«المشهد الثقافي»، الذي أنتجته «الشعب» قبل عقدين من الزمن، سيعود ليس في شكل أسبوعية ثقافية وفكرية نشطها الكاتب محمد كاديك، في ذلك الوقت، بل في شكل مشاهد ثقافية متنوعة ومتفرقة ومجتمعة في آن واحد، في شكل فضاء ثقافي وفكري مفتوح على كل التيارات والحساسيات الثقافية، إن صحّ التعبير.. فضاء ثقافي يبني جسورا بين الماضي والحاضر والمستقبل، يؤسس للفعل الثقافي دون البحث في «مرجعية» صاحب الفكرة الجيدة، متى كانت فكرة خلّاقة ومنتجة لسلسلة من العلامات الحضارية في المسرح والأدب، في الجامعة والموسيقى، في التاريخ.. والإنسانية، بشكل عام. الفكرة- المشروع لاقت استحسانا لدى مدعوين من قبيل نورالدين السد، رئيس المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، وصالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية وممثل وزارة الاتصال أحمد بن زليخة، ومدير عام جريدة المجاهد وغيرهم، وهي فكرة ستكبُر متحفزة بالفراغ الثقافي من حولها، ويدعمها من يبحثون عن فضاء للنقاش والبحث والنشر والترويج لثقافة «ها أنا ذا»، وكل من يحمل فكرة عن بلاد قاومت الفراغ الذي حاول الاستعمار زرعه فينا، من المدرسة إلى «أنا جزائري، ولن أكون فرنسيا» التي قالها الجزائريون يوم استفتاء الاستقلال، بكل الإيماءات والإيحاءات والكلمات.. وبنتيجة الإقتراع، الذي أسست لمشاريع سياسية واقتصادية وثقافية، في بلد المليون ونصف المليون شهيد.. التفكير في مشروع ثقافي يعيد الحياة لمواطن راكدة أو استطابت القعود، بعد عقود من تراجع الزخم الثقافي، ثم تراجع النوعية، وأخيرا حديث عن نوعية ما يُنشر وما يقال في جدالات هربت من الصحف والمجلات إلى مواقع التواصل الاجتماعي.. هو تفكير يعيد القطار إلى السكة التي هربت منه أو افتكت منه في يوم من الأيام، أو ظرف من الظروف، وما أكثر ما يُبرر هذه الصورة التي نشكو فيها قلة الغذاء الفكري والروحي والعقائدي والتاريخي والفني وغيره.