- غلق دور الحضانة يساعد على كسر سلسلة العدوى جاء قرار غلق دور الحضانة العمومية والخاصة، الذي أعلنته ولاية الجزائر، أمس، بعد تمديد تعليق الدراسة لمدة 7 أيام إضافية، مندرجا في إطار مساعي مكافحة انتشار الفيروس، خاصة المتحور الجديد «أوميكرون» الذي ينتشر بنسبة 20٪ في أوساط الأطفال، هذه الفئة أدت دورا هاما في توزيع المرض عند الكبار وبنسبة انتشار تجاوزت 70٪ للفيروس الجديد أوميكرون. أكد مختصون أن قرار غلق المدارس ودور الحضانة الحل الأمثل لكسر سلسلة العدوى، حيث سجل المنحنى الوبائي منذ أربعة ايام انخفاضا تدريجيا في عدد الإصابات، ما يؤكد أن التلاميذ والأطفال لهم دور كبير في نشر الوباء، معتبرين هذه التدابير جاءت لدعم نظام الوقاية والحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من أي خطر لانتشار فيروس كورونا. وجاء القرار -بحسبهم- بعد تسجيل عدد كبير من الإصابات بهذا المتحور عند الأطفال الذين هم أكثر تأثرا بالفيروسات، سواء الأنفلونزا أو كورونا، الأمر الذي أحدث هلعا لدى الأولياء، خاصة وأن الفيروس يبقى مدة أطول لدى هذه الشريحة، مما يرفع إمكانية نقل العدوى وبصفة أسرع إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص المتواجدين في محيطهم، وهذا ما حدث قبل صدور قرار الغلق. وقال آخرون، إنه إلى جانب التدابير التي أقرتها ولاية الجزائر، المتعلقة بغلق دور الحضانة وتعليق العديد من النشاطات، هناك طرق أخرى للحد من انتشار فيروس كورونا، بالحرص على تطبيق البروتوكول الصحي وارتداء الكمامات واحترام التباعد الجسدي من اجل الحد من زحف الوباء ومحاصرة البؤر، خاصة في المدن الكبرى التي تمثل نسبة تفشي عالية للمتحور الجديد. من جهته، كشف عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا البروفيسور رياض مهياوي، أمس، في تصريح ل «الشعب»، عن تسجيل انخفاض في الأرقام المتعلقة بالوضع الوبائي يوميا، مما قلل الضغط على مصالح الإنعاش، داعيا إلى الالتزام بالتدابير الوقائية وتلقي اللقاح لكسر سلسلة العدوى، مؤكدا أن الوضع الوبائي يتجه نحو الاستقرار مقارنة بالموجة الثالثة التي عرفت نسبة استشفاء تجاوزت 17 ألف مريض. وأوضح البروفيسور مهياوي، أن الانخفاض التدريجي لعدد الإصابات يعني بداية العد التنازلي لموجة أوميكرون، مؤكدا أن اللجنة العلمية لمتابعة الوباء تراقب عن كثب الوضع الوبائي وتنتظر أسبوعين من أجل ضمان الاستقرار والعودة التدريجية إلى الحياة العادية والتعايش مع الوباء، مؤكدا على أهمية التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية وتفادي الموجات جديدة. وبخصوص غلق المدارس ودور الحضانة، وصف عضو اللجنة العلمية لمتابعة الوباء القرار بالسليم، لأنه وضع حدا لحالة الرعب التي عاشها قطاع التربية بسبب تفشي الفيروس في الوسط المدرسي، مشيرا أن الغلق يحمي الأسرة التربوية ويكسر العدوى التي تسبب حالة ضغط في المستشفيات، حيث قال «القرار أتى بثماره ونسجل انخفاضا في الإصابات وحالات الاستشفاء، ويمكن أن يستمر المنحنى في النزول في حال التقيد بالتدابير الوقائية». وأكد أيضا أهمية التلقيح للحد من انتشار العدوى والحماية من هذه المتحورات من فيروس كورونا، داعيا المواطنين الذين تحصلوا على جرعتين إلى تعزيز مناعتهم بأخذ الجرعة الثالثة المعززة التي وصفها بالضرورية، خاصة الفئة الهشة وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث أشار أن 95٪ من الحالات الموجودة في العناية المركزة لم تأخذ التلقيح. من جهتهم، رحب الأولياء بالقرار بالرغم من سلبياته عليهم، خاصة الأمهات العاملات اللواتي لم يجدن أين يضعن أبنائهن، ولكن بالرغم من ذلك استحسنوا الغلق حماية لأبنائهم وعائلاتهم، لاسيما وأن الكثير منهم أصيبوا بالعدوى بعد مرض أبنائهم بأوميكرون، في حين اعتبر مسؤولو دور الحضانة الغلق بالحل لكسر التفشي المنتشر بين الأطفال.