ينتظر أن تشهد الحركة الجمعوية بالموازاة مع التحضيرات الرسمية للشهر الفضيل عودة قوية للنشاطات التضامنية، مقارنة بالسنتين الفارطتين اللتين طبعتهما أجواء كورونا، حيث التزمت عدة جمعيات بتقليص نشاطها تماشيا مع الظروف الصحية وإجراءات الحجر المنزلي وتطبيق بروتوكول التباعد. عادت الكثير من الجمعيات في ورقلة إلى الإعلان عن نشاطها الاعتيادي خلال شهر رمضان ككل سنة في ظل الظروف العادية، ورغم أن الكثير من الجمعيات بذلت مجهودات جبارة خلال السنتين الفارطتين وحاولت العديد منها رفع التحدي لمواجهة الظروف الصحية التي فرضها وباء كورونا، من أجل المساهمة في استمرارية العمليات التضامنية وتعزيز التكافل الاجتماعي في الشهر الكريم، خاصة أن نشاطها هذه السنة من المنتظر أن يجري في أجواء أكثر أريحية، بسبب تراجع حالات وباء كورونا إلى حد كبير وانتعاش الحركية الاقتصادية التي كانت إيذانا بعودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا. وبمقابل ذلك، تشير بعض الجمعيات في ولاية ورقلة إلى أن التبرعات مازالت قليلة لتجسيد برامجها وأنشطتها الرمضانية التضامنية مع الفئات المعوزة وكذا إفطار الصائمين وعابري السبيل، نظرا للانعكاسات الاقتصادية لكورونا على العديد من رجال الأعمال والمتبرعين المساهمين بقوة في مثل هذه الأنشطة، إلا أنه يعوّل كثيرا على مشاركة الجميع من أجل ضمان استمرارية النشاط التضامني، خاصة في ظل تراجع حالات كورونا وتخفيف القيود المفروضة والعودة القوّية للنشاط التطوّعي. تخفيف الإجراءات الوقائية في المساجد من جهة أخرى، يعتبر الكثير من المواطنين أن تخفيف الإجراءات الوقائية في المساجد تكيفا مع المستجدات الصحية، عاملا إيجابيا سيطبع رمضان هذه السنة، حيث يتوقع أن يكون فرصة للمزيد من العبادات ولتكثيف نشاط الدروس والحلقات التعليمية وتعليم القرآن. من جهتها دعت مصالح الولاية في إطار التحضيرات، استعدادا لاستقبال شهر رمضان الفضيل بورقلة، المجالس الشعبية البلدية إلى الحرص على تهيئة وتحضير مساجد الولاية التابعة لها والمدارس القرآنية وفضاءات الصلاة المخصصة للنساء لاستقبال روادها في أحسن الظروف خاصة في صلاة التراويح، لاسيما احترام شروط النظافة والتعقيم والسهر على نظافة قاعات الوضوء وتهوية قاعات الصلاة وتهيئة الفضاءات الخارجية للمساجد وإنارتها، وتنظيم أنشطة ومحاضرات دينية وفكرية. وكذا المساهمة في تحسيس المصلين بمعاني التكافل والتضامن والابتعاد عن كل مظاهر الإسراف والتبذير، إضافة إلى تكليف مدراء الثقافة، الشباب والرياضة، بضبط البرنامج الثقافي، الفني والترفيهي النهائي خلال شهر رمضان، خاصة في الفترات الليلية والذي يجب أن يمس كل بلديات الولاية. كما تم إطلاق حملة تنظيف على مستوى الأسواق الجوارية مع الرقابة المستمرة لمدى احترام التدابير الوقائية لتفادي انتشار وباء كورونا وبهذا الصدد دعا الوالي مصطفى أغامير المجالس الشعبية البلدية والمؤسسات العمومية الولائية للعمل على نظافة المحيط والاهتمام بالوضعية البيئية والنظافة العمومية والاستمرار في العمليات الاستدراكية الكبرى، وتهيئة الفضاءات التي ستحتضن الأسواق الجوارية، خلال شهر رمضان، عبر كل البلديات بتوفير ظروف الأمن والنظافة وشروط الصحة وضمان تزويدها بالماء والكهرباء وتوفير الإنارة العمومية ومرافقتها طيلة الشهر الفضيل من حيث النظافة، وتوفير حاويات النفايات الكافية.