بلغ التصعيد الصهيوني ذروته في غزة، حيث قامت قوات الاحتلال بشن ضربات جوية أسفرت عن سقوط عديد الشهداء ومداهمات أسفرت عن اعتقالات، فيما ردّت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بإطلاقها مجموعة من الصواريخ نحو جنوب الكيان الصهيوني. واصلت الطائرات الصهيونية قصف قطاع غزة وقتل مزيد من الفلسطينيين، بينما أطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ على مدن محتلة ليستمر القتال الذي أنهى أكثر من عام من الهدوء النسبي على طول الحدود. أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس السبت، إطلاق عملية «وحدة الساحات»، وقصفت تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت ب 60 صاروخا رداً على العدوان الصهيوني الجبان. جاء ذلك مع استمرار الصهيانة في شن سلسلة غارات جوية على قطاع غزة أسقطت مزيدا من الشهداء، الذين بلغ عددهم، أمس، 12 شهيدا بعد ارتقاء فلسطينين أصيبا في استهداف طائرات الاحتلال الصهيوني أرض زراعية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية، بأنّ طائرة حربية بدون طيار أطلقت صاروخا واحدا تجاه أرض زراعية في منطقة الزنة شرق بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس، ما أدى الى استشهاد المواطن تميم غسان حجازي، ومواطن آخر - لا يزال مجهول الهوية - وإصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة. وكانت وزارة الصحة، قد أصدرت تقريرًا تفصيليا لضحايا العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة، إذ أشارت إلى ارتقاء 10 شهداء وإصابة 79 مواطنا بجروح مختلفة، الجمعة. ولا يزال الاحتلال الصهيوني يواصل غاراته على مناطق متفرقة معظمها سكنية في قطاع غزة، فيما ترد المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية صوب المدن والمستوطنات الصهيونية. وفي السياق، أعلن الجيش الصهيوني أنّه نفّذ 30 غارة على أكثر من أربعين هدفا في القطاع بواسطة 55 صاروخا وقذيفة، وقال إن 160 صاروخا انطلق من قطاع غزة نحو مستوطنات الاحتلال في غلاف غزة وفي منطقة الوسط. وأفادت وسائل إعلام صهيونية أنه منذ ساعات الصباح، دوت صفارات الإنذار في معظم مستوطنات غلاف غزة. وذكرت مصادر طبية صهيونية من مستشفى برزيلاي في عسقلان، أنها استقبلت 13 إصابة. وأجرى وزير الأمن الصهيوني بيني غانتس تقييما للوضع، صباح أمس، بمشاركة رئيس الأركان، ومدير عام وزارة الأمن، ورئيس شعبة الاستخبارات أمان، ورئيس شعبة العمليات، ومنسق عمليات الحكومة، ورئيس الشعبة الأمنية - السياسية في وزارة الأمن. العمليات الهجومية ستتواصل أوعز وزير الأمن الصهيوني مواصلة العمليات الهجومية في غزة. وكانت قوات الاحتلال قد قالت أمس الأول إنها شنت عملية خاصة ضد «حركة الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، وقتلت أحد كبار قادتها (تيسير الجعبري) في غارة جوية مفاجئة على مبنى شاهق في مدينة غزة. وأكد الناطق باسم الجيش الصهيوني ران كوخاف، صباح أمس، أن الصهاينة يستعدون لعملية في قطاع غزة قد تستغرق أسبوعًا على الأقل، مضيفا أنه لا توجد مفاوضات جارية للتهدئة في هذه المرحلة. ونقلت إذاعة الجيش عن قيادة الجبهة الداخلية الصهيونية تأكيدها لمستوطني غلاف غزة ضرورة البقاء قرب المناطق المحمية حتى إشعار آخر في ظل استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة. إعتقالات في الضفة. بينما أعلن الجيش الصهيوني إنه اعتقل 19 من نشطاء «الجهاد الإسلامي» في مداهمات ليلية بالضفة الغربية، بدأت مصر والأمم المتحدة وقطر التوسط لإنهاء العدوان لكن لم تحدث انفراجة حتى الآن، حسبما قال مسؤول فلسطيني مطلع على هذه الجهود. في موازاة ذلك، أفاد مصدر مصري بأن وفداً من حركة الجهاد قد يتوجه للقاهرة. يأتي ذلك فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية، أن اتصالات مكثفة تجرى لتهدئة الوضع والحفاظ على الأرواح والممتلكات في قطاع غزة. فقد أفادت مصادر، بأن الصهاينة أبلغوا الوسيط المصري رفضهم وقف الضربات العسكرية قبل تحقيق أهدافها، مشيرين إلى أن القاهرة تتواصل مع وزراء ومسؤولين أمنيين صهاينة لوقف العمليات. وقالت إن الفصائل الفلسطينية جمدت مفاوضات صفقة الأسرى وملفات أخرى على خلفية تصعيد غزة. كذلك أضافت أن الوسطاء طالبوا الصهاينة بوقف استهداف قادة تابعين لفصائل فلسطينية لوقف التصعيد. توتّر متصاعد تصاعدت التوترات الأسبوع الماضي بعد أن اعتقلت القوات الصهيونية القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية بسام السعدي، ممّا دفع الحركة إلى التهديد بالانتقام. وزعم رئيس الوزراء الصهيوني يائير لبيد أن الهجمات التي شُنت الجمعة أحبطت هجوما فوريا وملموسا ل «الجهاد الإسلامي». وساد الهدوء الحدود إلى حد كبير منذ ماي 2021 عندما أسفر قتال عنيف استمر 11 يوما بين الصهاينة والنشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 250 شخصا في غزة و13 في الأراضي المحتلة. ويبدو أنّ الإحتلال يستهدف هذه المرة حركة الجهاد بعد أن خاض أربعة حروب ضد حماس منذ 2007 بما في ذلك حرب ماي العام الماضي. والثلاثاء، أعلن الصهيانة عن مجموعة من الإجراءات ضد قطاع غزة، كإغلاق المعابر التي تربطها مع القطاع، خشية من رد حركة الجهاد على اعتقال السعدي، قبل أن تُطلق الجمعة عمليتها العسكرية الحالية.