قال بن الشيخ عيسى رئيس جمعية النجوم للفنون الموسيقية والسياحية لولاية بشار في حديث خص به «الشعب»، «أن الولاية تحولت إلى قبلة للعديد من السياح من داخل وخارج الوطن يتوافدون إليها على مدار العام حتى في فصل الصيف»، وأشار إلى أن مدينة بشار بحاجة إلى فضاءات للترفيه والتسلية حتى تستجيب لهذه الديناميكية، ما جعل الجمعية تفكر في إنشاء متنزه للعائلات وعدة مقترحات أخرى نسعى لتجسيدها في الميدان في حال تلقينا مرافقة وتسهيلات. - الشعب: في البداية مرحبا بكم، كيف يمكن تعريف جمعيتكم لقراء الشعب وما أبرز أهدافها ؟ رئيس جمعية النجوم بن الشيخ عيسى: جمعية النجوم للفنون الموسيقية والسياحية، هي جمعية تهتم بكل ما يتعلق بالجانب الفني والسياحي، تأسّست في 6 فيفري 2008، أما أهداف جمعيتنا فهي ترقية الفن من خلال البحث عن فنانين الذين يعزفون موسيقى الديوان، ودعمهم وتشجيعهم على المواصلة في هذا الموروث الثقافي والشعبي الذي تمتاز به ولاية بشار على غرار الطبوع الفنية الأخرى، من خلال تنظيم مهرجانات فن الديوان، كما أنه من أولويات الجمعية جذب السياح وإبراز المعالم السياحية والأثرية من خلال الترويج للسياحة، وتنظيم مسابقات الركوب على الجمال «المهاري» وغيرها. - ما هي أبرز النّشاطات التي قامت بها الجمعية؟ تاريخ الجمعية حافل بالنشاطات، فعلى الصعيد الثقافي مثلا نظمنا أربع طبعات في مهرجان تراث بلادي في فن الديوان وخمس طبعات من مهرجان فن الفلكلور الخاص بالفرق الفلكلورية وفرق البارود والحيدوس والهوبي، كما نظّمت الجمعية طيلة عشر سنوات من تأسيسها عديد الرحلات إلى المناطق السياحية بالولاية، أذكر من بينها بلدية تاغيت التي تتمتع بمناظ رخلابة، وبني عباس التي تتميز هي الأخرى بخصائص طبيعية جمالية، وكرزاز وقصور الشمال، بوكايس، لحمر وموغل وأيضا بلدية القنادسة، وكلها مناطق سياحية بامتياز، كما نظمنا رحلات سياحية نحو عدة ولايات صحراوية أخرى كتمنراست وأخرى شمالية من بينها بجاية، القالة، سطيف، عنابةوسكيكدة، وباتجاه ولايات الغرب كتموشنت، مستغانمووهران. كما نظمنا أيضا مسابقات للجمال «المهاري» في تاغيت، وزواج جماعي وكان ذلك على حساب الجمعية. وفي رمضان هذا العام، نظIمنا الطبعة الرابعة من مهرجان تراث بلادي لفن الديوان، حيث شاركت فيه خمس ولايات هي بني عباس، النعامة، عين الصفراء، معسكر، وهران وبشار، وكانت لدينا أربع فرق محلية، وشهد المهرجان منافسة قوية بين الفرق المشاركة في هذه الطبعة التي تميزت عن الطبعات الأخرى، حيث إننا خصصنا جوائز قيمة كتحفيز للفرق الثلاثة الأولى، في محاولة منا لتشجيع الفرق الموسيقية على المواصلة في هذا الميدان. - ما هي أهم الصّعوبات والعراقيل التي واجهت وتواجه جمعية النجوم للفنون الموسيقية والمسرحية أثناء نشاطها؟ في الحقيقة هناك صعوبات كبيرة التي تواجه الجمعية في الميدان، تتمثل أولا في مشكلة النقل، فباعتبار أن الجمعية تنشط في مجال السياحة بشكل تطوعي، كنا ننظم رحلات سياحية للعائلات ولأطفال المدارس والأطفال المعاقين ذهنيا وحركيا، بالتالي نحن مطالبون بتوفير الخدمات الأساسية للمشاركين، منها الإيواء الذي يكون في العادة بمساعدة الخيرين وبعض الأصدقاء الناشطين في جمعيات وهيئات محلية، لكننا في كل مرة نواجه مشكلة في توفير النقل والإطعام، وعليه نتمنى من السلطات المحلية، مديرية النقل وأصحاب الحافلات التجاوب مع مبادراتنا خصوصا أننا نقوم بعمل تطوعي. مشكل آخر يتمثل في بعض العراقيل التقنية والإدارية التي تروج لها في العادة بعض الوكالات السياحية، حول قضية منع أو حرمان فعاليات المجتمع المدني من إعداد برامج ترفيهية ورحلات سياحية للعائلات أو للأشخاص الآخرين بحجة