مع مرور الأيام، وبعد اسبوعين كاملين من بداية العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، تكشف حقائق ميدانية عديدة عن نمط الحرب القذرة التي شنتها قوات الاحتلال على سكان غزة الصامدة، حقائق أقل ما يقال عنها أنها مروعة وبشعة وبعيدة كل البعد عن التحضر والديمقراطية التي يدعيها الكيان الصهيوني الغاصب. ولعل أبرز هذه الحقائق المروعة هو الاستهداف العشوائي والمتعمد للمدنيين دون تفريق بين شيوخ ونساء وأطفال وحتى رضع، وذلك في خطوة أولى من سلسلة جرائم ابادة مقصودة لشعب غزة دون تمييز، لتليه خطوة أخرى ولكن هذه المرة أكثر بشاعة وهي استهداف مقصود لعائلات بأكملها، وعادة ما تكون متكونة من أمهات وأطفالهن، على اعتبار أن غالب سكان القطاع من النساء والأطفال والشيوخ . هي إذن حرب إبادة مقصودة لعائلات بأكملها، قتل متعمد للنساء والأطفال الذين هم مشروع رجال مقاومة في المستقبل ضد الاحتلال من وجهة نظر الغزاة، في خضم التخوف الكبير الذي ينتاب الكيان الصهيوني من تساوي عدد الفلسطينيين مع عدد اليهود في أرض فلسطينالمحتلة بعد أقل من اثني عشر سنة. ابادة عائلات بأكملها في غزة هي محور جديد في استراتيجية اسرائيل لمواجهة خطر المقاومة الصامدة في غزة وغيرها، التي لا نشك أن استمرار صمودها وانتقالها إلى مناطق أخرى من الأراضي المحتلة سيقلب حسابات الكيان الصهيوني وسيرفع من معنويات الشعب الفلسطيني ككل رغم التضحيات الجسام التي قدمها ولا يزال يقدمها الفلسطينيون من أجل تحرير بلدهم من احتلال صهيوني يلقى كل الدعم من طرف إدارة بوش الدموية وتواطؤ عربي من بعض الأطراف لم يسبق له مثيل . جرائم حرب اسرائيل ولأنها كانت وحشية وبشعة، لم تستثن حتى طواقم الإغاثة المحلية والدولية، واستهدفتها عمدا حتى تتراجع في تقديم المساعدات الأولية للجرحى أو حتى نقل الجثث وجمع أشلائها المتطايرة في كل مرة، وهو ما حدث مع الهلال الأحمر الفلسطيني والأنروا وكذا الصليب الدولي، من خلال تعليق عمليات تقديم المساعدات المتعددة الأشكال للجرحى واللاجئين وكل المدنيين المحاصرين أما بالقصف المتواصل لآلة الدمار العسكرية أو عن طريق الحصار المتواصل عبر المعابر ولا سيما معبر رفح المصري تجاوبا مع رغبة اسرائيل في ذلك، استمرار استهداف المدنيين لا يزال متواصلا على ا لرغم من صدور قرار أممي ملزم على جميع الأطراف لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، حيث ومباشرة بعد صدور هذا القرار فجر أمس الجمعة ترد اسرائيل ليس بالكلام فقط عندما تعلن أنها ماضية في عدوانها وفق حساباتها الأمنية، وإنما بالأفعال أيضا من خلال الغارات المكثفة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 25 شهيدا في الساعات الأولى من يوم أمس، وهذا مؤشر واضح على الاستمرار في قمعها الوحشي والهمجي لسكان قطاع غزة ضاربة عرض الحائط لكل القرارات الدولية والنداءات المتكررة لوقف عدوانها في وقت تشهد فيه العديد من مناطق العالم العربي موجة من الاحتجاجات ومسيرات التضامن مع سكان غزة لإرغام اسرائيل على انهاء اعتداءاتها وحربها القذرة وإبادتها للفلسطينيين عموما والعزل والمدنيين على وجه الخصوص . ------------------------------------------------------------------------