يواجه المنتخب الوطني للاعبين المحليين، سهرة اليوم، نظيره الموزمبيقي على أرضية ميدان ملعب نيلسون مانديلا، بالعاصمة، في إطار مباريات الجولة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات لبطولة افريقيا للاعبين المحليين الجارية وقائعها بالجزائر، حيث يطمح الناخب الوطني مجيد بوقرة لقيادة المنتخب لتحقيق الانتصار الثالث على التوالي وضمان صدارة المجموعة. يطمح المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى تحقيق الانتصار، اليوم، من أجل ضمان صدارة المجموعة وهو ما يسمح له بمواجهة منتخب أنهى الدور الأول في المركز الثاني في ربع النهائي، ممّا يعزّز من قدرة التشكيلة على بلوغ نصف النهائي وهو العامل الذي ركز عليه بوقرة كثيرا خلال التحضيرات لمباراة، اليوم. الأكيد أنّ اللاعبين تحرّروا كثيرا من الضغط وبما أنّهم ضمنوا التأهل فسيدخلون المواجهة بضغط أقل، مقارنة بالمباريات الماضية، حيث كان واضحا أنّ اللاعبين يعانون من ضغط كبير، وهو الأمر الذي أثر على المستوى الفنّي لبعض العناصر على أرضية الميدان. مواجهة الموزمبيق ستكون مختلفة عن المباريات الأخرى لأنّ المنافس لا يملك خيارا آخر غير الفوز من أجل ضمان التأهل بصفة رسمية وتفادي الحسابات في حال خسارته وفوز منتخب أثيوبيا، كما أنّ دخول المواجهة بنية تحقيق التعادل يبقى غير مضمون بما أنّ المنتخب الوطني لن يفرط في الفرص التي تتاح له من أجل تحقيق الانتصار. إمكانية الحفاظ على النهج التكتيكي من الناحية الفنية، لعب بوقرة «الشان» لحدّ الآن، بخطتين مختلفتين الأولى كانت أمام ليبيا من خلال اللعب بخطة 4-3-3 وخلال مواجهة اثيوبيا قام بتغيير الخطة إلى 3-5-2 وهو الأمر الذي سمح بظهور المنتخب بمستوى فني أفضل مقارنة بالمباراة الأولى، رغم أنّ النقطة السلبية الوحيدة تبقى قلة الأهداف بما أنّ المنتخب لحدّ الآن سجّل هدفين فقط. قام بوقرة بتجريب خطة 3-5-2 خلال التربص الذي أجراه رفقة أشباله في تونس قبل انطلاق «الشان»، حيث كان يعلم أنه سيواجه منتخبات متكتلة في الخلف، وهو الأمر الذي صعب من مهمة اللاعبين، ممّا جعله يقوم بتجريب الخطة التي نجح بها في الرفع من المستوى الفنّي للمنتخب. التساؤل يبقى مطروحا هل سيقوم بوقرة بالاستمرار على نفس النهج التكتيكي، وهو الأمر الذي يبقى واردا، خاصة أنه خلال الارتداد الدفاعي يصبح المنتخب يلعب بخمسة لاعبين في الخلف، وهو الأمر الذي يؤمن الدفاع أكثر مقارنة بخطة 4-3-3 التي تبقى خطة هجومية بحتة وتحتاج إلى لاعبين من نوعية خاصة للنجاح بها على المستوى الدفاعي. مواجهة الموزمبيق ستكون مختلفة والمنافس لن يركن إلى الدفاع لأنه أمام مواجهة الفرصة الاخيرة التي سيكون مضطرا للفوز أو التعادل على الأقل، وهو الأمر الذي سيجعله مطالبا بفتح اللعب والضغط على المنتخب الوطني في منطقته، وهو ما قد يصعب من مهمة بوقرة وأشباله. تجريب لاعبين جدد يمتلك بوقرة خاصية لا تتواجد في العديد من المدربين وهي أنه لا يخشى التغيير، حيث يراهن على المجموعة بأكملها وهذا لأنه اختار العناصر التي ستدافع عن الراية الوطنية بعناية كبيرة وكان حريصا على إيجاد البدائل في كلّ منصب رغم أنه تعرض للعديد من الانتقادات بخصوص القائمة. خلال مواجهة الموزمبيق سيكون الناخب الوطني مطالبا بإراحة بعض العناصر التي تعبت كثيرا ويحتاجها خلال ربع النهائي، على غرار ميزراق ودراوي دون نسيان محيوص ومزيان كما أن الدفاع هو الآخر يضم لاعبين يحتاجون إلى أخذ أنفاسهم في صورة لعوافي وخاصة بلخيثر الذي بذل مجهودات بدنية كبيرة. تدريبات المنتخب، أمس، عرفت عودة بعض العناصر بعد شفائها من الاصابة على غرار بكير الذي يمثل حلا مميزا في الهجوم، وقد تتاح له الفرصة للعب مكان مزيان أو قندوسي خلال مواجهة الموزمبيق ونفس الأمر ينطبق على اللاعب بلخير الذي يعد هو الآخر لاعبا مميزا. على مستوى الدفاع قد يلجأ بوقرة إلى تغييرات اضطرارية فعبد اللاوي يعاني من إصابة خفيفة وسيقوم بوقرة باراحته أمام الموزمبيق، أما كداد فيخضع لبرنامج بدني بعد أن عانى من تراجع رهيب في الحالة البدنية خلال الشوط الثاني أمام اثيوبيا. الهجوم أمام فرصة التألق سجل هجوم المنتخب الوطني هدفين فقط خلال الدورة، لحدّ الآن، وهو رقم ضعيف إلا أنّ هذا «الشحّ» التهديفي كان منتظرا حتى من جانب بوقرة، ولكن الأمور تختلف كثيرا أمام الموزمبيق لأن هذا الأخير لن يتكتل إلى الخلف على الأقل طيلة المباراة وسيخرج من منطقته من أجل البحث عن تسجيل هدف السبق الذي سيقربه كثيرا من بلوغ ربع النهائي. عانى هجوم المنتخب الوطني من غياب المساحات خلال المواجهتين الأولى والثانية أمام ليبيا واثيوبيا وهو ما صعب كثيرا من مهمته في الوصول إلى منطقة المنافس لكنّ الأمور ستختلف كثيرا خلال مواجهة الموزمبيق، حيث ستكون المساحات متواجدة وهو ما يعزّز فرص اللاعبين في تسجيل أكثر من هدف. إراحة المهاجم محيوص قد يخدم لاعبين آخرين في صورة عريبي الذي سيكون أمام فرصة استعادة الثقة بإمكانياته بعد أن عانى من تراجع في مستواه الفنّي.. وفي حال نال ثقة بوقرة خلال مباراة اليوم، ستكون الفرصة أمامه مواتية من أجل تسجيل الأهداف واستعادة ثقته الضائعة بإمكانياته.