بعد صمت طويل وتجاهل لردود الفعل المناوئة للتطبيع بكل أشكاله لعام كامل، خرج العاهل المغربي ملوحا بورقة «استئناف المفاوضات» بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعزمه العمل «لتسهيل ذلك»، في محاولة يائسة ل»تجميل» خيانة التطبيع مع الكيان الصهيوني. اختار الملك المغربي اللعب على وتر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالرغم من علمه بأن الأمر ليس بالهيّن في ظل تعنت الاحتلال واستمرار الاستيطان، كما يؤكد على ذلك الفلسطينيون وشروطهم للعودة إلى التفاوض. وقال الملك محمد السادس في رسالة إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني المصادف ل29 نوفمبر من كل سنة، إن المغرب الذي طبّع علاقاته مع الكيان الصهيوني الغاصب، سيستثمر في ما اسماه ب»علاقاته المتميزة» مع كل الأطراف لتوفير ظروف استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على حدّ تعبيره. وبالرغم من محاولاته، يبقى المغزى والمقصد من تطبيع المخزن لعلاقاته مع الكيان الصهيوني، بعيدا كل البعد عن هذه النية، لأن الواقع تحدثت عنه حناجر الرافضين الذين خرجوا في مظاهرات صاخبة طالت مختلف مدن المملكة المغربية للاحتجاج على ما اقترفه نظام المخزن منذ سنة وما تلاه من توقيع على اتفاقيات مختلفة مع الكيان الصهيوني، توجت بزيارة وزير دفاع الكيان الغاصب الأسبوع الماضي وتوقيع اتفاق «للدفاع المشترك» وما يصاحب ذلك من أخطار على أمن و استقرار المملكة والمنطقة بكاملها. الشعب في واد والنظام في آخر وقال الشارع المغربي كلمته وأفصح عن رأيه في البعد الخطير الذي بلغه التطبيع الذي نفذ من وراء ظهره، حيث خرج أمس الأول بقوة للتنديد ب»طعنة الخنجر» التي وجهها نظام المخزن للقضية الفلسطينية وخيانته العظمى للشعب الفلسطيني ولنضاله. وهدّد أبناء المغرب الرافضين للتطبيع، ب»انتفاضة عارمة» في حال لم يعدل النظام بالمملكة عن قراره الذي وضع البلاد وشعبها في صورة «جد سيئة» بما يهدّد موقعها ضمن العالمين العربي والاسلامي. وقد خرج متظاهرون في عدة مدن بالمغرب في مسيرات حاشدة رافضة للتطبيع وللتنديد بالاتفاقية الأمنية بين المغرب والكيان الصهيوني، رفعوا خلالها الرايات الفلسطينية وأبدوا غضبهم من القرارات غير الشعبية التي يتخذها النظام المخزني والتي تضرّ باستقرار المملكة وأمنها. الشباب يرفض سياسة الإذلال وبث مترددو مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للمسيرات من بينها بث مباشر من مختلف المدن المغربية على غرار طنجة والدار البيضاء وجرسيف وزايو والجديدة والمحمدية والقصر الكبير والوزان. وأبدى المتظاهرون سخطا شديدا ازاء تطبيع ببلادهم مع الكيان الصهيوني وزيارة وزيره للدفاع الى المغرب وشهدت المظاهرات مشاركة عدد كبير من الأطفال. وأدان المتظاهرون، إمعان نظام المخزن في «إذلال شعبه وتجاهل أرادته وموقفه الرافض للتطبيع». ونظمت الوقفات الاحتجاجية تخليدا لليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حيث أكد المشاركون على أنه و»بالرغم من الجريمة التي اقترفها النظام المخزني بحق القضية الفلسطينية فإن الشعب المغربي كان ولايزال وفيا للقضية الفلسطينية وضد الكيان الصهيوني المجرم». وأجمعت الشعارات المرددة على «التضامن مع الشعب الفلسطيني، واعتبار قضيته أمانة في أعناق المغاربة». وقال أحد المشاركين في المسيرات أن «رفض التطبيع تحصين لبلدنا لأن التاريخ يشهد على أن أي أرض وطأتها أرجل الصهاينة كان نتيجتها تفتيت النسيج المجتمعي والتدمير الداخلي» . متظاهر آخر قال: «نعيش مهزلة التطبيع وبالموازاة افتعال النظام لكل الخدع من أجل محاولة صرف النظر عن كواليس التطبيع «فيما اعتبر آخر أن «قرارات المخزن غير الشعبية ترهن مستقبل المغرب وتهدّد استقراره». وتتبع المظاهرات المناهضة للتطبيع، مظاهرات التنديد بالأوضاع الاقتصادية الهشة وغلاء المعيشة وصرخات الغضب إزاء الفقر والتهميش والبطالة المستفحلة وتدهور الخدمات في مختلف القطاعات بالمملكة.