]في ذكرى 21 آب 1969...[ يروى... يروى فيما يروى أنّهم ذات مرّة احتلّوه... بعد أن سقط المفتاح من أيدينا فالتقطوه... ويروى أنّهم بعد عامين حرّقوه... وما زالت النّيران تشتعل في المحراب... والدّخان يتصاعد من القباب... وما زلنا نستضيء بتلك النّيران... ونستدفئ بذاك الدّخان... وتمرّ الخمسون أو أربع وخمسون وخمس وخمسون ولا تنتهي العِدّة... ونحن نعلك الذّكرى في المربِط نفسه... كخيول انهزم فارسها... تضبح في غير غارة... وتنضح في غير عركة... ويروى أنّهم ذبحونا فيه مرّة ومرّة ومرّة... ويروى أنّهم قسّموه على زمنين... قسمة ضيزى... فكان لهم في الزّمنين... وكنّا في قَسمنا ضيوفهم نصلّي تحت حرابهم... يروى أنّنا أسلمناه فاستلموه... ويروى أنّنا عرضناه لضيق ذات اليد فاشتروه... قبضنا الثمن قصورا مشيّدة ومراكب فارهة... ومن قبلُ ثرنا فما أطفأنا عارا ولا أوقدنا نارا... ويروى أنّنا صنعنا له محرابا آخر غير ذاك المحراب... يروى أنّنا اختلفنا في أيّ الخائنَين يمنع من الصّلاة فيه... أيّ الخائنَين يحرم عليه بيعه، وأيّهما يباح له القيادة عليه؟!... يروى أنّه القبلة الأولى في أوّل الصّلاة في أوّل أمّة... يروى أنّه القبلة الأخيرة للخائنين في آخر أمّة... يروى أنّ عُلُوَّهم أن يعتلوه ويعتلونا... يروى أنّنا نكذب منهزمين، والهزيمة منّا خجلى... نلعن أبا رغال لأنّه سبقنا دليلا لأبرهة... لا حبّا في الكعبة... يروى أنّ كلامنا وإعلامنا وسلاحنا كلاب مسروجة في مضامير النّباح... يروى أنّ جيوشا جرارة ركنت لمرابطة... وأنّهم مزّقوا أستار كلّ مرابطة...