تعود «الشعب» بقرائها إلى الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الجمهورية الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في 17 أفريل 1985 بدعوة من الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغن التي كانت محطة هامة عكست قيمة الدبلوماسية الجزائرية ومكانتها كما نالت الإعتراف بمجهوداتها لحل النزاعات وبؤر التوتر. اعترف الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغن بمكانة الجزائر من خلال الخطاب الترحيبي الذي ألقاه بمناسبة وصول الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد معترفا بذكائه السياسي مثلما هو موجود في أرشيف الجريدة حيث أكد ريغن «...أنوه بدور الجزائر وأنادي بتدعيم العلاقات بين حكومتي وشعبي البلدين» وقال «...وجهات نظر الرئيس الشاذلي بن جديد في مشاكل المنطقة والشرق الأوسط وإفريقيا والعلاقات الاقتصادية تكتسي أهمية كبرى» وأعرب الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت عن استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لتسهيل تحويل التكنولوجية خاصة في القطاعات التي تهم الجزائر مثل الزراعة. وجدد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد مبادئ الجزائر الكبرى التي تقود سياستها من خلال الحرص على تحرير الشعوب والمثل العليا للأمم المتحدة وتحقيق أهداف حركة عدم الانحياز . وتذكر الجريدة أن من بين الشخصيات التي كانت في استقبال الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد نائب رونالد ريغن آنذاك جورج بوش. وأقام كاتب الدولة للخارجية الأمريكي السيد شولتز حفل غداء على شرف الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بقاعة «بن جامان فرانكلان» وقبل ذلك استقبل رئيس الجزائر بمقر إقامته السيد «غاسبار وانبرغر» كاتب الدولة الأمريكي للدفاع ونائب كاتب الدولة للشؤون الأمن الدولي السيد «أرميتاج» الجنرال كيلي قائد البحرية وقائد الأركان بالنيابة بالإضافة إلى كاتب الدولة للتجارة «مالكوم بالدريج» إلى شخصيات سامية من البنتاغون. ألقى الرئيس الأمريكي الراحل آنذاك رونالد ريغن كلمة ترحيبية على شرف فقيد الجزائر بن جديد جاء فيها «... بصفتكم رئيس بلد افريقي ورائد معترف به على المستوى العربي والإفريقي وعلى مستوى دول عدم الانحياز فإن وجهة نظركم حول عدد من القضايا هي بالأهمية في ما كان». وأضاف الرئيس الأمريكي: «إن انشغالاتنا المشتركة من أجل السلام في الشرق الأوسط واستقرار عدم الانحياز والتنمية الاقتصادية في إفريقيا تشكل القضايا التي أصر على دراستها معكم مؤكدا بأن محادثته مع رئيس الجمهورية ستتناول إمكانية تدعيم العلاقات الثنائية» ومما جاء في كلمة ريغن «إن العلاقات التي تربط البلدين عرفت تحسنا ملموسا خلال السنوات الأخيرة وتأتي زيارة الرئيس الشاذلي بن جديد لتدعمها أكثر». وحيا ريغن في الختام الجزائر ورئيسها على الدور الذي قامت به الجزائر ورئيسها على الدور الذي قامت به الجزائر في حل مشكلة المحتجزين الأمريكيين في إيران مشيرا أن هذا العمل يتماشى وتقاليد الجزائر». وكشف ابن قرية السبعة الراحل الشاذلي عن بعد نظر وقراءة معمقة للعلاقات الدولية من خلال الخطاب الشهير الذي ألقاه ردا على خطاب كاتب الدولة الأمريكي للخارجية جاء فيه «إن المهام الكبرى التي تولونها والحيوية التي توظفونها لأدائها تجعلكم تصغون يوميا إلى ما يجري في عالمنا وهكذا نستأثر باهتمامكم مشاكل عديدة تهدد السلم والأمن الدوليين سواء تعلق الأمر بالعلاقات بين الشرق والغرب أو بين الشمال أو الجنوب أو بؤر التوتر وحالات الحرب فإن موقفكم يتيح لكم بطبيعة الأمر أن تكونوا على دراية خاصة بمزايا الحوار والتفاوض». ومما جاء في الخطاب «أن إيجاد حلول متوازنة فيما يخص نزع السلاح وهو ميدان شائك وواسع يتوقف بالدرجة الأولى على الحوار البناء والمفاوضات الصادقة فالمجموعة الدولية تحقق آمالا كبيرة على الحوار الذي استؤنف مؤخرا بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفياتي، وبغض النظر عن اختلاف الآراء ووجهات النظر حول طريقة جرد قوات كل طرف فإن هذا الحوار يتيح فرصة للبحث عن اتفاقات قد تجعل هدف الحد من التسلح ممكن التحقيق». وأضاف «إن التذبذب والاختلال اللذين يسمان بطابعهما العلاقات الاقتصادية الدولية يؤثران سلبيا على عملية إعادة بناء الاقتصاد وذلك بالإضافة إلى التذبذب وهذا الاختلال يجعل الجهود التي يقوم بها العالم الثالث في مجال التنمية تذهب سدى مما يؤدي إلى تردي الظروف المعيشية لشعوبه». ولم ينس الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد القارة السمراء وهموها ودافع عنها في خطابه بقوله: « ففي إفريقيا بصفة خاصة يتعرض الملايين من البشر إلى الجوع من جراء تراكم الآثار المترتبة عن الوضع الدولي المتردي». وحول إرساء السلم العالمي قال الرئيس الراحل «إن حل الأزمات والحد من التوترات القائمة في مختلف أنحاء العالم يجب أن يتم بالبحث عن حلول حقيقية لمسبابتها». وختم خطابه بالحديث عن الجزائر موضحا «الجزائر تعمل بصورة منظمة على إقامة حسن الجوار وتعزيزه، إنما تبرهن على حرصها الدائم على فتح الطريق لقيام مغرب عربي مستقر، ومزدهر خدمة لكل شعوب المنطقة وفي هذا السياق لم تفتأ الجزائر تعمل على إيجاد حل سياسي في الصحراء الغربية بالتفاوض بين طرفي النزاع.