إشتدت المنافسة أكثر في اليوم الرابع والأخير من الطبعة الحادية عشر للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي بين الأفلام الوثائقية المتنافسة لنيل الزيتونة الذهبية، حيث عرض صبيحة أمس الفيلم الوثائقي ''العصفور الأزرق·· القصة السرية للحرب'' الذي أبهر المشاهدين، لاسيما وأنه تناول قصة تاريخية جد حساسة استوحاها من حرب التحرير، لقيت إعجاب المشاهدين منهم شخصيات تاريخية ومجاهدين· دخل، صبيحة أمس، الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان ''العصفور الأزرق·· القصة السرية للحرب'' المنافسة بقوة في الطبعة الحادية عشر من مهرجان الفيلم الأمازيغي الذي تجري فعالياته بمدينة أزفون الساحلية، حيث فاجأت المخرجة رزيقة أبركان المشاهدين بفيلم تاريخي وثائقي ذات نوعية من خاصة من حيث المضمون والصورة والتقنيات والشهادات التي اعتمدت عليها، وقد استطاعت في مدة 52 دقيقة أن تنقل قصة تاريخية استوحتها من حرب التحرير، وهي قصة ''العصفور الأزرق'' التي حدثت في 1955 في أعقاب حرب التحرير، حيث تطرق إلى أسرار هذه القصة وخلفياتها، وأوضحت أن الاستعمار الفرنسي أراد من خلال هذه العملية إقحام عملاء لها في صفوف جيش التحرير الوطني للتجسس لها، وكذا لخلق أزمات وصراعات ومشاكل داخلية بين المجاهدين في منطقة القبائل، وهي العملية السرية التي سميت ب ''Force K''، وقد أقحمت المخرجة في فيلمها عدة شخصيات تاريخية لتقديم شهاداتهم، كما اعتمدت أكثر على مؤرخين أمثال بنجامين ستورا الذي قدم معلومات دقيقة حول عملية ''العصفور الأزرق''، وقد تطرق الفيلم إلى نجاح عملية الاستخبارات التي نفذتها الولاية التاريخية الثالثة ضد مخابرات الاحتلال الفرنسي المعروفة ب ''العصفور الأزرق''، حيث كلف شخص له علاقة بالإدارة وإصدار التصريحات المغلوطة لصالح قيادة الثورة، وهو صاحب الخبرة الكبيرة في هذا المجال، وهو الشخص الذي سبق له أن أصدر هويات مزيفة لإيواء وحماية قادة الثورة الكبار عن طريق وكالة عقارية يملكها أحد أشقائه، وكشف الفيلم أن عملية التجسس التي حاولت فرنسا القيام بها تحوّلت على أضحوكة لها بعدما خلقت لها أزمة أخرى كلفتها غاليا، وهي نجاح قادة الثورة بالمنطقة الثالثة التاريخية من التجسس على الاستعمار الفرنسي عن طريق شخصيات ثورية نجحت بتكوين وتدريب أزيد من 500 مجاهد في الثكنات العسكرية الفرنسية الذين التحقوا فيما بعد بالثورة ببال منطقة القبائل لمحاربة الفرنسيين· هذا، وقد تطرقت المخرجة أيضا في بداية فيلمها إلى الأزمة البربرية التي اندلعت سنة ,1949 وكذا إلى جذور الحركة الوطنية وشخصية مصالي الحاج، حيث أحاطت بالجذور التاريخية التي أدت إلى جعل منطقة القبائل منطقة تاريخية هامة جعلت الاستعمار الفرنسي يحسب لها ألف حساب، التي -حسب الفيلم- دفعت إلى تنفيذ عملية ''العصفور الأزرق''· خلال مناقشة المخرجة لفيلم ''العصفور الأزرق·· قصة سرية للحرب'' مع الجمهور الحاضر بقاعة الحفلات بمدينة أزفون اعترف الجميع بنجاح المخرجة في نقل حقائق تاريخية وأحسنت توظيف المعلومات المنسجمة مع الصورة والصوت، حيث استطاعت المخرجة أن تحصل على صور نادرة من حرب التحرير من سنتي 1955 و.1956 وقد اعتبر العديد من المتدخلين خلال المناقشة أن هذا الفيلم سينافس بقوة فيلمي ''شهادة سجين فرنسي'' لدر حر التحرير'' وفيلم ''الحياة الثالثة'' لكاتب ياسين على نيل الزيتونة الذهبية للفيلم الوثائقي·