أنشأت الشركة الوطنية للمواد المنجمية غير الحديدية والمستحقات الضرورية سنة 1983، وهذا بعد إعادة الهيكلة العضوية لشركة «سونارام SONAREM» والتي أدت إلى استحداث خمس شركات أخرى، حيث ورثت شركة «إينوف» جميع الأصول المتبقية لقطاع التعدين آنذاك، في 2011 وعقب تأسيس مجمع مناجم الجزائر (منال) أصبحت الشركة إحدى فروعه، واتخذت منذ ذلك الحين سلسلة من الإجراءات والتدابير التي أدت إلى انتعاش حقيقي وإعادة إطلاق أنشطتها. تؤكد مسؤولة العلاقات العامة في الشركة الوطنية للمواد المنجمية غير الحديدية والمستحقات الضرورية ENOF مونية قيدوم، في حديثها ل»الشعب» أن المؤسسة التي تحوز حالياً على 22 منجمًا ومحجرًا موزعاً عبر كامل التراب الوطني، تنتج نحو 12 مادة منجمية ذات جودة عالية، من أهمها «الباريت»، وهو منتج يستعمل بالأخص في عمليات حفر آبار البترول والغاز والماء، بحيث تحمي هذه المادة الأولية جدران الآبار من الانهيار، وتستخدم كطين ثقيل لزيادة كثافة سوائل الحفر ومنع تسرب الغاز، وتعتمد بالأخص من طرف شركة «سوناطراك» والمؤسسات البترولية الأجنبية الناشطة في الجزائر، كما تنتج الشركة حصرياً «البانتونيت» وهي مادة أولية تستخرج من المناجم في شكل صخور كبيرة، يتم تكسيرها فيما بعد وتحويلها إلى حصى صغيرة أو إلى بودرة. وتنقسم هذه المادة المنتجة من طرف «إينوف» إلى ثلاثة أنواع، أولها «بانتونيت الآبار» ولها نفس استعمالات «الباريت»، غير أنها تجف بسرعة، كما تستعمل أيضا كمادة ممتصة للمياه عند حفر آبار البترول والغاز، لأنها عبارة عن طين يتميز بقدرته الكبيرة على الاحتفاظ بالمياه، كما تستعمل أيضا في عزل المباني وبناء السدود ومد الأنابيب، وبناء الأنفاق. أما المادة الثانية فهي عبارة عن مادة أولية إضافية ذات استعمالات واسعة جدا، وتستغل مثلا في صناعة الأسمدة وصناعة الأعلاف وبعض المنتجات الغذائية والصناعية وغيرها، أما المادة الثالثة فهي «بانتونيت المسابك» وهي مادة تستعمل في صناعة مختلف أنواع القوالب المعدنية، بحيث تزيد من صلابتها، علاوة على مقاومتها الكبيرة لدرجات الحرارة العالية. إضافة إلى هذا، تنتج الشركة الوطنية للمواد المنجمية غير الحديدية والمستحقات الضرورية، «الفالسبات» وهي مادة أولية منجمية نادرة وباهظة الثمن في الأسواق الدولية، وبحسب مسؤولة العلاقات العامة في الشركة، فإن الجزائر تحوز على نوعية رفيعة منها، ويستعمل هذا المنتج كمادة إضافية في صناعة السيراميك والبلاط بمختلف أنواعه، وصناعة الزجاج والأواني الفخارية. ومن بين المواد باهظة الثمن كذلك والمنتجة من طرف الشركة، «الكيسيلجور»، وتستعمل بالأخص في صناعة الأسمدة والمبيدات الحشرية خاصة في الزراعة العضوية، كما يمكن استخدامها كمادة كاشطة، على سبيل المثال في معجون الأسنان، ولكن أيضًا لتلميع المعادن، وكذا كمادة إضافية في تبغ النشوق. وتنتج «إينوف» مادة أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها وهي «كاربونات الكالسيوم» ولها استخدامات متعددة، إذ تدخل في صناعة الورق والزجاج والدهن والمواد اللاصقة وكذا أعواد الثقاب، وأقلام الرصاص، ومركبات العزل ، وقضبان اللحام وأيضا في تصنيع البلاستيك والمطاط الصناعي، ناهيك عن إنتاج «مركز الزنك»، وهو منتج واسع الطلب من طرف المتعاملين الأجانب، لنوعيته الرفيعة، وسبق للشركة أن صدرته نحو عدة بلدان مثل الصين وبلجيكا وفرنسا وبعض البلدان الإفريقية، ويستعمل مسحوق الزنك في صناعة المواد الصيدلانية، وخاصة في صورة أكسيد الزنك، لما له من خصائص علاجية ومضادة للالتهابات، وكذا في علاج بعض الأمراض الجلدية، كما يستخدم كذلك في صناعة البطاريات، وكمادة عازلة وحامية للحديد من الصدإ والتآكل. وتضيف مسؤولة العلاقات العامة، أن الشركة تستثمر حالياً في خمسة مشاريع كبيرة، أولها مشروع لاستغلال مادة «البانتونيت» في منطقة بوغرارة بولاية تلمسان، وكذا مشروع لاستغلال «كاربونات الكالسيوم» في منطقة سيق بولاية معسكر، علاوة على مشروع آخر لاستغلال منجم خاص بمادة «الكيسيلجور» بذات الولاية، ناهيك عن مشروع لاستغلال «الدولوميت» وهو عبارة عن صخر رسوبي مكربن يتكون من كربونات الكالسيوم والمغنيسيوم، ويستعمل كمادة حشو معدنية في العديد من التطبيقات، ومشروع خامس لاستغلال مادة «الفالسبات» في منطقة عين بربر بولاية عنابة، فيما تعمل المؤسسة بالشراكة مع الشركة الاسترالية WMZ على مشروع لاستغلال الزنك بواد أميزور في ولاية بجاية. وبإضافة إلى المواد المنجمية غير الحديدية والمستحقات الضرورية، تنتج الشركة أيضا الرمل والحصى بمختلف أحجامها، الموجهة للأشغال العمومية وأشغال البناء، والتي تستخرج من محاجر تابعة لها، علاوة على الصخور المستعملة في الموانئ. وتؤكد مونية قيدوم، أن أوليات الشركة اليوم تتمثل تحقيق اكتفاء السوق الوطنية من مختلف المواد التي تنتجها، ثم التوجه وفق خطط مدروسة، نحو اقتحام الأسواق الخارجية، وقد اكتسبت الشركة خبرة كبيرة في هذا المجال بعد تأديتها لعدة عمليات تصدير نحو بعض البلدان الإفريقية كان آخرها ساحل العاج، وتؤكد ذات المتحدثة أن القارة السمراء ستكون الوجهة الرئيسية في عمليات التصدير المستقبلية للشركة، وهذا تماشياً مع الإستراتيجية العامة للدولة والهادفة إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية مع بلدان القارة، وعليه تسعى الشركة الوطنية للمواد المنجمية غير الحديدية والمستحقات الضرورية، في القريب إلى استهداف أسواق النيجر وموريتانيا والسودان، كما تسعى إلى المشاركة في مختلف المعارض القارية للتعريف أكثر بمنتجاتها على المستوى الإقليمي.