"جيبونّا الكأس يا لولاد".. تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى ربع نهائي بطولة إفريقيا للمحليين بعد أن حقق انتصارا مهمّا على نظيره الإثيوبي، سهرة أمس، بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، بفضل هدف أيمن محيوص.. ورغم صعوبة المأمورية بسبب تماسك المنافس وقوته الدفاعية، إلا أن أشبال بوقرة كانوا في الموعد وحققوا الاهم مع تسجيل تحسن في المستوى الفني مقارنة بالمباراة الأولى أمام ليبيا. أجرى الناخب الوطني مجيد بوقرة تغييرا وحيدا على التشكيلة بإدخال المدافع شعيب كداد مكان المهاجم الحمري وكان هذا التغيير انعكاسا للتغيير الفني الذي حدث من خلال انتهاج خطة 3-4-3 عوض 4-3-3 التي اعتمد عليها المنتخب الوطني خلال المواجهة الأولى أمام المنتخب الليبي. مباراة اثيوبيا عرفت انتهاج المنتخب الوطني اللعب الهجومي البحت وكان واضحا أن بوقرة طالب لاعبيه بتحقيق الانتصار وتسجيل هدف السبق مبكرا من اجل الضغط على المنافس ودفعه للخروج من منطقته، حيث عرفت الربع ساعة الاولى فرصا خطيرة للمنتخب، إلا ان سوء الحظ وبراعة الحارس حالا دون التسجيل. ظهر التسرع مرة أخرى على اسلوب لعب المنتخب الوطني في الشوط الاول والذي سيطر فيه على مجريات اللعب في النصف الاول من الشوط الاول، الا ان تجسيد الفرص والفعالية كان غائبا، حيث كان محيوص وحيدا في الهجوم ولم يستفد كثيرا من الدعم المقدم له من طرف زملائه، خاصة بلخيثر. بعد الفشل في التسجيل من خلال التوغل ومع تكتل المنافس لجأ المنتخب الوطني للمحليين الى التسديد من خارج منطقة الجزاء، حيث كاد قندوسي أن يخادع الحارس الاثيوبي فازيل، لكن هذا الاخير اكتسب الثقة بعد ان صد العديد من الكرات، الامر الذي صعب من مهمة المنتخب الوطني. النصف الثاني من الشوط الاول عرف خروج المنافس من منطقته، حيث صنع بعض الفرص الخطيرة بالاعتماد على السرعة والتمريرات القصيرة بين اللاعبين وهو الامر الذي نجح فيه الا ان مهاجميه لم يستطيعوا مباغتة الحارس قندوز الذي كان في الموعد. من الناحية التكتيكية المنتخب الوطني كان منظما على أرضية الميدان، باعتماده الضغط المتقدم، الأمر الذي سمح له باسترجاع الكثير من الكرات، لكن الإشكالية كانت في التنشيط الهجومي، حيث لم يجد المنتخب الوطني ضالته في ظل اعتماد مزيان على الفردية وسوء تمركز محيوص في أكثر من كرة. بداية الشوط الثاني كانت مشابهة للاول مع تكثيف الهجمات، حيث كان واضحا ان الناخب الوطني طالب اللاعبين بالاعتماد على الهجوم المكثف من اجل دفع المنافس لارتكاب الأخطاء على أمل تسجيل الهدف الذي كان ينتظره الجميع، حيث كللت هذه الطريقة بالنجاح. مع الضغط المضاعف ارتكب دفاع المنتخب الاثيوبي الكثير من الأخطاء، استغل أحدها المهاجم أيمن محيوص في د52 عندما حدث خلل على مستوى الدفاع الإثيوبي، حيث وضع الكرة في شباك الحارس البارع فزيل وهو الذي لا يتحمل المسؤولية بحكم ان دفاعه كان غائبا في هذه اللقطة. كان هذا الهدف محررا للاعبين من الناحية النفسية، حيث منحهم الثقة التي كانوا يحتاجونها وأزال الضغط عنهم، خاصة ان المباراة مهمة والفوز بها يمنح المنتخب تأشيرة التأهل الى ربع النهائي قبل لعب المباراة الاخيرة أمام المنتخب الموزمبيقي الذي صنع المفاجأة بفوزه الكبير على المنتخب الليبي. بعد مرور ساعة من اللعب قام الناخب الوطني بإجراء بعض التغييرات من اجل منح الاضافة للمنتخب، خاصة ان بعض العناصر بدأ التعب يظهر عليهم، حيث تم إقحام مهاجم اتحاد خنشلة بايزيد ولاعب شباب بلوزداد بلخير إضافة الى مدافع اتحاد العاصمة بعوش. مع اقتراب المباراة من نهايتها قام المنتخب الاثيوبي بلعب الكل في الكل، خاصة انه يدرك أن حظوظه في التأهل صعبة في حال الخسارة وكاد أن يعدل النتيجة لولا التصدي المميز للحارس قندوز في د91 بعد أن مرت الكرة لأكثر من لاعب قبل ان تتواجد أمام مهاجم منتخب اثيوبيا الذي حوّل الكرة بقوة وكان الحارس قندوز لها بالمرصاد. أجرى بوقرة بعض التغييرات، حيث قحم المدافع رضواني مكان مزيان الذي تعب كثيرا بسبب المجهودات التي بذلها طيلة المباراة وأيضا للحفاظ على النتيجة بحكم ان المنافس خرج من منطقته باحثا عن تعديل النتيجة وكان لابد من تعزيز الجانب الدفاعي بلاعبين جاهزين بدنيا. المباراة انتهت بنتيجة هدف دون مقابل للمنتخب الوطني للمحليين الذي نجح في كسب تأشيرة التأهل رغم صعوبة المأمورية.