يؤكد المجاهد حبوب قدور، الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني، في الناحية الثالثة بالولاية الخامسة التاريخية، أنّ المجاهدين تسلحوا بأقصى درجات الصبر والعزيمة، بعدما قطعوا على أنفسهم عهدا وهو ألا يضعوا أسلحتهم إلا بالنصر أو بالاستشهاد. يروي المجاهد قدور في حديث ل»الشعب» بمناسبة الذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، التحاقه بصفوف جيش التحرير بالمنطقة الثامنة، في الناحية الثالثة بالولاية الخامسة، وهو لم يتجاوز 19 سنة. ويقول :» أتذكر أنه لم يكن في استطاعتنا أن نتنبأ بما سيحدث لبلادنا، لكن كنا نرفع شعار واحدا فقط هو « النصر أو الاستشهاد» .. بعدما حققنا الاستقلال، كانت فرحتنا كبيرة ولا توصف، لأننا لم نكن نتصور بأنه سيأتي اليوم الذي نغادر فيه الجبال، ونعود إلى حياة المدينة ونلتقي بالناس. ويضيف: « أذكر أننا في ليلة الخامس من جويلية 1962، في حدود الساعة 12، كنت رفقة مجموعة من المجاهدين في طريقنا إلى تنفيذ عملية ضد ثكنة تابعة للجيش الفرنسي، في منطقة بني ونيف، وبينما نحن في الطريق جاءتنا رسالة من القيادة تدعونا إلى وقف الجهاد، والعودة إلى منطقتنا، فعرفنا أننا حققنا الاستقلال. ويقول أيضا: « مكثنا في الثكنة العسكرية ببني ونيف، حتى وصلتنا شاحنات تحمل الطعام والشراب، ونقلنا على متن الشاحنات إلى تندوف لتحريرها، من جديد بعدما قامت فرنسا الاستعمارية، بتعيين القائد زنهوري». ويروي المجاهد قدور أنه، بعد تدخل جنود جيش التحرير الوطني، حررت تندوف ورفع العلم الجزائري، وعن الوضع الصحي بالمنطقة غداة الإستقلال، يروي محدثنا أنّ الممرض كان يحمل على كتفه حقيبة تحتوي عل أدوية وطعام وسلاحه في حقيبة أخرى، ووزعت الأدوية على حقائب أفراد الكتيبة. ويضيف المجاهد: « لم يكن في فرقتنا طبيب، ولكن كان الممرضون يقومون بواجبهم على أحسن حال، يعالجون كلّ من أصيب في المعركة أو سقط من صخرة عالية، أو أصيب بمرض، لا أنسى أخي حبوب سليمان الذي تجند سنوات 1956،1957 و1958، واستشهد بسبب انفجار لغم أدى إلى بتر رجله، وتم حمله إلى منطقة الرصفة الطيبة». واستطرد: « بالرغم من محاولة أحد الممرضين واسمه بوعمامة علاجه، إلا أنّه فقد الحياة في الطريق، بعدما نزف منه دم كثير، وكان عمره حينذاك 22 سنة». ويؤكد المجاهد قدور أنّ الظروف كانت بالغة الصعوبة، وكان لباسهم الوحيد هو الجلابة، لأنّها تتحمل الحقائب، المحملة بالرصاص والطعام والأدوية، وكان طعامهم عبارة عن تمر وماء وشاي، بينما تحسّنت الظروف في السنوات الأخيرة للثورة. ويشير: «كنت ومجموعة من المجاهدين نحضر طعامنا، وكان شيء من الدخان يتصاعد إلى السماء، وقد كان ذلك ممنوعا حتى لا يتم ترصد مكاننا، لكن شوهد ذلك من قبل إحدى طائرات العدو التي اختفت لمدة معينة، ثم عادت وقصفت مكان الدخان. للإشارة، المجاهد حبوب قدور من مواليد 3 ماي 1940 بولاية النعامة، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1960 لمدة 3 سنوات، ثم انخرط في الجيش الوطني الشعبي أين شارك في القوات المسلحة الجزائرية المرابطة بقناة السويس بالشرق الأوسط بتاريخ 1967 1968. تقاعد من الخدمة في الجيش الوطني الشعبي سنة 1969.