يواصل المنتخب الوطني للاعبين المحليين تربصه المقام بمدينة طبرقة التونسية، تحضيرا للمواجهة الودية الأولى أمام منتخب مالي، تحسبا لنهائيات بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، المقرر إقامتها مطلع شهر جانفي المقبل بالجزائر. يشرف اليوم الناخب الوطني مجيد بوقرة على ثاني حصة تدريبية بتربص طبرقة التونسية، الذي يعد التربص الرابع للمنتخب المحلي، منذ التتويج بكأس العرب «فيفا» شهر ديسمبر 2021 بقطر، حيث من المقرر أن تتخلل هذا التربص مواجهتين وديتين الأولى تلعب، السبت، أمام منتخب مالي، بداية من الساعة 19:30 بملعب طبرقة، على أن تقام المواجهة الثانية في نفس الملعب والتوقيت ضد منتخب النيجر، بتاريخ 2 نوفمبر المقبل. سيدخل الجهاز الفني للمنتخب المحلي في مرحلة جديدة من التحضيرات لنهائيات «الشان»، بتجهيز العناصر الوطنية وإقحامهم في التحضير الدقيق لدخول البطولة الأفريقية للأمم بقوة، بهدف خطف ورقة التأهل إلى الدور ربع النهائي مبكرا، وكسب الثقة لبلوغ نهائي النسخة السابعة من بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين، والتتويج بأول لقب ل «الخضر» في المنافسة القارية التي تم إنشاؤها سنة 2009. حضّر المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للمحليين، مجيد بوقرة وطاقمه، برنامج عمل مكثف للاعبين، حيث سيعملون على الجانب البدني دون إهمال الجانب التكتيكي، وسيكونون في منافسة أحد أقوى المنتخبات بالقارة السمراء لدى اللاعبين المحليين، في امتحان جديد لرفقاء القائد شعيب كداد المطالبين بمواصلة التألق في المباريات الودية. ستوكل لنجم المحاربين السابق كريم مطمور مهمة العمل الجانبي مع المهاجمين، لمدهم بالنصائح وحثهم على التموقع جيدا في منطقة العمليات، لاستغلال الهفوات واقتناص أدنى الفرص للوصول إلى شباك المنافسين، خصوصا بعد جملة الفرص الضائعة التي تكررت أمام منتخب نيجيريا الأول بملعب حملاوي بقسنطينة، وضد منتخب السودان بملعب كرة القدم للمركب الأولمبي ميلود هدفي. استدعى المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للمحليين لأول مرة، النواة التي سيعول عليها خلال نهائيات البطولة الأفريقية للأمم، بعدما تقلص عدد اللاعبين المعنيين بتربص طبرقة إلى 23 لاعبا، بعدما كان في السابق حتى 26 لاعبا في التربص الواحد، كما أنّ التربص الحالي لم تحمل قائمته أي اسم جديد لتجريبه خلال المباريات الودية، ما يؤكد بأنّ بوقرة اختار العناصر التي ستشارك في « الشان « بنسبة كبيرة. قرر قائد المحاربين الأسبق اختيار كتل من لاعبي 3 فرق، يتعلق الأمر بدفاع ووسط ميدان بطل المواسم الثلاثة المنصرمة، شباب بلوزداد الذي سيكون ممثلا ب 8 لاعبين، واتحاد العاصمة الذي استدعى 6 عناصر من فريقه، بعدما عاد بقوة هذا الموسم ويحتل المركز الثالث في الترتيب العام بالرابطة المحترفة الأولى، بالرغم من أنه تنقصه مواجهتين متأخرتين أمام غريمه مولودية الجزائر ووفاق سطيف، كما قام باستدعاء 4 عناصر من فريق مولودية الجزائر. استدعاء لاعبين من فريق واحد يعد الحل الأمثل للطاقم الفني، بهدف ربح الوقت في نقطة رفع انسجام اللاعبين فوق أرضية الميدان، حيث أنّ العناصر التي تتواجد بتونس تلعب مع بعضها البعض، منذ سنوات، خصوصا بفريقي شباب بلوزداد واتحاد العاصمة. الخبرة القارية عامل مهم قائمة 23 لاعبا المعنية بتربص شهر أكتوبر، يتواجد بها ثلاثة لاعبين فقط