دعوات جمع التّبرّعات تجتاح «الفضاء الأزرق» حملاوي: 500 متطوّع متواجدون بالمناطق المتضرّرة المجتمع المدني في هبّة تضامنية مع ضحايا الحرائق رسمت الهبات التضامنية الكبيرة لمختلف فئات المجتمع من كل ولايات الوطن مع سكان الطارف، سوق أهراسوسطيف إثر الحرائق المهولة التي نشبت الأربعاء الماضي، صورة تعكس مدى تضامن الجزائريين فيما بينهم أثناء المحن، إذ سارع المئات من المواطنين وجمعيات وطنية وخيرية وفرق طبية ومتطوّعين إلى المناطق المتضرّرة لتقديم المساعدات وقوافل محمّلة بالمواد الغذائية، المياه المعدنية، احتياجات خاصة بالأطفال، أدوية وغيرها من المستلزمات. تواصل رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي ليومها الثالث على التوالي زيارة المناطق المتضرّرة، والسهر على توزيع المساعدات. وفي هذا الشأن، كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، بأن أزيد من 500 متطوع متواجدون حاليا بالمناطق المتضررة من الحرائق، وهم بصدد توزيع حوالي 80 ألف طن من المساعدات على العائلات المتضررة. وقالت حملاوي في تصريح ل «الشعب»، إنّه تم الشروع في توزيع الإعانات ومساعدات للعائلات المتضررة الخميس المنصرم، إذ تم إسداء تعليمات لجميع فروع الهلال الأحمر الجزائري، بجميع الولايات، لجمع ونقل المساعدات إلى ولاية الطارف وباقي الولايات المتضررة. وتتمثل هذه الإعانات حسب المتحدّثة في مواد غذائية وصيدلانية، مولّدات كهربائية، مياه معدنية وأغطية، إضافة إلى 4 سيارات للإسعاف تابعة للهلال الوطني مجهّزة بطواقمها وأخرى نفعية. كما أعلنت حملاوي عن وجود مسعفين من منتسبي الهلال الأحمر بالولايات المتضررة، وخاصة ولايتي الطارف وسوق اهراس، حيث باشروا مهامهم في الأماكن التي مسّتها الحرائق. وأفادت حملاوي أنّ وحدات الهلال الأحمر الجزائري من مسعفين ومتطوعين مزودين بكل الوسائل، وهم الآن موزعين على الولايات المتضررة: جيجل، الطارف، سوق أهراس، سكيكدة، ومدعّمين باللجان المحلية، يقومون بعمل جبار لمساعدة المنكوبين. وأشارت إلى أنّ عمليات منح الإعانات تتم عبر مرحلتين، البداية بتقديم الاحتياجات الاستعجالية كالمواد الغذائية والأدوية والأغطية. وتخص المرحلة الثانية إحصاء العائلات المتضرّرة من أجل تقديم الحزمة الثانية من المساعدات والمتمثلة في أجهزة كهرومنزلية، ومواد مخصّصة لإعادة تهيئة المنازل المتضرّرة. رفسي: قوافل مساعدات للتّكفّل بالمتضرّرين من جهته، تجنّد المجلس الأعلى للشباب، وقام بتشكيل خلية أزمة لدراسة أشكال الدعم الممكن تقديمها، وأسدى رئيسه تعليمات للأعضاء في الولايات المتضررة بضرورة الوقوف رفقة السلطات المحلية لتشخيص الواقع الميداني، وجرد كل اللوازم التي يحتاجها المتضررون من هذه الحرائق. وتوجّه أعضاء عن المجلس الأعلى للشباب في كل من ولاية الطارف ممثلة بعضويها موسى نوري وفريال خضراوي وأعضاء ولايتي سطيفوسوق أهراس للمستشفيات، التي استقبلت الضحايا للوقوف على حجم الإصابات، ودراسة سبل مساعدتهم، فيما تجنّد الأعضاء في مختلف ولايات الوطن بالتنسيق مع المرصد الوطني للمجتمع المدني والفاعلين من جمعيات ومنظمات من أجل حشد قوافل إغاثة. وفي هذا الشأن، كشف عضو بالمجلس الأعلى للشباب رفسي نذير، أنّ أولى قوافل المساعدات قد انطلقت يوم الجمعة ليلا من غرب الجزائر الى ولاية الطارف. واستنادا إلى المتحدّث، فقد انطلقت قافلتان من وهران وسيدي بلعباس تحت إشراف المجلس الأعلى للشباب، وبتنسيق من العضو عابر أسامة ممثل ولاية وهران، محمّلة بمواد غذائية، مياه معدنية، أغطية، أفرشة، أدوية ومواد الصيدلانية. كما تمّ إرسال قافلتين من ولاية تبسة نحو ولاية الطارف، فيما انطلقت قافلة من ولاية خنشلة يقودها عضو المجلس مرموشي عبد الكريم نحو مدينة الطارف مرورا بولاية سوق أهراس مع تحديد الأولوية للمناطق الأكثر تضرّرا، ويتم التحضير لقافلة أخرى ستنطلق في القريب العاجل من ولاية البليدة، إضافة إلى قافلة أخرى بالتنسيق مع شركة تأمينات. تأمين كمية معتبرة من المراهم والضّمادات في السياق، أشار رفسي إلى أنّ رئيس المجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، قد تواصل مع عدة شركات مختصّة في تصنيع وتسويق الأدوية المضادة للحروق، من أجل تأمين كمية معتبرة من المراهم والضمادات لإرسالها للمستشفيات من أجل دعم جهود السلطات التي بذلت جهودا جبّارة لاحتواء الحرائق وتطبيب الجرحى، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية والوزير الأول وكذا مديرية الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي والأطقم الطبية. ولم يفوّت المتحدّث المناسبة للإشادة بالجهود الجبّارة التي بذلت من طرف الجمعيات والمنظمات والفاعلين في المجتمع المدني من كل ربوع الوطن، وعلى الهبة التطوعية لمساعدة المتضررين ممّا يؤكّد روح التعاون بين أبناء الوطن. كعاداتهم تفاعل روّاد التواصل الاجتماعي مع الأحداث الأليمة التي وقعت في بعض من ولايات الوطن جرّاء الحرائق الأخيرة، حيث لم تخلو صفحات فيسبوكية في جميع أنحاء الوطن من إعلان حملات الإغاثة للمتضررين من الحرائق، حيث تركّزت جميع الحملات على جمع المواد الغذائية والمياه المعدنية والألبسة والأدوية، ليؤكّد الجزائريّون مجدّدا أنه في أوقات المحن تظهر معادن الرجال.