وفّق الفريق الوطني لكرة القدم في تحقيق انطلاقة جديدة خلال تربص الاتحاد الدولي لشهر جوان، بالعودة إلى السكة الصحيحة محققين ثلاثة انتصارات متتالية، استعاد بها المحاربون الثقة في أنفسهم، وهو ما سمح للطاقم الفني من معاينة 24 لاعبا كاملا، بغية تكوين نواة جديدة وتحضيرها للتربع على العرش القاري من جديد. حقّق رفقاء بطل "السكوديتو" إسماعيل بن ناصر، عودة قوية خلال تربص شهر جوان المنصرم، حيث تمكنوا من تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في ظرف 09 أيام. «الخضر" تمكّنوا من تحقيق دخول مثالي في الجولة الأولى من تصفيات كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023، أين حققوا فوزا مهما بهدفين نظيفين، أمام منتخب أوغندا بملعب 05 جويلية الأولمبي، أعادوا به الهدوء إلى بيت المحاربين بعد نكسة الإقصاء المر من الدور الفاصل لنهائيات كأس العالم قطر 2022 أمام منتخب الكاميرون، قبل إعلان الحكم غاساما نهاية مقابلة العودة ب 10 ثواني. العودة إلى سكة الانتصارات أمام الجمهور العاصمي رفعت المعنويات، وجعلت رفقاء الهادئ عيسى ماندي يتنقلون إلى دار السلام التنزانية بمعنويات عالية، وتمكنوا من تحقيق فوز ثاني على التوالي خارج الديار أمام رفقاء المهاجم القوي سماتا، بالرغم من الظروف المناخية الصعبة التي أعاقت رفقاء المتألق وناس من فرض منطقهم. المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، أصرّ منذ انطلاق تربص شهر جوان على ضرورة تنظيم مواجهة ودية أمام منتخب قوي من أجل تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين في مشروع تشبيب المنتخب وضخ دماء جديدة، وهو ما كان له عشية الأحد بالعاصمة القطريةالدوحة أمام منتخب إيران المونديالي، أين تمكّن "الخضر" من الإطاحة بالمنافس الذي لم يجرع مرارة الهزيمة لمدة سنتين كاملتين بنتيجة هدفين لواحد. تربص شهر جوان كان فرصة لاستعادة الثقة بعد صدمة الإقصاء من مونديال قطر، وفرصة لتجريب آليات وخطط جديدة بلاعبين شباب يحملون القميص الوطني لأول مرة، وهو ما جعل الطاقم الفني يخرج بعدة نقاط إيجابية، ستساهم في استعادة السيطرة على القارة السمراء من جديد. بلماضي يبعث المنافسة على منصب حراسة المرمى على غير العادة فضّل المسؤول الأول على الجهاز الفني للمنتخب الوطني، تجريب حراس جدد خلال خرجات "الأفناك". نجم مارسيليا الأسبق أقحم الحارس مصطفى زغبة أساسيا في لقاء منتخب أوغندا، لاعبا بذلك ثاني مواجهة بألوان المنتخب الوطني والأولى له في لقاء رسمي، وهي المواجهة التي تصنف في خانة الجد حساسة، بما أنها كانت في افتتاح تصفيات كأس أمم أفريقيا 2023، وجاءت بعد إقصاء المحاربين من كأس العالم، لكن ابن مدينة المسيلة أبان عن أحقيته بحماية عرين الفريق الوطني، خصوصا أنه بقي مركزا طيلة أطوار اللقاء، وتمكن من صد ركلة جزاء لمنتخب أوغندا، سمحت ل "الخضرا" من الإبقاء على التقدم الذي منحه إياها ماندي في (د 28)، وهي اللقطة التي زادت من قوة رفقاء بن سبعيني، الذين ضاعفوا النتيجة من هدف المايسترو يوسف بلايلي، بعدما راوغ ابن مدينة الباهية خمسة لاعبين على مشارف منطقة العمليات، وسدد كرة قوية خادعت الحارس الأوغندي. اللقاء الثاني أمام منتخب تنزانيا لحساب الجولة الثانية من ذات التصفيات، عاد فيها رايس الوهاب مبولحي أساسيا، وكعادته قام بدوره على أكمل وجه، مؤكّدا بأنّه لا يزال قيمة ثابتة يمكن الاعتماد عليها لسنوات أخرى. المواجهة الثالثة والأخيرة لشهر جوان التي خاضها "الخضر" ضد المنتخب الإيراني، منح فيها مهندس التتويج القاري لسنة 2019 الفرصة للوافد الجديد أونتوني ماندريا، الذي لعب أول لقاء رسمي في أول تربص له بألوان المنتخب، حيث أبان عن جاهزية كبيرة لخلافة مبولحي في مرمى المنتخب، بصده للعديد من الكرات الموجهة نحو الإطار. سمحت المواجهات الثلاثة للمنتخب الوطني خلال شهر جوان للناخب الوطني جمال بلماضي، من تجريب 04 ثنائيات كاملة في محور الدفاع، أعطت فكرة أوسع للطاقم الفني عن إمكانيات كل لاعب، واستعداد الرباعي (ماندي، بدران، توبة، توقاي) لأخذ مكانتهم الأساسية في أي لحظة يحتاجهم فيها الناخب الوطني، حيث دخل لقاء أوغندا (توبة، ماندي) في محور الدفاع، وهو الثنائي الذي أعطى الأمان في ظل غياب المخضرم بن العمري الذي يقترب من اعتزال اللعب الدولي. الطاقم الفني للفريق الوطني قرر تجريب الثنائي (بدران، ماندي) أمام منتخب تنزانيا بدار السلام، بالنظر لصعوبة المنافس وأهمية المواجهة، وكذا لتعود اللاعبين على اللعب جنبا لجنب في الخرجات السابقة، وهو اللقاء الذي أبان فيه الثنائي انسجاما كبيرا، وساهم في إبطال كل الهجمات التنزانية. اللقاء الثالث أمام منتخب إيران القوي، اعتمد فيه بلماضي على ثنائية (بدران، توقاي)، اللذان يلعبان معا منذ موسمين ونصف بالترجي الرياضي التونسي، حيث خاضا معا 47 مواجهة محلية وقارية، ولعبا جنبا إلى جنب رفقة المنتخب المحلي في ثلاثة مواجهات متتالية بكأس العرب للأمم قطر 2021. إشراك خرّيج مدرسة نصر حسين داي لأول مرة بألوان المنتخب الوطني كان جد موفق، كونه أدى تسعين دقيقة قوية وحرم فيها هداف بايرنليفركوز ساردار أزمون من التسجيل في أكثر من مناسبة، كما شكل ثنائيا قويا رفقة توبة بعد خروج بدران مصابا، وهو ما يؤكد بأن بلماضي حصن محور الدفاع جيدا بضمان ثنائية جديدة في المحور يتعلق الأمر ب (توبة، توقاي). الثلاثي (بن ناصر، زرقان، قادري) الأكثر انسجام على غرار مركز محور الدفاع فتح الكوتش بلماضي ورشة وسط الميدان، أين جرّب العديد من الخيارات بالزج بكل من الثلاثي الذي لعب معا في السابق (بن ناصر، زروقي، زرقان) خلال اللقاء الأول بعد غياب هشام بوداوي بداعي الإصابة، قبل أن يقرر إشراك الثلاثي (بن ناصر، زروقي، بن دبكة) في المواجهة الثانية، لكن الأخير غادر مصابا بعد مرور ربع ساعة لعب، الأمر الذي اضطر الطاقم الفني إلى إشراك زرقان مكانه، ليأتي الدور على الثلاثي (بن ناصر، زرقان، قادري)، الذي أظهر مستويات عالية خلال الشوط الأول من مواجهة إيران، وجعل المنتخب الوطني يلعب لأول مرة بطريقة مغايرة، ببناء الهجمات من وسط الميدان بقيادة السريع قادري، وعدم الاعتماد كثيرا على الأجنحة التي كانت تعتبر قوة هجوم الفريق الوطني طيلة ثلاثة سنوات كاملة. عمورة وبن عياد ينافسان سليماني على مكانة أساسية من جهة أخرى، أبان الثنائي الهجومي الشاب محمد الأمين عمورة ورياض بن عياد عن أحقيتهما بحمل ألوان المنتخب الوطني، وضرورة الاعتماد عليهما مستقبلا، حيث تمكن الأول من صنع الفارق في مناسبتين الأولى أمام تنزانيا، حين سجل الهدف الثاني في (د 89) بعد عمل فردي رائع، والثانية حين سجل هدف الفوز أمام منتخب إيران، بعد متابعته لقذفة بلايلي التي اعترضها المدافع مجيد حسيني، قبل أن يخطفها ويضعها بهدوء في شباك الحارس أمير عبد الزداح. تألّق خريجي الرابطة المحترفة لكرة القدم خلال تربص شهر جوان، تجعل الثنائي ينافس الهداف التاريخي للمنتخب الوطني إسلام سليماني على مكانة أساسية، وتضيق الخناق على القناص بغداد بونجاح الذي غاب عن التربص الثاني على التوالي، بسبب تراجع مستوياته مع المنتخب الوطني وفريقه السد القطري. من جهة أخرى، لم يظهر بلال براهيمي بوجهه المعتاد خلال تربص شهر جوان، بالرغم من أن بلماضي منحه الفرصة بديلا في مناسبتين، وأشركه أساسيا أمام إيران. زدادكة دون خطأ مقابلة المنتخب الوطني ضد نظيره الإيراني، عرفت دخول الظهير الأيمن لفريق كليرمون فوت الفرنسي حكيم زدادكة أساسيا لأول مرة رفقة المنتخب الوطني، أين جربه الناخب الوطني نظير مستوياته الكبيرة التي ظهر بها للموسم الثالث على التوالي مع فريقه. خرّيج مدرسة إيستر الفرنسي أدى مواجهة دون خطأ أمام منتخب إيران، لكنه لم يظهر بذلك الوجه القوي خصوصا من الناحية الهجومية، ربما كون بلماضي طالبه بعدم الصعود، نظرا لسرعة الجناح الأيسر لنادي بورتو البرتغالي المخضرم مهدي تريمي. زدادكة أكّد بأن بلماضي يمكنه الاعتماد عليه في الاستحقاقات المقبلة، وسيكون حلا إضافيا للناخب الوطني على الرواق الأيمن، خصوصا في ظل الإصابات المتكرّرة ليوسف عطال، وتراجع مستويات الثنائي محمد رضا حلايمية ومهدي زفان.