عيسى ماندي معالمهم فوق أرضية الميدان، والظهور بوجه شاحب بالرغم من الفوز الكاسح. وعرف الخط الخلفي حركة كبيرة بإقحام الظهير الأيمن رضا حلايمية، مكان يوسف عطال المبعد من قائمة 25 لاعبا بسبب الإصابة، تغيير لم يكن موفقا، حيث وقع خريج مدرسة مولودية وهران في أخطاء كثيرة طوال المرحلة الأولى، تسبب خلالها في تضييع العديد من الكرات، كما تلقى بطاقة صفراء، وهو ما كلفه مغادرة أرضية الميدان بين الشوطين لصالح بن عيادة الذي أعاد التوازن للرواق الأيسر. كما أشرك بلماضي الظهير الأيسر عبد اللاوي عوض بن سبعيني المهدد بالعقوبة، وأبقى على المحوري بدران أساسيا للمواجهة الثالثة على التوالي، بسبب التخوّف على بن العمري من تلقي بطاقة صفراء جديدة، تحرمه من المشاركة أمام منتخب بوركينافاسو، فيما منح الطاقم الفني فرصة جديدة للحارس ألكسندر أوكيجدة، الذي لعب سادس مواجهة له بألوان المنتخب الوطني، محققا رابع "كلين شيت" ليؤكد أحقيته بحماية عرين الأفناك. وعرفت مواجهة جيبوتي إبعاد القائد رياض محرز عن التشكيلة الأساسية، قبل أن يدخل بديلا في الشوط الثاني مع إشراك بن رحمة مكانه لأول مرة، منذ تنصيب جمال بلماضي على رأس العارضة الفنية للمنتخب، بعدما كان يستعمل على الرواق الأيسر بديلا للمايسترو يوسف بلايلي. كما سجلت تشكيلة بلماضي عودة، سفيان فيغولي، إلى جانب النجم الصاعد، آدم زرقان، الذي لعب بالمناسبة أول مواجهة أساسية له بألوان الفريق الوطني وقدم أول تمريرة حاسمة له. بخطى ثابتة لتحطيم الرقم القياسي العالمي فوز "الخضر" الكبير جعلهم يحطمون الرقم القياسي لمنتخب الأرجنتين، صاحب 31 مواجهة دون تجرع مرارة الهزيمة، ويسيرون بخطى ثابتة لتعديل رقم المنتخبين الإسباني والبرازيلي صاحبي سلسلة 35 مواجهة. ومن المقرر أن يدخل الخضر اليوم في تربص بسيدي موسى تحضيرا لموقعة بوركينافاسو، المقررة الثلاثاء المقبل بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة. ويذكر أنّ المنتخب الوطني يعتبر أفضل هجوم في تصفيات كأس العالم 2022 بقطر، بعدما تمكنوا من تسجيل 23 هدفا كاملا خلال 5 مواجهات.