إلى مكان ليس فيه صخب ولا نصب .. عزمت الرحيلا .. لكنني اشتقتك وهران .... وهران التي دائما ترفض الخديعة والمماطلة .. ترفض أن يكون ساكنها شخص عادي .. فمنها تعلمت أن أكون أنيقا .. ومنها تعلمت أن أكون متألقا.. كان النجاح شاقا لكن لابد منه.. فالحياة ممتدة امتداد النظر.. امتداد الحلم .. السنوات الممشوقة تناصرني.. وتعاكسني تارة أخرى.. أحييك وهران أيتها الجميلة .. فعلى بساطي المذهب أعلو.. أدمنتك وما عدت أطيق الرحيلا.. في وقت حان فيه الرحيل .. اعذروني أحبتي لن استطيع المجيء.. اعذروني .... لكنني موجود في ثنايا .. هنا لم أستطع .. فكل شيء تغير .. ولم يبقى في قريتي شيء .. كما كان في السابق غير قطار المساء .. وقطار الصباح وفي لعهده.... لم يبقى في قريتي غير عش مالك الحزين .. على قمة عمود كهربائي اسسه "بونوا".. لم يبقى في قريتي شيء.. كما كان في السابق غير .. قهوة أمي وطيور على خيط الهاتف.. تنتظر الرحيلا أعذروني أعذروني.. فلم أترك لكم شيئا غير مكتبة صغيرة.. لا عنوان لها .. وطفلة لست أدري سنها .. ومن خيبتي لم أقبّل رجل أمي .. حيث جنتي ضيعت مفهوم الزمن .. نسيت أن أعود.. نسيت كل التفاصيل.. نسيت المسالك التي تعودتها اعذروني ... قد تركت لكم قلم .. تشوهت حروفه المشتتة كنت تمنيت جمعها.. فاعذروني لست أدري.. كيف أشكركم.. وقد غسلت حبات المطر تفاصيل حياتي.. بفعل الزمن اعذروني .. فالفرق بيني وبينكم.. أنني لم أخط الثوب الأسود.. تركته بلا أزرار لا حرم فيه وازهد .. اعذروني أهل قريتي .. فالفرق بيني وبينكم .. أنه لا فرق .. فأنتم أنا وأنا انتم .. تتباهى الكلمات في مخيلتي .. تتضارب حينا تتسابق على لساني وقلمي.. لم أدعو أحدا إلى ذكائي.. لم اجبر أيكم على تسجيل تاريخي.. أدعوك إلى نتائجك التي تتشرف بالوصول إليها.. لا أعطيك أفكاري ...لا تقبلها