تشهد شلالات الأخضرية، بولاية البويرة، المحاذية لولاية بومرداس، إقبالا واسعا ومنقطع النظير من طرف سكان الأخضرية ومن المسافرين عبر الطريق الوطني رقم 5، لاسيما فئة الشباب والعائلات، الذين يلجأون إلى المكان بحثا عن الهدوء والراحة النفسية، وكذا للانتعاش الطبيعي، لما تسخر به المنطقة من طبيعة عذراء ومناظر جميلة تبعث على الارتياح، ما جعلها قبلة للزوار خاصة في الفترة الصيفية مع ارتفاع درجات الحرارة. قامت « الشعب» بجولة استطلاعية للوقوف على حقيقة وسر تحول هذه الشلالات العذراء إلى مقصد سكان الأخضرية والسياح من مناطق عدة بالوطن، أين وجدنا المكان الساحر المسمى «لي قورج»، يداعب الكبار والصغار وسط طبيعة عذراء تشد الناظرين من قريب ومن بعيد. وبالرغم من ضيق الفضاء الذي يعجّ بالمتوافدين من مختلف الأعمار وحتى العائلات، غير أن الاستمتاع بمنظر المياه المتدفقة من أعالي جبل، وكذا المياه النقية التي تحتضن أسفله، تنسي حرارة الشمس الحارقة، وهذا هو السر الكبير الذي يخبئه هذا المكان الطبيعي الهادئ والساحر، هكذا عبر لنا البعض ممن التقينا بهم، منهم سمير 45 سنة الذي اصطحب معه أبناءه الصغار من مدينة الأخضرية، بغرض الاستمتاع بالمناظر الجميلة وأخذ قسط من الراحة، حيث قال إنه يأتي إلى هذا المكان منذ عدة سنوات لما كان صغيرا، والآن يأتي إليه مع الأولاد لتناول المأكولات والتمتع بالصور الساحرة التي تصنعها الطبيعة في منطقة «لي قورج». أما مشاهد أخرى رائعة صنعها شباب من مختلف الفئات العمرية وهم يسبحون بالحوض المائي الطبيعي البارد مع القيام بقفزات من الصخور لمعانقة المياه الباردة، وأما البعض الآخر يفضل الوقوف تحت الشلال الذي يصب من أعلى الجبل على ارتفاع يفوق 50مترا بحثا عن الانتعاش الطبيعي والتقليل من الحرارة المرتفعة. بينما يفضل آخرون ممارسة لعبة الدومينو مع الأصدقاء لخلق جو أخوي وسط خرير المياه العابرة على الجانب، مع رنات تكاد تكون موسيقية تصنعها الشلالات المائية من أعلى الجبل، وذلك ما يزيد المشهد أكثر روعة وأناقة ويبعث على الارتياح النفسي، هكذا هي مشاهد وصور رائعة تصنعها منطقة «لي قورج» بالأخضرية. ومن جهتهم، الأطفال تبدو عليهم أجواء الفرحة وهم يسبحون بالحوض المائي الطبيعي تحت مراقبة أعين أوليائهم الذين نقلوا جميعهم انشغال أهل المنطقة برمتها من خلال «الشعب « بأن يؤخذ المكان ضمن اهتمام السلطات المحلية لاعتماده كموقع السياحي بامتياز، بعد القيام بتهيئته وجعله مقصد للعائلات البويرية والسياح القادمين من مختلف ولايات الوطن، وجعله في مستوى المناطق السياحية المعروفة كحمام ملوان، جيجل وغيرها.