أخبرني يا أخي في العروبة والإنسانية، ماذا حل في الجزائر؟ شرارة في الهشيم اشتعلت وأتت على الأخضر واليابس فهاجت الذاكرة والخواطر.. ثروة حيوانية نفقت بين الهشيم ولهيب الحرائق المتناثر، وأطفال ذابت أجسادهم وهم يصرخون: أبي.. أمي.. أجيرونا من ويل النار..! وصبايا تُشوى أجسامهن بألسنة النيران واستسلمن للحروق والاختناق ودفنّ في الخلاء تحت الرماد، لا في المقابر.. ومسنون عجزوا عن الفرار فأكلتهم النيران وأصبحوا جزءاً من ذاكرة الأبناء والحفاد.. وأبٌ هرع مستنفراً يبحث عن أبنائه بين ألْسِنَة النار غير آبه بالحروق وهول المخاطر.. آلاف «الهكتارات» من الأحراش والثروة الغابيَّة طُمِسَت واللهب لا زال يعصف ويستعر.. لوحة مأساوية رهيبة أسفرت عن مشاهد مرعبة تقضُّ المضاجع وتؤجِّج المشاعر، هل هي موجة الحر أم أنها جهنم على الأرض أم غضب الطبيعة الهادر؟!! إحدى وأربعون ضحية ومئات المصابين.. حماك الله وحمى شعبك ورُباكِ يا جزائر.. يا وطني الثاني ومركز اللقاء.. ويا أرض الثورة والأحرار.. وكفاك المولى - جل جلاله - شرَّ أوقات الغفلة والمفاجآت، وأخرجكِ من سعير هذه المصيبة الكبرى كما خَرَجْتِ سالمة من سعير الاستعمار.. يا أرض المليون شهيد ووطن كل جسور شجاع.. لقد حرقت من فلسطين القلب يا نيران الجزائر!