اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وحاصرت منزلا في منطقة كروم عاشور، حيث اعتقلت شابا، وأصابت فلسطينيا بجروح خطيرة بالرصاص الحي، فيما اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وجيش الاحتلال، استخدم الأخير فيها الرصاص الحي والمعدني. من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إنّ طواقمها نقلت مصابا بالرصاص الحي بالرأس والصدر إلى مشفى رفيديا، ووصفت حالته بالخطيرة. ويواصل جيش الاحتلال الصهيوني منذ أشهر تنفيذ عمليات في شمالي الضفة الغربيةالمحتلة، تتركز في مدينتي نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مقاومين. وعادة ما تندلع مواجهات وتبادل إطلاق للنار في كل عملية، ضمن غضب من استمرار اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني. على جانب آخر، توجه آلاف الفلسطينيين، فجر أمس الجمعة، إلى المسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل تبلية لدعوات "الفجر العظيم". وعقب الصلاة، رابط مئات المصلين في باحات الأقصى وأقاموا حلقات الذكر وقراءة القرآن. وفي الخليل، أدّت أعداد كبيرة من المصلين صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل. وكانت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، دعت إلى "الحشد والرباط الدائم في باحات المسجد الأقصى المبارك" للتصدي لمحاولات الاقتحام المستمرة. في سياق متصل، سرق مستوطنون صهاينة، في وقت متأخر من مساء الخميس، عشرات خلايا النحل من أراضي دير شرف غرب نابلس. قرارات لصالح فلسطين صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرارات مؤيدة للفلسطينيين، من بينها عقد جلسة رفيعة المستوى لإحياء ذكرى النكبة 75، وهي الخطوة التي رحّب الفلسطينيون بها بشدّة، وهاجمها الصهاينة. ويدعو قرار الأممالمتحدة إلى إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، بما في ذلك من خلال تنظيم حدث رفيع المستوى في قاعة الجمعية العامة في ماي 2023. كما يحث القرار على "نشر المواد الأرشيفية والشهادات ذات الصلة". المبادرة جاءت برعاية كل من مصر والأردن والسنغال وتونس واليمن وفلسطين، وتمّ تمريرها بأغلبية 90 صوتاً مقابل 30 صوتاً معارضاً، وامتناع 47 عن التصويت. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: "إن التصويت على إحياء ذكرى النكبة هو اعتراف أممي بالمأساة الفلسطينية التي أدت إلى تهجير الشعب الفلسطيني، وتحويل أكثر من نصفه إلى لاجئين في الشتات، ونصفهم الآخر تحت اضطهاد نظام فصل عنصري، واستعمار كولنيالي". وأضاف: "هذا التصويت خطوة في اتجاه تصويب الظلم التاريخي لجبر الضرر الذي أصاب فلسطين، وطناً وشعباً". ووصف المالكي تصويت الدول لصالح القرارات، بأنه دليل على الإجماع الدولي بشأن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة، وحقه في تقرير مصيره، والاستقلال لدولة فلسطين، وعودة اللاجئين. أما القرارات الأربعة الأخرى فهي "تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية"، و«البرنامج الإعلامي الخاص الذي تضطلع به إدارة شؤون الإعلام بالأمانة العامة بشأن قضية فلسطين"، حيث صوّتت الأممالمتحدة لصالح إعادة تسمية برنامج تدريب الصحافة على اسم شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية التي قتلت على أيدي القوات الصهيونية، و«اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف"، إضافة إلى "شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة". والنكبة مصطلح يرمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم، على يد المليشيات الصهيونية، التي سيطرت - بدعم من بريطانيا - على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام الكيان الصهيوني. تراجع صهيوني في المنظّمات الدّولية بينما رحّب الفلسطينيّون بقرار الأممالمتحدة إحياء الذكرى السنوية 75 ل "النكبة" الفلسطينية، شنّت وسائل إعلام صهيونية هجوما ضد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد زاد الغضب الصهيوني بسبب الموافقة الكاسحة التي حصل عليها الاقتراح الفلسطيني بتأييد 90 من دول العالم، ما أعطى انطباعا عن صدقية الرواية الفلسطينية في المجتمع الدولي. ويكشف هذا القرار الأممي الجديد عن تراجع مكانة الكيان الصهيوني في المنظمة الدولية، وهي التي أسّسته وأعلنت قيامه قبل أكثر من سبعة عقود، لكن سلسلة السياسات العدوانية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني دفعت العديد من دول العالم لرفض التسليم بها، والتأكيد على أن الكيان الصهيوني لا يأخذ موافقات مفتوحة على انتهاكاته وجرائمه ضد الفلسطينيين، وهو ما تجلى في جملة من القرارات ومشاريع القوانين الدولية الأخيرة التي حقق فيها الفلسطينيون إنجازات سياسية كبيرة، ومني الاحتلال بانتكاسات مهينة.