تعجز الكتابة عن الرئيس الفلسطيني الراحل أبو عمار فهو ليس فقط رمزاً للشعب الفلسطيني بل أيقونة النضال الوطني الذي ما زال حاضراً بفكرته ورؤيته نحو التحرر والانعتاق من الاحتلال، أبو عمار ما زال حاضراً في كل الساحات والميادين وفي كل حدث وطني وفي كل بقعة يتواجد فيه الشتات الفلسطيني الذين يُحيون ذكراه بكل حب وإخلاص. لم يكن أبو عمار رجلاً عادياً بل مُفجراً لثورة النضال الفلسطيني وراعي الوحدة الوطنية، حاول رغم الصعاب أن يُوّحد أبناء الشعب الفلسطيني تحت بوتقة واحدة وهي التحرر من الاحتلال، فالقلم يعجز عن الكتابة عن رجلاً قدم حياته في سبيل الوطن فهو حكاية نضال وشموخ. بدأ حياته منذ نعومة أظافره في العمل الوطني، بدءاً بالعمل بين صفوف اتحاد الطلبة إلى صفوف الثورة الفلسطينية، أفنى حياته في سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية عازفاً عن ملذات الحياة متفرغاً نحو طلب الحرية، مارس حياته كقائد حازم في أخذ القرار، لم ينس أهالي الأسرى والشهداء ولم يقطع راتب أي فرد حتى الخائن للوطن، لأنه يعلم تماماً أن وراءه أُسرة وأفراداً يحتاجون إلى الطعام والشراب. إنسان سياسي وعسكري واجتماعي واقتصادي حاول أن يوصل الأرض الفلسطينية إلى بر الأمان لكن المعوقات الداخلية والخارجية أضرت به واغتالته سياسياً ومعنوياً وجسدياً، كان باحثاً عن الحرية ومواجهة الظلم والاضطهاد، كان يهتف لفلسطين والقدس وغزة والضفة. مات وهو يردد مقولة، «يريدونني إما قتيلاً وإما اسيراً وإما طريداً ولكن أقول لهم شهيداً، شهيداً، شهيداً» وفعلاً مات شهيداً في سبيل الوطن وتحرير الارض، دافع لآخر رمق في حياته ولم يتنازل عن شبر من الأرض ودافع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية ودافع عن عروبة العرب من المحيط إلى الخليج. كان صادقاً في عمله الوطني الأمر الذي يُعزز الاستفادة من صفات الرئيس الراحل أبو عمار وأهمها الصدق وحمل الأمانة في عملية النضال الوطني نحو طريق الحق، والاستفادة من روح الوحدة الوطنية التي كان يتصف بها أبو عمار والتي نأمل أن تتحقق في الحفاظ على فكرته وتحقيق الوحدة الوطنية في ظل الانقسام الحالي الذي أضر بالقضية الفلسطينية أمام نتائج الانتخابات الصهيونية الأخيرة التي أفرزت اليمين المتطرف الذي سيقضي على القضية الفلسطينية. ما زال الأمل موجود وفكرة أبو عمار موجودة ولا بد من إشعال أفكاره الوطنية لإنقاذ القضية الفلسطينية من الضياع والهوان أمام الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.