ضرورة الانتقال إلى التدفئة المركزية ثمن رئيس جمعية "أمان" لحماية المستهلك حسان منور، قرار رئيس الجمهورية الصادر عن مجلس الوزراء الأخير، بتكليف شركة سونلغاز بتزويد بيوت المواطنين مجانا بأجهزة إنذار (صوتية ومرئية) ضد تسربات الغاز أحادي أكسيد الكربون، للحفاظ على صحة المواطنين وحياتهم. أوضح منور في تصريح ل "الشعب"، أن الكاشف سيعمل عمل التنبيه على وجود غاز أحادي أكسيد الكربون في البيت، ما يمكن السكان من الاستيقاظ بسرعة ومغادرة المنزل، وبالتالي سيمنع حادثة الموت الأكيد، ولكنه بحسب المتحدث لا يمنع تسرب الغاز المميت "أو القاتل الصامت"، ويبقى وسيلة للتنبيه لا غير. أضاف منور في السياق، أن هذا الكاشف يشبه حزام الأمن في السيارة، بحيث أنه لا يمنع حوادث المرور ولكنه يقلل من درجة الخطر، مجددا تأكيده على أن تركيب هذا الكاشف في البيت لا يعني زوال خطر الإصابة بالاختناقات والموت، وبالتالي فإنه من الضروري كما قال التحلي باليقظة دائما، وتهوية البيت حتى بوجود هذا الجهاز، مع الاستمرار في التوعية. وأفاد المتحدث، أن جمعيته كانت قد تقدمت بملف الى السلطة المعنية، لتغيير وسيلة التدفئة "بالغاز"، التي يعتبرها وسيلة تقليديها لابد من تغييرها والانتقال الى التدفئة المركزية، والذي سيؤدي استعمالها الى صفر بالمائة من خطر الغاز، مشيرا الى أنه بالرغم من غلاء هذه الوسيلة الحديثة، إلا أن حياة الإنسان تبقى الأغلى. يعتقد رئيس جمعية "آمان" أن الاستعمال السيئ لوسائل التدفئة بالغاز هي التي تزيد في عدد الحوادث، ولذلك لابد التكييف بين الإجراءات وما يوفر للمستهلك حسب الذهنية والثقافة الاستهلاكية للجزائريين، مشيرا الى ان هناك ضعف في مجال التوعية بمثل هذه الأخطار، وهذا ما يحتم المرور الى الحلول التقنية باستبدال التدفئة التقليدية بالمركزية. فيما يتعلق بأجهزة التدفئة، قال المتحدث إنه يفضل أن تكون مصنعة محليا إذا ما استوفت شروط السلامة والأمان، مشيرا إلى أن كل ما يدخل في صناعة المدافئ مستورد من الخارج، مشيرا إلى أن الخطر قد يكون في المستوردة كما في المصنعة محليا، ولذلك تأتي أهمية المخبر الذي دعا رئيس الجمهورية الى إنشائه حتى تخضع جميع الأجهزة للمراقبة. وقال إنه لابد من أن تقوم سونلغاز بطلب تزويد السكنات بالتدفئة المركزية، ويقترح أن توضع أولا في السكنات الاجتماعية مع إعطاء الأولوية للمناطق الأكثر برودة في البلاد حتى يمر هذا الفصل بأمان. ويرى منور أن تزويد 70٪ من البيوت بهذه الأجهزة المركزية، سيساهم، لا محالة، في التقليل بشكل كبير في عدد الأرواح التي تزهق بسبب غاز أحادي الكربون بنسبة تفوق 60٪. يذكر، أن الاختناقات بغاز أحادي الكربون قد شكلت أحد الملفات الأساسية التي تم تناولها خلال مجلس الوزراء المنعقد، الثلاثاء، ومن بين الأوامر التي أسداها رئيس الجمهورية، التنسيق بين وزارات التجارة والصناعة والمؤسسات الناشئة للإعداد لقانون جديد يتضمن إنشاء مخابر للتقييس ومراقبة الأمان في كل المجالات، إعداد نصوص قانونية صارمة تمنع المساس بأنظمة التدفئة وأنابيب الغاز ومصادر الطاقة التي تزود السكنات، ومنع عمليات تعديلها بعد تسلمها، بالإضافة الى تشجيع المصنعين المحليين على تغطية طلب السوق المحلية من أجهزة وأنظمة التدفئة رفيعة النوعية وآمنة، بمرافقة تقنية عالية المستوى لتزويد كل السكنات قيد الإنجاز.