بعد سنتين من الركود جراء انتشار وباء كورونا، استأنف المركب السياحي لسيدي فرج نشاطه خلال موسم الاصطياف الجاري ويطمح إلى أن يصبح قطبا سياحيا «بامتياز»، من خلال تقديم أفضل الخدمات وبأسعار تنافسية إلى رواده وزبائنه. خضعت مختلف الهياكل والمنشآت التابعة للمركب إلى عمليات تهيئة وعصرنة واسعة، الأمر الذي ساهم في تحسين نوعية الخدمات التي يوفرها المركب وأدى إلى خفض الأسعار بنسبة تتراوح ما بين 20 و25٪، بحسب ما كشف عنه لوكالة الأنباء الجزائرية الرئيس المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي لسيدي فرج، سعيدي عبد الحق العلواني. في هذا الإطار، أوضح سعيدي أن عملية التهيئة والعصرنة أنجزت بصفة نهائية بكل من فندقي «المرسى» وإقامة «مارينا» اللذين دخلا حيز الخدمة في شهر جوان من العام الماضي، حيث تم تخصيصهما آنذاك لإقامة أفراد الجالية الوطنية بالخارج الذين قدموا إلى أرض الوطن وخضعوا لإجراءات الحجر الصحي. وأضاف المسؤول، أن إعادة تهيئة فندق «المرسى» وإقامة «مارينا»، مع ما رافق هذه العملية من تأثيث للغرف والمطابخ وتجهيز فضاءات الاستقبال والترفيه، ساهم في تحسين نوعية الخدمات ومكن من استقطاب أكبر عدد من السياح. وأشار المتحدث في هذا الخصوص، إلى أن مجلس مساهمات الدولة خصص غلافا ماليا يقدر ب7 ملايير دج لإعادة تهيئة وعصرنة مختلف المؤسسات الفندقية العمومية التابعة للمركب السياحي لسيدي فرج، مشيرا إلى أنه «تم لحد الآن استهلاك حوالي 50٪ من هذا الغلاف المالي» وأن العملية «ستتواصل لتشمل المؤسسات الفندقية المتبقية، من بينها فندق «المنار» الذي يعد – بحسب توضيحات سعيدي- «معلما سياحيا بامتياز، بالنظر لطابعه المعماري التقليدي الأصيل». وسجل المركب بداية هذا الموسم، مقارنة مع السنوات الماضية -يضيف المسؤول ذاته- «إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين فضلوا المركب السياحي لسيدي فرج لقضاء عطلتهم الصيفية»، مرجعا ذلك إلى «الجهود المبذولة من طرف وزارة السياحة والصناعة التقليدية لإعادة بعث السياحة» التي تعد -كما قال- «مصدرا تجاريا حقيقيا للمساهمة في التنمية المستدامة، وهذا وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أكد في العديد من المناسبات على ضرورة تحقيق تطور حقيقي لقطاع السياحة حتى يكون أحد الأدوات الإنتاجية الخلاقة للثروة ولفرص العمل». وذكر سعيدي، أن تخفيض الأسعار يندرج ضمن هذا المسعى، الرامي إلى بعث النشاط السياحي مجددا لاستقطاب السياح وتحفيزهم على قضاء عطلتهم في الجزائر بدل التوجه إلى الخارج، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال على فنادق المركب السياحي لسيدي فرج بلغت لحد الآن 95٪ مقارنة بسنتي 2018 و2019، حيث كانت لا تتعدى 60٪. وبالموازاة مع ذلك، تم تسطير برامج وأنشطة ترفيهية وفنية، لاسيما لفائدة الأطفال، بهدف خلق جو عائلي مريح للمقيمين بالفنادق وكذا الوافدين على المركب، مشيرا في نفس السياق إلى أنه سيتم خلال هذا الأسبوع إعادة بعث سهرات مسرح الهواء الطلق لسيدي فرج المعروف باسم «الكازيف»، وهذا بعد الترميمات التي خضع لها. من جانب آخر، وفي إطار عملية العصرنة التي باشرتها إدارة المركب -يضيف سعيدي- تم تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال بهدف الترويج للخدمات والمنتجات السياحية التي تضمنها مختلف الوحدات وإطلاع الزبون عليها وكذا الأسعار المقترحة. ومن أجل تحقيق انطلاقة حقيقية لقطاع السياحة، شدد سعيدي على أهمية تعزيز التكوين لتحسين الخدمات، مشيرا إلى تسطير برامج بهذا الخصوص من طرف القطاع بمساهمة مجمع فندقة، سياحة وحمامات معدنية للتكفل بالعنصر البشري وتكوين ورسكلة جميع المستخدمين. ولدى تطرقه إلى الاستثمار السياحي، ألح المسؤول ذاته على ضرورة ترقية الاستثمار السياحي من خلال مرافقة المستثمرين في إنجاز مشاريعهم والعمل على تدارك النقائص المسجلة، لاسيما في مجال الإيواء. للإشارة، فإن قدرة الاستيعاب في المركب السياحي لسيدي فرج الذي يضم فنادق المرسى، المنار، الرياض، الشاطئ الأزرق وإقامة «مارينا»، فاقت 2298 سرير وتتوفر على عدة هياكل مرافقة للاستجمام والترفيه.