دعت حركتا "فتح" و«حماس"، القادة العرب المجتمعين في الدورة 31 للقمة العربية، إلى تبني "إعلان الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني"، واتخاذ قرار بتشكيل لجنة جزائرية - عربية تتولى متابعة تنفيذ بنوده، ليؤكدا بذلك مدى تمسكهما باتفاق المصالحة الموقع في 14 أكتوبر، من قبل الفصائل الفلسطينية. جددت فتح وحماس، حرصهما على تنفيذ إعلان الجزائر، من أجل لمّ الشمل والمصالحة الفلسطينية، الذي وقعته الحركتان رفقة 12 فصيلا فلسطينيا، في إطار مبادرة جزائرية طرحها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، شهر ديسمبر من العام الماضي. ويحرص الطرفان على إعطاء الإعلان بعده العربي اللازم، بعد النجاح الباهر في الإبقاء على القضية الفلسطينية في صدر اهتمامات الدول العربية خلال القمة التي تحتضنها الجزائر. ودعت فتح وحماس، أمس، القادة العرب إلى تبني مشروع القرار الذي رفعه وزراء الخارجية والقاضي بتشكيل لجنة وزارية عربية تقودها الجزائر، تسند لها مهمة متابعة تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع في الخطة الزمنية المحددة (في غضون سنة). ونقلت "واج" عن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد، تأكيده "تجنيد كل الطاقات وتوحيدها من أجل الدفاع عن القضية المركزية للأمة العربية وملاحقة الكيان الصهيوني وقادته لمحاسبتهم على جرائمهم التي اقترفوها بحق الشعب الفلسطيني من أعمال قتل ومصادرة أراضي وهدم بيوت واجتياحات للمدن والقرى والمخيمات وفي مقدمتها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية". وأعرب عزام، الذي ترأس وفد حركة فتح للجزائر حول ملف المصالحة الفلسطينية، عن "أمله في أن تشكل القمة العربية، قمة تليق باسمها وإعادة الاعتبار لمبادرة السلام العربية بكل التزاماتها السياسية والمادية والإعلامية والقانونية". يذكر أن الوفد الرسمي لدولة فلسطين، الذي قاده وزير الخارجية رياض المالكي، في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أعرب عن امتنانه الكبير لما" سخرته الجزائر لدعم القضية الفلسطينية". وقال في ندوة صحفية، أمس الأول:« إن الوفد الفلسطيني خرج منتشيا من الاجتماعات التحضيرية، إذ لم يسجل أي خلافات بين الدول العربية حيال كل ما يخص القضية الفلسطينية". وفي حال تبني قرار تشكيل فريق عمل جزائري - عربي لتنفيذ البنود التسعة لإعلان الجزائر، ستكون لحظة فارقة في العمل العربي المشترك، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، إذا تميزت جميع المبادرات السابقة باجتهادات خاصة لبعض العواصم العربية، بينما يضع إعلان الجزائر سواعد العرب مجتمعة للدفع باتجاه إعادة اللحمة بين الفلسطينيين. من جانبه وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذي قاد وفد الحركة في اتفاق الجزائر، رسالة الى القمة العربية ، قال فيها : "لعله من حسن الاختيار أن تستأنف القمة العربية انعقادها، بعد ثلاثة أعوام من توقفها في ذكرى اندلاع حرب التحرير الجزائرية، التي توجت ثورة المليون ونصف المليون شهيد، وانتهت بتحرير الجزائر". وشدد هنية على " خطورة" الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، داعيا "إلى دعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته وإقرار إعلان الجزائر للمّ الشمل الوطني الفلسطيني، معربا عن يقينه بان "الأمة العربية تقف الى جانبهم قادة وشعوبا". وضمت حماس صوتها الى حركة فتح في دعوة القادة العرب المجتمعين في قمة الجزائر" إلى إقرار المبادرة الجزائرية لتحقيق وحدة الشعب الفلسطيني وجعله من المخرجات النهائية للقمة" . وأكد هنية على "ضرورة تجديد التأكيد على اعتبار القضية الفلسطينية، قضية مركزية للدول العربية". وطالب البلدان العربية " بحشد الإمكانات والمقدرات لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته من أجل استعادة حقوقه كاملة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى". ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القمة العربية، إلى دعم الأسرى في سجون الاحتلال وبذل كل الجهود لنيل حريتهم وطالب القادة العرب بتوفير الحياة الكريمة للاجئين في المنافي والشتات، ودعم حقهم في العودة إلى أرضهم وديارهم وإدانة الاحتلال وجرائمه والعمل على عزله سياسيا ودبلوماسيا وفضح جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.