أبرز مصطفى حيداوي رئيس المجلس الأعلى للشباب، دور هذا الأخير في حماية الذاكرة الوطنية بالاستلهام من مرجعية أول نوفمبر 1954، الذي فجره شباب الأمس وصنعوا مجد الجزائر، وقال: «الدور نفسه ينتظر أن يؤديه شباب اليوم، وذلك ما نتطلع إليه كجزائريين»، وذلك في تدخله بمنتدى «المجاهد» الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، أمس. أكد حيداوي: «نستذكر دور الشباب الذين رفعوا التحدي، حركة وطنية أنتجت شبابا آمنوا بأنه لا مناص من الكفاح لإخراج المستعمر، روح شبابية كانت تسكنهم واندفاع وقوة على مدار التاريخ، كان يصنع التحولات الكبرى ينتظر منه الكثير». وأشار رئيس المجلس الأعلى للشباب، إلى أن دورهم اليوم هو المساهمة في دينامكية التنمية الوطنية وجعل الجزائر تتبوأ مكانة اقتصادية رائدة بين الدول. وبحسبه، فإن الدولة الجزائرية وفرت كل الظروف لكي يرتقي شباب اليوم بنشاطهم ويساهموا في الإقلاع الحضاري. وقال: «بالأمس كانت الأولوية تحرير الأرض، واليوم تحرير الاقتصاد وبناء دولة قوية لها دور في المشهد الجيوسياسي تتبني التوجهات الاقتصادية لبناء الوطن». وأضاف: «المناخ اليوم ملائم للاستثمار، نبني رؤية مشتركة تأخذ بعين الاعتبار الموروث الثقافي والرمزيات التي صنعها شبابنا». وأشار حيداوي، إلى أنه في السنوات القادمة سيكون هناك جيل لم يلتق بالمجاهد، ما يجعل قضية الذاكرة صعبة، ولهذا يجب الاستعداد لهذه المرحلة بتجنيد كل المؤسسات والعمل جماعيا للحفاظ على الذاكرة، أضاف المتحدث. وكشف رئيس المجلس الأعلى للشباب عن تنظيم ندوة دولية، السنة المقبلة، يحضرها ممثلون عن كل الدول والشباب العربي، للتسويق لثورة أول نوفمبر 1954. استعرض إسماعيل حنفي عضو بالمجلس الأعلى للشباب، التاريخ النضالي لمجموعة 22 الذين فجروا الثورة، ورفعوا راية التحدي في أحلك الظروف التي مرت بها الجزائر من احتلال استيطاني بغيض، وقال إن نوفمبر في تاريخ الجزائريين له رمزية حافلة بالأمجاد. وقدم عضو المجلس الأعلى للشباب نموذجا عن الأمير خالد، الذي لم يتعد عمره 34 سنة، وأسس نهجا سياسيا للدفاع عن الجزائريين، ومصالي الحاج الذي أسس حزب الشعب الجزائري استقطب الشباب الذين فجروا الثورة، وأشار إلى أنه حين ننظر إلى هيكلة الأحزاب السياسية التي قادت الحركة الوطنية نجدهم شبابا واعين بأفكار التحرر والاستقلال. الاحتفال باليوم الوطني للشهيد بفرنسا وتحدث ناصر مصطفى خضار، ممثل عن الجالية الجزائرية بالخارج، عن دور الشباب في الإبداع وبناء اقتصاد الوطن، وأشاد بدور جمعية مشعل الشهيد والمجلس الأعلى للشباب في ظل التحديات الإقليمية. ودعا خضار إلى ضرورة تلقين شبابنا في المدارس والثانويات والجامعات عظمة ثورة نوفمبر التي أخرجتنا من قيود الاستعمار. وكشف في هذا السياق، عن تنظيم أسبوع للاحتفال باليوم الوطني للشهيد بمدينة ليون بفرنسا وسط الجالية الجزائرية وسيكون أيضا تخليدا لأصدقاء الثورة وهذا لأول مرة.