انتخب المشرّعون الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، أوّل زعيم له من أصول أفريقية. واختار النواب الديمقراطيون حكيم جيفريز خلفاً لنانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة للمجلس التي تنحت عن منصبها إثر انتخابات منتصف الولاية الأخيرة بعد أكثر من عقدين على وجودها في منصبها. تكون وجوه قيادات الحزب الديمقراطي في مجلس النواب تغيرت جذرياً، ومعها ستتغير ملامح المرحلة المقبلة في المجلس الذي سيسيطر عليه الجمهوريون مع تسلمهم الأغلبية في الثالث من جانفي المقبل. وتحدّث جيفريز البالغ من العمر 52 عاماً عن الفارق العمري بينه وبين القيادات الديمقراطية السابقة والحالية فقال: "نعكس الحماسة والحيوية والفردية في المجلس وما يمثله كمؤسسة. أتطلع قدماً لتمثيل هذا ونحن نتسلم مقاعدنا في القيادة". وبهذا سيصبح جيفريز أصغر زعيم في الكونغرس، إذ إنه يصغر زعيم الجمهوريين كيفين مكارثي ب5 أعوام. كما أنه سيكون الأمريكي الأول من أصول أفريقية يتسلم زعامة حزب في الكونغرس. كما اختار الحزب كلا من كاثرين كلارك، 59 عاماً، وبيتر اغيلار، 43 عاماً، في مقاعد قيادية خلفاً لنائب بيلوسي ستيني هوير، 83 عاماً، ومساعدها جيم كلايبرن، 82 عاماً. ولعلّ أبرز ما يميّز هذا التغيير هو الفارق الكبير في الأعمار بين القيادات القديمة وتلك الجديدة، في حزب لطالما واجه انتقادات شديدة من الشباب فيه بسبب عدم وجود وجوه تمثلهم في مناصب قيادية. وعلى الرغم من أن صغر سن جيفريز يلعب لصالحه مع الوجوه الشابة في الحزب، فإنّ البعض يتخوف من الفارق الكبير في الخبرة بينه وبين رئيسة المجلس نانسي بيلوسي، التي تنحت وهي في 82 من العمر. وقد اختارها حزبها لتبقى "رئيسة شرفية" له، أي إنها ستلعب دوراً استشارياً لتوجيه جيفريز والقيادات الشابة الأخرى. وهي تحمل بجعبتها سنين خبرة طويلة بدأتها كزعيمة لحزبها في جانفي 2003. ويرد جيفريز على المشككين بخبرته وخبرة فريقه فيقول: "لقد تمكنا من إثبات القدرة على القيادة خلال أوقات عصيبة تمت تجربتنا فيها. خلال فترة حكم ترامب، وإجراءات عزله، ووباء نادر وتدهور الاقتصاد الأمريكي واقتحام الكونغرس وأجندة تشريعية طموحة شكك الكثيرون بتنفيذها". وسيلعب جيفريز خلال هذه الفترة دور صلة الوصل ما بين الجمهوريين والرئيس الأمريكي جو بايدن. لهذا فعليه أيضاً أن يعزز هذه العلاقة ما بينه وبين بايدن، الذي يفصل بينهما فارق عمري كبير يصل إلى 28 عاماً. وسيكون أمام جيفريز فترة عامين لإثبات نفسه، وفي حال تمكن من ذلك، قد يكون من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة في المستقبل القريب، فتشبيهه من قبل بعض الديمقراطيين بباراك أوباما ليس عن عبث.