قفزة نوعية للتّعليم عن طريق التّكنولوجيات الجديدة أكّد وزير الرقمنة والإحصائيات حسين شرحبيل، أمس، سعي قطاعه إلى توفير تعليم وتكوين رقمي نوعي، باستعمال عقلي لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، موازاة مع إرساء البنى التحتية لتوظيف الرقمنة في التعليم والتكوين، وتجسيد المواطنة التي تعتبر من أبرز أولويات خارطة طريق الوزارة، ولأجل تقليص الفجوة الرقمية ومحو الأمية الرقمية بأفضل الطرق.
قال وزير الرقمنة، أمس، خلال إشرافه رفقة وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين وليد، على افتتاح الطبعة الأولى لصالون التعليم وتكنولوجيا المعرفة «ادوكتاك» بقصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار «الرقمنة في خدمة التعليم والتعلم»، إنّ تجسيد المواطنة الرقمية يقتضي اكتساب الكفاءات والمهارات اللازمة لتنمية سلوكيات مفعمة بقيم المعرفة والثوابت الوطنية والأمن الرقمي، وإقرار الدور المنوط بكل مواطن للالتقاء في إطار مجتمع جزائري رقمي منظم في عالم متغير يصبو إلى تحقيق تنمية مستدامة. يهدف الصّالون - حسب الوزير - إلى تسليط الضوء على الفاعلين الرقميين للتكنولوجيا الجديدة، الحلول والأدوات ذات التّوجّهات المعاصرة الضامنة لعروض العمل المتخصّصة للتعليم والتكوين، وذلك انطلاقا من مؤسسات ومنظمات التربية والتعليم، وكذا المؤسسات التربوية «كالابتدائيات، المتوسطات والثانويات»، بالإضافة إلى الجامعات والهيئات التي تضبط ذات الميادين. وأكّد الوزير أنّ الجزائر لم تدّخر جهدا في إرساء البنى التحتية، وتكوين الموارد البشرية لاستعمال الرقمنة في مختلف المجالات خدمة للتعليم والتكوين، مع التعجيل في استخدام التقنيات الرقمية الحديثة في مواجهة التّحدّيات التي يفرضها التعليم والتكوين الرقميين، موضّحا أنّ الرقمنة سمحت بتسهيل عملية التعليم والتعلم من خلال إنشاء تطبيقات ومنصات رقمية تسمح بالتحاضر عن بعد، وتسهيل عملية الولوج إلى المعلومات بصفة آلية. ودعا شرحبيل المشاركين المتعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومصنّعي المعدات والمدارس ومراكز التدريب وموردي موارد التدريس، إلى إبراز الأساليب الجديدة في إعداد حوكمة التعليم والتكوين الرقميين مع بلورة الأفكار الهادفة المتبادلة، وتعزيز روابط التعاون والشراكة في مجال التكنولوجيا والتكوين والابتكار التربوي للمساهمة في تحقيق نهضة اجتماعية واقتصادية شاملة، وخلق جيل جديد يكون قادرا على ضمان مستقبل زاهر للوطن. 20 مؤسّسة ناشئة في مجال التّكنولوجيا الرّقمية قال وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، ياسين المهدي وليد، إنّ التعليم عن طريق التكنولوجيا الرقمية حقّق قفزة نوعية، خطوات إيجابية وزيادات معتبرة في عدد الناشطين، مشيرا إلى التطور المسجل في سوق التعليم عن طريق التكنولوجيا الرقمية، الذي بلغ حجمه 350 مليار دولار، ما يدفع للتساؤل عن مكانة الجزائر في سوق الاقتصاد الرقمي. وأشار ياسين وليد إلى الدعم الذي تحظى به الشركات لتطوير نشاطها في هذا المجال، أو في تسهيل وتوفير الخدمات الرقمية، حيث بلغ عدد المؤسّسات الناشئة التي شاركت في الصالون حوالي 20 مؤسسة، ما يدل على الأهمية التي توليها السلطات للتعليم عن طريق التكنولوجيا الرقمية، مؤكّدا حرصه على مرافقة أصحاب المشاريع لتمكينهم المرور من الفكرة إلى المنتوج ثم السوق، لاسيما وأنّ الواقع أوضح النّجاحات التي حقّقتها بعض الشركات التي بدأت مشروعها بفكرة بسيطة، فأصبحت قيمتها السوقية تتجاوز ملايير الدولارات. أضاف في ذات السياق، أنّ الجزائر تشهد طفرة في مجال الشركات الناشئة التي تعمل على تطوير البرامج والتطبيقات، خاصة في تعليم اللغات ولها قابلية تصدير الخدمات إلى دول الخارج، مشيرا إلى أن الوزارة تستقبل عددا كبيرا من المؤسسات الناشطة في مجال التعليم التكنولوجي والبرمجة، ما يدل على وجود سوق رقمي متطور. بدوره، قال محافظ صالون «ادوكتاك»، راسي عبد النور، في تصريح له، إنّ الطبعة الأولى من الصالون جاءت مواكبة مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم، والتعليم في بلادنا يتبع الاتجاه الصحيح، البحث عن حلول جديدة لتسهيل الوصول إلى المعرفة، أي ربط التكنولوجيا بالتعليم أمر ضروري، خاصة وأن التعليم صانع الأجيال. أصبح من الضروري - بحسبه - إنشاء رابط بين الهيئات المختلفة للحصول على الحلول الجديدة والأدوات، حيث يعتبر فرصة لتحديد مسار جديد في التعليم، كونه يجمع العديد من المؤسسات الناشطة في مجال، ويكون فرصة أيضا للتعلم ومناقشة موضوعات مختلفة من خلال القيام بالأعمال اللازمة الرقمنة والوصول إلى المعرفة. الجدير بالذكر، أنّ صالون «ادوكتاك» في طبعته الأولى ضم 60 عارضا وطنيا وعربيا، عرف حضور دكاترة وأساتذة في ميدان الرقمنة والتعليم، جمع بين المعلمين ومقدمي الحلول لتبادل واستكشاف الأفكار والتقنيات الجديدة، التحسين بالتدريس، التدريب والتعلم ورفع المعايير التعليمية، كما يسمح بمناقشة المواضيع التي تساهم في تطوير المعرفة في الجزائر.