1500 عملية سنويا يجريها مركز «بيار ماري كوري» بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يشكل مرض سرطان الثدي أهم أنواع السرطانات الفتاكة ليس في الجزائر فحسب بل في العالم، ورغم خطورته إلا انه قابل للعلاج والشفاء بنسبة تصل الى 95 بالمائة إذا ما تم تشخيصه مبكرا، رئيس مصلحة جراحة سرطان الثدي بمركز مكافحة الأورام السرطانية «بيار ماري كوري» بمستشفى مصطفى باشا الجامعي البروفسور محسن بوبنيدر يتحدث عن هذا المرض الخبيث بمزيد من التفاصيل في حديث ل»الشعب.» الشعب: يتصدر سرطان الثدي قائمة أنواع السرطان المنتشرة في الجزائر بتسجيل ما يقارب 15 ألف إصابة جديدة سنويا، ما هو السن الذي يظهر فيه المرض؟ البروفسور بوبنيدر: معدل الاصابة بسرطان الثدي في الجزائر هو سن ال 47، حسب الاحصائيات الواردة عن السجل الوطني للسرطان لسنة 2017، وهو رقم طبيعي، لكن لا بد من تحيين هذه المعطيات، لمعرفة ان كان هناك تطور وارتفاع لمعدل الاصابات بتقدم سن المرأة، وبمقارنة مع الدول الغربية، حيث ان معدل الاصابة هناك يكون في سن ال 60 عاما، لأن المجتمع يتكون في أغلبه من فئة الشيوخ، وكذلك بحسب الشريحة التي تخضع للفحص، وبالتالي تأتي النتائج مختلفة تماما. النساء اللواتي يأتين الى المصلحة في أي مرحلة يكون فيها المرض ؟ تأتي النساء للتشخيص عندما تتفحص بنفسها ثديها وتلاحظ تغيره، وبالتالي في مرحلة تطور السرطان، وهذا ما يؤكد عدم اقبال النساء على الكشف المبكر، لعدة اسباب أبرزها غياب ثقافة الفحص و»الطابو» الذي ما يزال يعشش في الذهنية الجزائرية، بالرغم من ان المرض خطير ويحتل الصدارة من بين أنواع السرطان في عدد الوفيات. برأيك، الى ما يرجع رفض وعزوف النساء عن القيام بالفحص المبكر في الجانب التحسيسي والتوعوي؟ وكيف تقيّم هذا الأخير؟ تبذل مجهودات كبيرة في مجال التحسيس والتوعية، وهذه الديناميكية لا يجب ان تتوقف بمجرد مرور أكتوبر الشهر الوردي، الذي هو حدث عالمي، بل يجب أن تتواصل الحملات التحسيسية طيلة العام، لبلوغ مستوى أعلى من التوعية، بالإضافة الى تنظيم عملية الكشف أو الفحص المبكر، أعتقد أنه لا بد من إجراء تقييم على حملات التحسيس. ضرورة توفير وتنظيم مراكز الفحص كيف هي عملية الكشف وماذا تقصد بقولك لا بد من تنظيمها؟ هناك تحسيس ودعوة للنساء للقيام بالفحص المبكر لسرطان الثدي، لكن توجد مشكلة تطرح على مستوى الامكانيات والوسائل التي تجرى بها العملية، كما ان ليس كل مراكز الاشعة يمكنها القيام بعملية الكشف، التي تحتاج الى التكوين اللازم للقيام بها. وبالتالي أرى ضرورة وضع كل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لإجراء التشخيص الإشعاعي وتوفير قنوات العلاج للتكفل الأمثل بالمصابات بهذا المرض ويتعلق الأمر بالتشخيص الإشعاعي الشامل، بالإضافة الى وجود صعوبات تمنع النساء من إجراء هذا التشخيص، الذي يتطلب مراكز مجهزة بإمكانيات وتقنيات حديثة، دون إغفال الجانب المادي، على اعتبار أنه مكلف من الناحية المالية، مما يجعل الكثير منهن تعزفن عن القيام به. باعتباركم رئيس مصلحة جراحة سرطان الثدي، كيف تقيم عملية التكفل العلاجي والنفسي بالمصابات؟ يمكن القول أن التكفل بهذا المرض بلغ درجة المتوسط، ما يستدعي بذل الكثير من المجهودات لتطوير العلاج سواء من حيث الامكانيات المادية أو الكفاءات الطبية، ورغم ذلك استطعنا التحكم الى حد ما في هذا المرض بالجزائر. أما من الجانب النفسي، فأفضل أن تقوم به المريضة بنفسها وتكون السند لذاتها حتى تتجاوز للآثار النفسية السلبية بعد الاصابة، لأن الارادة القوية تمثل عاملا أساسيا في الشفاء، والمرافقة النفسية تقوم بها الأسرة لأنها الأقرب الى المريضة وتتقاسم معها معاناتها مع الداء، فحتى المختص النفساني لا يمكنه القيام بذلك بالنظر الى كونه عاجز عن البقاء مع المريضة طيلة سنوات العلاج، حيث تكون الحاجة إليه في حالات خاصة، حين تكون نفسية المريضة متدهورة للغاية. مصلحة جراحة سرطان الثدي تجري 1500 عملية سنويا كم عملية جراحة سرطان الثدي تجريها مصلحتكم سنويا؟ تجري مصلحة جراحة سرطان الثدي 1500 عملية سنويا أما لاستئصال كل الثدي أو جزء منه أو نزع الأورام أو ما تسمى ب»الجراحة المحافظة» على هذا العضو، والأكيد ان هذا النوع من السرطان يحتل المرتبة الاولى في عدد الاصابات والحالات التي يستقبلها مركز مكافحة الاورام السرطانية «بيار ماري كوري». بعد إجراء العملية للمصابات بسرطان الثدي، تتوجه الى مراكز العلاج الاشعاعي في مركز مكافحة السرطان، هل يمكن لمركز «بيار ماري كوري» استيعاب والتكفل بالوافدات إليه التي يزداد عددهن عاما بعد عام؟ يعرف هذا المركز تشبعا، وبالتالي لابد من إنشاء مراكز أخرى لمكافحة السرطان في العاصمة مجهزة بكافة الوسائل اللازمة، لأن الاحتياجات ستكون أكبر في المستقبل، وبالتالي لا يمكن الاتكال على مركز أو مصلحة واحدة في حين أن عدد السكان في تزايد مستمر، فعند انجاز مركز «بيار ماري كوري» كان عدد سكان العاصمة لا يتجاوز 1.5 مليون نسمة، بينما حاليا يقارب ال 6 ملايين بحسب الاحصاء الاخير.