أكد رئيس مصلحة الأمراض الصدرية ورئيس وحدة كوفيد - 19 بمستشفى الرويبة، الدكتور عبد الباسط كتفي، أنّ الجزائر ستصل إلى ذروة الموجة الرابعة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة مع تسجيل ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس وتزايد طلبات الاستشفاء، في الفترة الأخيرة، محذرا من عدم الإقبال على التلقيح باعتباره السبيل الوحيد لتعزيز المناعة ضد مخاطر المتحور. أكّد رئيس مصلحة الأمراض الصدرية في تصريح خصّ به «الشعب «، دخول البلاد في موجة رابعة كانت متوقعة من قبل، بسبب التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وضعف وتيرة التلقيح ضد فيروس كورونا، موضحا أنّ الفيروسات المتحورة سريعة الانتشار بين المواطنين مع عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة سلالة «دلتا» التي ما تزال تشكل الخطر الأكبر في الجزائر وتطغى على هذه الموجة، إلى حدّ الآن. وتوقع تسجيل ارتفاع كبير في عدد الإصابات بالفيروس والوصول إلى قمة الموجة، في غضون 20 يوما، قائلا إنّ الوضع سيستمر لأكثر من 15 يوما، وبعدها تأتي مرحلة تراجع الحالات وزوال الذروة تدريجيا، داعيا الجميع إلى التحلي بمزيد من اليقظة والوعي بخطورة الفيروس لعدم تكرار سيناريو الموجة السابقة التي خلفت العديد من الإصابات الخطيرة والوفيات وتسببت في أزمة الأوكسجين وتسجيل ضغط كبير على مستوى جميع المصالح الطبية. ويرى رئيس مصلحة الأمراض الصدرية ووحدة كوفيد -19، أنّ فرض الجواز الصحي لدخول بعض المرافق والأماكن العامة يعد الحل الأمثل لدفع عدد أكبر من المواطنين إلى أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مبرزا بأنّ الحملات التحسيسية وحدها غير كافية للرفع من وتيرة التلقيح وتشجيع وتحفيز المواطنين على الإقبال بقوّة على تلقي جرعات اللقاح. وأضاف أنّ اكتساب مناعة جماعية مؤكدة ضد فيروس كورونا، تتم بالتلقيح الذي يساهم في التصدي لمخاطر الإصابة بالفيروس وكسر سلسلة انتشار العدوى، من خلال أخذ جرعات إضافية من اللقاح، موضحا أنه لا يمكن الاعتماد على المناعة الطبيعية التي تأتي بعد الإصابة بعدوى الفيروس، بالرغم من أنّها تشكل دفاعا مناعيا طبيعيا للجسم، باعتبار أنّ عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس غير كاف لتحقيق المناعة الجماعية. وبخصوص المتحور الجديد «أوميكرون «الذي بدأ يثير الرعب قبل بداية انتشاره « أجاب الدكتور كتفي أنّ كثرة المخاوف من هذا الفيروس غير مبررة وليست منطقية كون فيروس «دلتا «هو الطاغي حاليا والأكثر خطورة من المتحورات الأخرى، من حيث الانتشار وشدة العدوى، وهو السبب في الموجتين الثالثة والرابعة أيضا، إلى حدّ الآن، مضيفا أنّ المتحور الجديد سريع الانتقال بين الأشخاص ولكن لا توجد إثباتات حول درجة خطورته مقارنة بالسلالات المتحورة السابقة. في ذات السياق، أضاف رئيس وحدة كوفيد -19، أنّ المعلومات محدودة حول شراسة المتغير»أوميكرون» من قبل بعض الدول التي سجلت إصابات بالفيروس، ولكن، لحدّ الآن، لم يتم الإعلان عن حالات شديدة الخطورة، مفيدا أنّ التخوّف من هذه المتحورات في بعض الأحيان يكون إيجابيا، لأنه يدفع المواطنين إلى الإقبال على أخذ جرعات اللقاح لحماية أنفسهم من مخاطر ومضاعفات العدوى. وحسب الدكتور كتفي، فإنّ اللجوء إلى إجراءات الغلق في كل مرة بغرض احتواء الوضع الوبائي في البلاد، ليس حلا صائبا، ولن يقدم نتائج إيجابية بل سيؤثر سلبا على جميع المجالات، وإنّما يتطلب الأمر- على حدّ قوله -التركيز على تسريع وتيرة التلقيح لأنّها الوسيلة الأنجع لكبح وإيقاف تفشي الفيروس مع الاستمرار في تطبيق الإجراءات الوقائية والتعايش مع الفيروس بحذر ووعي، مشيرا إلى أنّ عدم الوصول إلى المناعة الجماعية في ظرف وجيز ستكون نتائجه وخيمة بسبب قرارات خاطئة.