نظمت مديرية الشؤون الدينية لولاية البليدة، حفل تخرج الدفعة الأولى للقراء المجازين الذين أشرفت على تكوينهم هيئة الإقراء، بعد تأسيسها في 21 نوفمبر 2015، وعددهم 17 وجلهم أطباء ومهندسين وجامعيين. فضلت تأجيل مديرية الشؤون الدينية للبليدة حفل المجازات الخمس اللواتي ضمتهم الدفعة الأولى إلى الثامن مارس الجاري، والذي سيشهد تكريمهم في مدينة بوفاريك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بحسب ما كشفه مسؤول القطاع. حضر حفل تخرج المجازين بمسجد الكوثر وسط مدينة البليدة، ممثلين عن السلطات المحلية وكذا الأمين العام للوزارة الوصية معاش رضوان، والذي قال إن الحفل ما هو إلا صورة من صور الاعتناء بالقرآن الكريم. وأكد ممثل الوصاية بأن مقرأة الجزائر الإلكترونية التي يؤطرها 120 مجاز في القرآن الكريم سنحت بتعليم الآلاف من المنتسبين إليها خلال فترة التباعد التي فرضتها جائحة كورونا، ما يؤكد بأن الجزائر- على حد تعبيره- أصبحت مصدر إشعاع قرأني خاصة بعد الجائزة الدولية للقرآن التي تم تنظميها مؤخرا. وتُعنى هيئة الإقراء بالبليدة، وهي الأولى التي تم بعثها من جديد في الجزائر بعدما كانت تنشط خلال فترة الاستعمار الفرنسي مع هيئات مماثلة في بعض الولايات مثل بجاية وتلمسان وغيرها (تم توقيف نشاطها قسرا)، بتعليم النشء القرآن الكريم وتحفيظه، وتحسين التلاوة وفق رواية ورش. وسبق أن تخرج بعض المجازين أشرفت عليهم هيئة الإقراء في البليدة، لكن الدفعة التي تخرجت، أمس، وحملت تسمية عبد القادر زواوي أحد علماء المنطقة، هي الأولى على المستوى الوطنية التي تضم مجازين تم تلقينهم القراءات النافعية العشرة التي ينفرد بها المغرب العربي. ولأن الملمين بهذه القراءات في الجزائر يعدون على الأصابع، فقد أخذت هيئة الإقراء في البليدة تحت قيادة المشرف العام عبد الكريم حمادوش من أجل إعادة إحياء هذه القراءات، باعتبارها من التراث الثمين للمنطقة.ويشترط في تعلم القراءة حفظ القرآن عن الطالب، وأن يُحسن القراءات تطبيقا ويتحمل الجمع بين القراءات، ولاشك أن مطالعة بعض الكتب ستزيد الإلمام بالقراءات النافعية العشرة التي لا تستعمل في المشرق العربي. وتحدث الطالب المجاز ياسين بلكاس، صاحب 42 عاما عن تجربته: «أول شيء يقوم به الطالب هو حفظ القرآن ثم يقرأ ختمة ثانية التي تسمى ختمة ضبط وختمة إجازة التي نحصل عليها بعد تدقيق كبير، والطالب الذي يختم القرآن في سن صغير يمر مباشرة للحصول على ختمة الإجازة وهناك ما يجمع بين القراءات العشرة». من جهته، أوضح الطالب عبد البارئ بوقرة صاحب 29 عاما:»طريق الختم فيه صعوبات، لكن حققنا مبتغانا في كنف مشايخنا الذين سخروا كل ما يملكون لنتعلم القرآن»، وحول التعامل مع جائحة كورونا رد بالقول: «استعملنا أحيانا وسائط التواصل الاجتماعي للتعلم عن بعد واستفدنا من المتن العلمية من خلال قراءة بعض الكتب وأحيانا نذهب إلى مشايخنا إلى منازلهم لنتعلم منهم».