استعرض وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، خلال مشاركته، السبت، بالعاصمة التونسية، في أشغال الدورة 26 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، نشاطات ومكاسب قطاع التربية في الجزائر والتحديات التي تواجهه والسياسة الرشيدة للسلطات من أجل ترقيته، بحسب ما أفاد به، أمس، بيان لذات الوزارة. كما ذكر بلعابد، بصفته أيضا رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، بجهود الجزائر في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في سبيل «تعزيز ديمقراطية التعليم من أجل توفير فرص النجاح لأكبر عدد من التلاميذ ضمن منظومة تربوية تقوم على المساواة والجودة وتكافؤ الفرص». وأشار في ذات السياق، إلى «مخطط عمل الحكومة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية الذي يهدف إلى إدراج إصلاحات بيداغوجية عميقة، لاسيما على مستوى التعليم الابتدائي، ومنها مراجعة المناهج المدرسية وتخفيف وزن المحفظة». وأكد ضرورة «تنمية فكرة التضامن الرقمي في التربية والتعليم بين دول المنطقة العربية من خلال تبادل التجارب والخبرات»، مبرزا أن «أهمية هذه المبادرة قد بدت في سياق استخدام أدوات ومنصات تكنولوجيا المعلومات والأنترنت لاستمرار العملية التعليمية». في هذا الاتجاه، أشار الوزير إلى احتضان الجزائر للمنتدى العربي الثاني، حول «إنتاج الموارد المفتوحة وضمان جودتها»، خلال الثلاثي الأخير من سنة 2022، وهذا «طبقا للتوصية العاشرة للمؤتمر الحادي عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، المنعقد بالمنامة (البحرين) في شهر نوفمبر 2019». وفي مجال التعليم العالي، ذكر ب»المساعي الكبيرة لرئيس الجمهورية في ترقيته من خلال إنشاء مدرسة عليا للرياضيات ومدرسة وطنية عليا للذكاء الاصطناعي اللتين فتحتا أبوابهما للطلبة الجدد برسم السنة الجامعية 2021-2022، مؤكدا أن هاتين المدرستين تمنحان تكوينا نخبويا يستجيب للمقاييس العالمية في هذين الاختصاصين الهامين في التطوير التكنولوجي والاقتصادي». وأشار في ذات السياق، إلى «ما تزخر به الجزائر من مواهب»، مذكرا بحصولها على «المرتبة الأولى في البطولة العربية للحساب الذهني التي احتضنتها جمهورية مصر العربية الشقيقة في شهر فبراير من سنة 2021 والمرتبة الأولى في المسابقة العربية للتحدث باللغة العربية والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو في فئة تلاميذ المرحلة المتوسطة في دورتها الرابعة والعشرين، المنظمة في نهاية شهر مارس 2022 في نفس البلد». من جهة أخرى، تطرق الوزير أيضا الى إنشاء اللجنة الوطنية للأولمبياد وذلك في عدد من التخصصات، منها «أولمبياد الرياضيات» واهتمام الدولة بذوي المواهب المتميزة والمتفوقين، كونهم يحتاجون -كما قال- إلى «تعليم نوعي وتكفل خاص من أجل تطوير مواهبهم ومؤهلاتهم». كما أبرز الوزير «اهتمام السلطات بالتربية الإدماجية من خلال تحسين آليات التكفل بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة»، حيث تم -مثلما قال- «وضع مخطط للتكفل بالأطفال المصابين باضطراب التوحد، مع تحسين آلية المرافقة المدرسية للمدمجين منهم في الأقسام العادية»، مؤكدا «حرص رئيس الجمهورية على صون حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والعناية بهم». في سياق متصل، أشاد بلعابد بجهود الألكسو في «إعداد وبلورة مشروع الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات، وهي خطة ستسمح بوضع الآليات لضمان الحق في التعليم لكل الفئات، مهما كانت الأوضاع والظروف». وفي هذا المنحى، قدم الوزير اقتراحا يقضي بإنشاء «هيئة عربية للدراسات الاستراتيجية الشاملة، اقتداء بالمعهد الوطني للدراسات الشاملة الموضوع تحت وصاية رئيس الجمهورية»، وتتولي هذه الهيئة «وضع الآليات لتنفيذ الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات»، ملحا على ضرورة «إدراجها في التوصيات الختامية لهذا المؤتمر». وفي الشأن الفلسطيني وواقع التعليم فيه، تطرق وزير التربية الوطنية في كلمته إلى «الحق في التربية»، مؤكدا أن الجزائر «تسجل بكل ألم أوضاع الثقافة والتعليم بالقدس الشريف جراء الاعتداءات المتكررة على المؤسسات الثقافية، والانتهاكات لمؤسسات التربية والتعليم العالي». وبالمناسبة، دعا إلى «مواصلة تقديم الدعم لدولة وشعب فلسطين في المجالين الثقافي والتربوي، لأهميتهما في الحفاظ على الهوية الفلسطينية ومواصلة النضال من أجل الاستقلال والتحرر». المدير العام ل «ألكسو» ينوه باقتراح الجزائر نوه المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، محمد ولد أعمر، بمقترح الجزائر القاضي بإنشاء هيئة عربية للدراسات الإستراتيجية الشاملة، تتولى وضع الآليات لتنفيذ الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات، بحسب ما أورده، أمس، بيان لوزارة التربية الوطنية. أوضح المصدر، أن محمد ولد اعمر، نوه خلال لقائه مع وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، على هامش أشغال الدورة 26 للمؤتمر العام لذات المنظمة بتونس، بالمقترح الجزائري الذي طرحه الوزير خلال مداخلته في أشغال هذه الدورة والمتعلق بمشروع وضع خطة عربية للتعليم خلال الطوارئ والأزمات، والذي تم اعتماده في توصيات الدورة.