عدم الاختصاص أو منافسة هذه الوكالات، بالرغم من أننا نحوز على رخصة وعملنا تطوعي ومجاني، ورغم أن الجمعيات الناشطة في المجال السياحي، مثل جمعيتنا نقوم بالترويج السياحي وتقديم الإرشادات والمعلومات التي تفيد السائح الجزائري والأجنبي أفضل مما تقوم مثل هذه الهيئات غير الفاعلة في الميدان، وهو ما يفسر إقبال المواطنين على الجمعيات التي تنشط بطريقة منظمة، وتملك برنامجا وأهدافا واضحة بعيدا عن الخلفيات التجارية. كما أننا نعاني من نقص التموين وغياب الموارد المالية لتغطية تكاليف الأنشطة التي تقوم به الجمعية، باعتبار أنها تستقطب الفرق الفنية من داخل وخارج الولاية، وهو ما يكلفنا مصاريف نعجز على توفيرها لتمويل الحفلات، كما أن الإعانات السنوية التي نتحصل عليها غير كافية حتى لطباعة الملصقات، بالرغم من ذلك فإننا نواصل العمل من أجل المساهمة في ترقية النشاط السياحي بالولاية وتشجيع المواهب في طابع الديوان حتى تتوارثه الأجيال وتحافظ عليه. - فيما يتعلق ببرنامج العمل المسطّر من قبل الجمعية، هل فيه تنسيق مع باقي الفاعلين في قطاع السياحة؟ مشكل التنسيق والتعاون مطروح بشدة بين الفاعلين في قطاع السياحة بولاية بشار التي تعرف تزايدا في عدد الوافدين إليها من داخل وخارج الوطن، وأيضا تماشيا مع الأهداف المسطرة من قبل الوزارة الوصية للعمل على ترقية النشاط والدفع به نحو الأمام، وعليه يمكن القول إن علاقات التعاون والتنسيق شبه معدومة مع مديرية السياحة في هذا الجانب. فعلى سبيل المثال نستقبل سنويا عديد من السياح الأجانب الذين يقصدون الولاية باعتبار أن جمعيتنا معروفة بجديتها في العمل وتمرسها في الميدان، فنتدبر أمرنا بعلاقتنا الخاصة لتوفير الإيواء، لكننا أحيانا نعجز في توفير وسائل النقل للضيوف من اجل التنقل وزيارة مختلف المواقع السياحية التي تشتهر بها المنطقة على الرغم من تقديم قائمة السياح الوافدين إلينا من خارج الوطن للمديرية من اجل التكفل بهم لكننا في كل مرة لا نجد مرافقة من طرفهم، بحجة أن هذا دور الوكالات السياحية وليس دور الجمعيات. نفس الأمر بالنسبة للمبادرة التي اقترحتها جمعية النجوم للفنون الموسيقية والسياحية للتكفل ببعض المعالم الأثرية التي تحمل رسومات وأشكال والعمل على تسييجها لحمايتها من كل أشكال التهديدات وحتى تعيين أعوان لحراستها حتى لا يطالها المزيد من التخريب من بعض السياح لكنن لم نتلق رد في هذا الجانب. - لو نعود إلى برنامج الجمعية، ماذا حضرتكم من نشاطات خلال عطلة الصيف وموسم الاصطياف؟ لقد حضرنا برنامجا ثريا بالنشاطات المبرمجة خلال هذه الفترة من السنة، منها برنامجا ثقافيا يبدأ من شهر جوان حتى سبتمبر، يتضمن إحياء حفلات متنوعة شعبية وليالي صيفية لفائدة العائلات، في المركز الثقافي ببلدية القنادسة، أما فيما يتعلق بالمجال السياحي فقدد قمنا ببرمجة رحلات لفائدة أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ولاية مستغانم، وبرنامج خاص بالعائلات لقضاء موسم الاصطياف في القالة، سكيكدةومستغانم. كما نسعى لإنشاء منتزه جديد للعائلات وفضاء ترفيهي للأطفال، خاصة أن مدينة بشار لا تتوفر على فضاءات الترفيه ومرافق التسلية ماعدا حديقة واحدة لا تلبي الغرض، وعليه نتأسف كثيرا عندما نشاهد عائلات تجلس في مفترق طرق لأنها لم تجد فضاء عمومي تجلس فيه، وهي وضعية لا تليق بولاية مثل بشار التي تراجعت كثيرا من حيث المرافق. وعليه أغتنم فرصة الحديث ل «الشعب» لتجديد طلبنا للسلطات الولائية من أجل مساعدتنا في تجسيد مشروع حديقة عمومية لفائدة العائلات والزوار، ودعمها بمختلف المرافق والأنشطة في إطار تشجيع الاستثمار المحلي، خاصة وان عملية التمويل مقترحة لتجسيد المتنزه.