يوم واحد يفصلنا عن اختتام المعرض التشكيلي الذي وسمه صاحبه الفنان التشكيلي، القادم من ولاية سطيف، نورالدين قيشو، بعنوان: «نفحات من البابور»، والذي احتضنه «رواق الفنون محمد راسم»، بشارع باستور، بالجزائر العاصمة، منذ 15 من هذا الشهر. التقت «الشعب» بصاحب اللّوحات الفنية الفنان نورالدين، في زيارة لهذه المساحة الجميلة التي تزينت جدرانها بتشكيلته الفنية التي تحاكي أناقة الطبيعة العذراء، وتنقلها لنا من لحظاتها الواقعية وسكونها إلى ضوضاء المدينة. حوى معرض اللّوحات أيضا، تشكيلة من نوع آخر، اعتمد فيها الفنان على تقنية الرسمات التجريدية التي حملت في خضمها مضامين رمزية، تحاكي حوادث تاريخية وآلام شعب حاول قهره ونخر قواه عدو للإنسانية، وكأن الفنان يزاوج مرة أخرى، باستخدام ريشته وألوانه الطبيعية ليوقف الأزمنة عند الأمكنة، فبالرغم من اختلاف الزاويتين تتجسد في النهاية لوحات تعبيرية تصوّر بعضا من الحقيقة الأليمة لظلم مستعمر حاول تشويه الحقيقة التاريخية، لكن بفضل أنامل مبدعة تعود إلينا صور أليمة وأخرى جميلة، في نتاج مثير للاهتمام يمدنا به فنان عصامي، يدعونا في آخر المطاف للاستمتاع بلوحاته الرائعة في نطاق الاستحقاق ولو في آخر المطاف.