لا يملكون الخبرة في المباريات القارية، يتعلق الأمر بالمدافعين المحوريين البديلين في تشكيلة بوقرة، صاحب القامة الطويلة الشاب حسين دهيري مدافع نادي بارادو، الذي يلعب للموسم الثالث على التوالي أساسيا بنادي بارادو، ويملك أزيد من 50 مواجهة أساسيا بالرابطة المحترفة الأولى، بالإضافة إلى صخرة دفاع مولودية الجزائر أيوب غزالة، الذي برز الموسم المنصرم بألوان العميد وضمن مكانته الأساسية على حساب المخضرم نبيل سعدو، الذي دفعه على تغيير الأجواء خلال فترة الميركاتو الشتوي، ليلعب الموسم المنصرم ثلاثين مواجهة بالرابطة المحترفة بجانب معاد حداد، بعدما أظهر إمكانيات لا بأس بها في السابق رفقة أمل بوسعادة واتحاد عنابة. كما أنّ اللاعب الثالث الذي يفتقر للخبرة القارية هو شعيب ذبيح مهاجم مولودية الجزائر المخضرم، صاحب 29 ربيعا الذي يملك بالمقابل خبرة واسعة في بطولتي الرابطة المحترفة الأولى والثانية، بعدما صنع الحدث في السابق رفقة عدة أندية، أين بدأ ممارسة كرة القدم بفريق مسقط رأسه أمل عين مليلة، وانتقل بعدها إلى فريق شباب باتنة ومنه إلى شباب عين الفكرون ليحمل ألوان أمل بوسعادة، قبل أن يحط الرحال بفريق وفاق سطيف ومنه عاد إلى عين مليلة، لينتقل إلى شباب قسنطينة، الأخير فتح له باب المنتخب الوطني للمحليين الذي بقي فيه حتى بألوان مولودية الجزائر، هو الذي تمكن بموسمه الأول مع العميد من فرض نفسه بالتشكيلة الأساسية للمدربين فريد هادزبيديتش وفوزي البنزرتي على التوالي. توضح قائمة 23 لاعبا التي تحضر تربص طبرقة، بأنّ الطاقم الفني اختارها بعناية كبيرة، كونها تملك الخبرة القارية مع الفرق ومختلف الأصناف العمرية للمنتخبات الوطنية، كما أنّ هناك عددا من اللاعبين يتواجد بالمنتخب الوطني للمحليين منذ تعيين الناخب الوطني مجيد بوقرة، وتوّج معه بكأس العرب على غرار (عبد اللاوي، ميريزيق، دراوي). تحتوي قائمة بوقرة على لاعبين حملوا ألوان المنتخب الأول على غرار حارس شباب قسنطينة شمس الدين رحماني، والظهير الأيسر المخضرم لفريق مولودية الجزائر أيوب عبد اللاوي، بالإضافة إلى كل من (لعوافي، بلخيثر، شيتة، مزيان، عريبي) الذين شاركوا في أكثر من تربص ل «الخضر»، وكذا ميريزيق الذي استدعي لتربص شهر سبتمبر المنصرم ونال تشجيع وإشادة الناخب الوطني جمال بلماضي، وهي عناصر يمكنها أن تخوض المنافسة القارية دون مركب نقص، وتملك كل الإمكانيات لتجنب الوقوع في فخ الضغط، وستعمل على استغلال عاملي الأرض والجمهور لبلوغ الأهداف المسطرة. وللإشارة، حلّ المنتخب الوطني للاعبين المحليين بمطار طربقة بتونس، صبيحة الأربعاء، على متن رحلة خاصة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، وانتقل وفد «الخضر» بعدها مباشرة إلى فندق «لاسيغال»، أين خضع اللاعبون لقسط من الراحة، قبل إجراء أول حصة تدريبية تحضيرا لمواجهة المنتخب المالي. تحدث مجيد بوقرة في الحصة التدريبية الأولى للفريق مع اللاعبين وأكد لهم بأنّهم يقتربون من خوض البطولة الأفريقية، التي تحتضنها الجزائر لأول مرة، بعد نهائيات كأس أمم أفريقيا 1990، والتي توّج بها أشبال المرحوم عبد الحميد كرمالي، كاشفا لهم بأنّهم أمام فرصة لصناعة الحدث وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في السجل العريض لإنجازات كرة القدم الجزائرية. يذكر أنّ رفقاء زكريا دراوي سيواجهون منافسيهم بالدور الأول ل «الشان» بملعب براقي الجديد.