موضوع الانتخابات الأمريكية طغى على الصحف البريطانية الصادرة صباح امس الأربعاء، فجميع الصحف خصصت لها مساحات مهمة ليس في صفحاتها الأولى فحسب، بل في زوايا الرأي والافتتاحيات في الصفحات الداخلية أيضا. في صحيفة الاندبندنت كتب هيمش ماكري مقالا بعنوان... تحد كبير بانتظار الرئيس الجديد، استعرض فيه التركة التي خلفها له الرئيس الحالي. سيكون على رأس الهموم التي ستواجه الرئيس الجديد، يقول الكاتب، الاقتصاد الذي يعاني حالة من الكساد والاعتماد على مستثمرين أجانب سيكون على الرئيس الجديد تخليص الاقتصاد الأمريكي من تبعيته لهم، وهو ما سيكون مهمة صعبة. ويسهب الكاتب في تحليل حالة الاقتصاد الأمريكي، فيقول ان المواطنين الأمريكيين أصيبوا بالهلع وانتابهم الخوف نتيجة للوضع، ويقف الهلع وراء تقلص الرغبة الشرائية للمستهلك الأمريكي. اذن فالمهمة الأولى الملقاة على عاتق الرئيس الجديد، يقول ماكري، هي اعادة التفاؤل الى المواطن الأمريكي، ويستشهد الكاتب بمقولة للرئيس فرانكلن روزفلت الذي وصل الى منصب الرئاسة في ظل أوضاع اقتصادية تفوق في سوئها الأوضاع الحالية، وقال في خطاب تنصيبه أولا وقبل كل شيء دعوني أؤكد إيماني الراسخ بان الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه، في أشارة الى خطورة اليأس والاحباط. أما صحيفة الديلي تلجراف فكتبت ميري ريديل مقالا بعنوان على غوردون براون أن يعانق الرئيس الجديد، ولكن بشيء من التحفظ، تستهل الكاتبة مقالها بالتحذير من الأحلام، وتعطي مثالا عليها حلم القضاء على الإرهاب الذي انهار، وكذلك انهار الاقتصاد القائم على الأوهام والجشع. وتقول الكاتبة، ان غوردون براون الذي كان يتظاهر ان تعاونه مع جورج بوش كان يسير بشكل سلس الا انه لا بد سعيد برحيله، وتضيف ان رئيس وزراء بريطانيا سيكون حريصا على أن لا يقترب أكثر مما يجب من رئيس الولاياتالمتحدة الرابع والأربعين، حيث أثبتت الحرب على العراق مدى خطورة ذلك. ولكن علاقة براون بالرئيس الأمريكي الجديد ضرورية لنجاحه في مهامه المقبلة، ومنها إصلاح المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولي، وانجاز الهدف الألفي المتمثل بانقاذ الشعوب الأكثر فقرا وإعادة بناء الاقتصاد العالمي، حسب الكاتبة. أما في صحيفة الغارديان فيوجه جوناثان فريدلاند رسالة الى الرئيس المقبل المجهول الهوية، يستعرض فيها الكاتب المشاكل التي سيواجهها أوباما في البداية، وفي مقدمتها الشرخ الذي حصل بين مؤيديه ومؤيدي ماكين، والقائم على أساس عنصري مبني على استهجان دخول رجل أسود الى البيت الأبيض. أما المشكلة التالية فهي بالضبط العامل الذي ساهم في رفع أسهمه في الفترة الأخيرة، وهو الأزمة الاقتصادية التي عليه مواجهتها، وان فشله في ذلك كفيل بالاجهاز على شعبيته. ويقول الكاتب ان الأعباء التي سيواجهها أوباما مصدرها الأمال التي يعقدها عليه مؤيدوه، وأن الفشل في تحقيقها سيكون مرا.