فتحتُ دفاتري، وذكرياتِي لأسلّ قلمِي فأردت الكِتابة عن أمِي، فوجدت بأنني جاهل وأمّي ولا أعرف القراءة، فأصابتني الكآبة، وصام لساني وشُلّت يدي، التي مسحتُ بها عبرتِي لقد هرِمتُ وفقدتُ البراءة، بين رفوف مكتبتي لقد شِبتُ وتعبتُ في ذاك اليوم من أيام الرمادة يوم ذهبت أمي ولم تترك العنوان.. إلى عالم ليست كعالمنا عند الملك الديّان وتركتني في هذا العالم أبحث عن السعادة بين وسادة أمي، وكِساء أمي، وصورة أمي.. فأنستي الأيام، تِلك الجراح والآلام وضحكة أمي ونداء أمي وخبزُ أمي.. فلمتُ الأيام، والإنس والنسيان.. وقلت: هذا جُحود ونُكران، وعمل الشيطان كسرتُ قلمي وأحرقت مقاماتي وشممتُ قميص أمي وقلتُ: هل أنا جاهل ونسيت من جعلتني رجل؟ هل أنا غبي ونسيت من داعبتني وأنا صبي؟ هل أنا أنا بين حب الذات والآنا؟ هي أمي فوق رأسها التِيجَان وفي صدرها الحَنان وتحت قدميها الجِنان وفي لمستها الآمَان هل يعود بنا الزمَان؟ لأقبل رجلكِ وأقول لكٍ أمي أنا أمي لأنني لم أكتب لكِ أمّي رحمكِ الله أمي.