تم أول أمس بقصر رياس البحر وتحت إشراف وزير المجاهدين وذوي الحقوق السعيد ربيڨة، بالتنسيق مع المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، من خلال احتفالية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، تكريم ثلة من الأسماء الإعلامية المهتمة بالذاكرة الوطنية تحت شعار «قلم الذاكرة»، حضرها على غرار ممثلين عن سفير دولة فلسطينبالجزائر، إطارات لدى مؤسسات الدولة ونخبة من ممثلي عدة هياكل ومنظمات وطنية.. أشار رئيس المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء عبد الكريم خضري في كلمته الافتتاحية ، إلى الأهمية القصوى التي توليها الدولة لاسيما وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في حفظ الذاكرة الوطنية، كما نوه بدور المنظمة ومن خلال سبع سنوات من الوجود، الهادف إلى صون وحماية رسالة تاريخ الأمة الجزائرية، إلى جانب غاياتها النبيلة التي تشرف عليها من خلال مختلف الندوات والفعاليات الثقافية داخل وخارج الوطن. ومن جهتها ثمنت مديرة مركز الفنون لدى قصر رؤساء البحر حصن 23 فايزة رياش بالمبادرة الطيبة للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، «التي تسعى في كل طبعاتها إلى إرساء قواعد اللحمة الوطنية وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، وذلك من خلال تمجيد شهداءنا الأبرار ومجاهدينا الأحرار»، كما دعت رجال الإعلام وبالأخص المهتمين بالتدوين التاريخي إلى تكثيف الجهود للإلمام بالأمانة الغالية «الذاكرة الوطنية»، بما في ذلك الموروث المادي واللامادي المترامي الأطراف عبر ربوع بلدنا الحبيب. تخللت التكريمات كلمات مقتضبة لكل من ممثل سفير دولة فلسطين الذي دعا إلى تحضير هذا الجيل من أجل صون رسالة الشهداء، وممثلة وزير المجاهدين وذوي الحقوق التي نوهت باستكمال مسيرة النضال، إلى جانب كل من عبد الرحمان حمزاوي رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني الذي أشاد بشعار الفعالية، وأكد على حاجة البلد إلى قلم الذاكرة «هي تحيي روح المواقف ليتم نقلها إلى الأجيال القادمة، فخورون بأننا ننتمي إلى وطن الجزائر، التي لها دور اقليمي، لاسيما وقوفها مع القضايا الدولية الراهنة في ظل ما يعيشه العالم اليوم»، في حين اختصر الاستاذ الصحفي محمد يعقوبي إرهاصات جهاد القلم بقوله «عندما يعشق الصحفي تاريخه»، وبدوره دعا نبيل حمداش ممثل قناة الذاكرة إلى وجوب استنطاق التاريخ من خلال الشهادات والوثائق.. من جانب آخر عرفت الاحتفالية على غرار تكريم حوالي 20 شخصية مثلت عدة مؤسسات إعلامية عمومية وخاصة في كل من القطاع السمعي البصري والمكتوب، من بينها جريدة «الشعب» ممثلة في الصحفي نورالدين لعراجي الذي نوه بالقيمة التاريخية لاسيما علاقتها بتمتين أواصر الذاكرة الوطنية لدى الأجيال، وجاء على لسان مدير قناة الذاكرة الأستاذ سليم أغار «بأن الإعلام أمام معركة مع الصورة ، وعليه بإمكاننا عن طريق الصورة تأليف ألف كتاب»، كما تمنى أن تعطي المؤسسات الوصية الأهمية إلى السينما بما في ذلك السينماتيك، إضافة إلى كل من الارشيف التاريخي، بما في ذلك المقالات والكتب.. للإشارة، تم على هامش الاحتفالية عرض شريط وثائقي حول أهم محطات المنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، والتي اختزلت مسيرة سبع سنوات على إنشاء هذا الصرح الذي بدأ نشاطه سنة 2015، معتمدا نهج النضال الثقافي والتاريخي في تبليغ رسالة الشهداء، لاسيما الوقوف مع القضايا العادلة على رأسها فلسطين والصحراء الغربية والشاهد أن المنظمة تمكنت منذ إنشاءها بعقد اتفاقيات مع الجامعات، وهذا بالإضافة إلى مشاركتها في الندوات العربية وتسجيل حضورها القوي في الزيارات التضامنية. وجاءت فعالية الاحتفالية الموسومة ب»قلم الذاكرة» التي أرخت بظلالها هذه السنة من خلال شهادات عرفان واستحقاق في حق الأقلام المبدعة والمهتمة بالتاريخ وبتكريمهم في اليوم الوطني للصحافة، كتقليد ثابت ذات العلاقة بالذاكرة الوطنية، إذ سبق لها وكرمت أبناء المجاهدين ، رجال الأمن ، الأئمة والمجاهدين..