فيما يتوالى تنصيب المجالس الشعبية البلدية بولايتي الشلف وعين الدفلى، تبرز بإلحاح مطالب السكان والرهانات التنموية التي تواجه رؤساء البلديات الجدد للتكفل بالانشغالات المطروحة سواء فيما يخص المشاريع الجارية والمعطّلة، أو تلك التي يطالب المواطنون بتحقيقها في ظل النقائص المسجلة والتي طالما اشتكى منها المحرمون. هي التحديات التي رصدت “الشعب" من عمق البلديات في استطلاع ميداني وتصريحات من طرف رؤساء البلديات الجدد الذين يتحركون تحت عدسة الرقابة الشعبية. وبحسب المعطيات الميدانية التي سجلناها لدى معاينتا لهذه المناطق وكذا تصريحات مسؤولي البلديات الجدد وما ينتظرهم من تحديات وأولويات تماشيا مع مطالب السكان وطبيعة كل بلدية واحتياجاتها، فإن الانشغالات المطروحة تجعل هؤلاء المنتخبين الجدد أمام رهانات يحسدون عليها بولايتي الشلف وعين الدفلى. واقع سكان بلديات زدين وتاشتة الريفيتين تلخّص حجم الطلبات والمشاريع المنتظرة لتغطية النقائص المسجلة، واستكمال ما تم تحقيقه وما هو جار من خلال العمليات المبرمجة، والتي لم ترق إلى طموحات السلطات المحلية ومطالب السكان خاصة في توفير شروط الاستقرار السكاني عبر الأرياف والمداشر المنعزلة التي مازال مواطنوها بحاجة إلى مجهودات إضافية لتجاوز النقائص المسجلة. مكاوي لخضر، رئيس بلدية تاشتة: “اهتمامنا تدارك النقائص والقضاء على النقاط السوداء" عودة المطالب السكانية برزت للسطح بعد استتباب الأمن واستقرار العائلات بمناطقها الريفية التي عايناها رفقة بعض المواطنين، وهي مطالب لم تعد خافية عن رئيس المجلس الشعبي البلدي الجديد لخضر مكاوي، الذي سبق وأن كان ممثلا برلمانيا لولاية عين الدفلى بالغرفة السفلى، حيث أكد لنا بقوله: “خصوصية بلدية تاشتة وموقعها وتباعد مداشرها من قهوة الخميس وبني مرحبة وسوق الإثنين والخبابزة وأولاد باسة وأولاد علي وأولاد صالح والتاغية وأولاد بلحاج ومركز البلدية، بحاجة إلى تحسين الطرقات وفي المقام الأول تهيئة قنوات الصرف للمياه القذرة، حيث صارت الحفر التقليدية تهدد صحة العائلات التي يئست من الروائح الكريهة، بالإضافة إلى تدعيم السكن الريفي كون هؤلاء فقراء ويفتقد أغلبهم إلى مناصب شغل، فالأنشطة الزراعية البسيطة لم تعد توفر لهم العيش المريح وحتى سكان سوق الإثنين المختصين في الزراعة البلاستيكية هم بحاجة إلى دعم كافي ومرافقة من طرف مصالح الفلاحة، باعتبارهم يوفرون أزيد من 40 بالمائة من الخضر لولاية عين الدفلى والشلف وبعض الولايات التي تقصد المنطقة"، يقول السيد مكاوي لخضر. كما لم ينس التأكيد على نقائص أخرى لازالت البلدية لم تحققها منذ نشأتها حسب قوله: “السكن الإجتماعي بتاشتة مركز وهي النقطة السوداء التي سأقنع الوالي المتفهم لمعاناة هذه الجهة ويعرف نقائصها بإيجاد حل لها ، وهذا بالبحث عن قطع أرضية والتفكير في مشكل غاز المدينة، بضاف إليه تهيئة الطرقات"، يقول محدثنا رئيس البلدية الجديد لخضر مكاوي. بن حاج جيلالي مهدي، رئيس بلدية زدين: “إعادة شبكة الماء الشروب وانطلاق مشروع 500 سكن ريفي...وجهتنا الأولى" لم يختلف رئيس بلدية زدين بن حاج الجيلالي مهدي عن رغبة ومطالب سكان بلديته التي يعرفها جيدا، كونه ذاق الأمرّين مع مواطنينها خلال فترة الإرهاب الذي دمّر البلدية عن آخرها بواسطة الجرفات، غير أنّ جهود سكانها والسلطات الولائية وتعاقب المنتخبين عليها، ومن بينهم الرئيس الحالي بن حاج الجيلالي الذين منحهوا لها صورة البلدية التي تتنفست مشاريع أعادت لها الروح حسب أقوال السكان، لذا فإنّ تفكيرنا يقول ذات المنتخب الجديد “ينصب حول تفعيل انطلاق حصة 500 وحدة سكنية التي منحها الوالي للمنطقة التي عانت الكثير بمداشرها 19 المنتشرة عبر إقليم البلدية، حيث لازال سكان ينتظرون مغادرة السكنات الطوبية وما تخلف من أمراض صحية، وهذا بعدما تم تحقيق البرامج التنموية التي خصّصتها الولاية للمنطقة". ومن جهة أخرى، فإنّ تحرك بلديته سيكون باتجاه تجسيد المشروع القطاعي للري بمبلغ 5 ملايير، والذي يستهدف إعادة شبكة الماء الشروب بمركز بلدية زدين بعدما عرفت الشبكة تدهورا كبيرا، بالإضافة إلى التوسع الذي شهدته خلال 15 سنة الماضية يقول ذات المنتخب الذي يعتبر المشروع الذي أعطى انطلاقته عبد المالك سلال أيام كان مسؤولا عن قطاع الري بالروينة لإقامة محطة ضخ عملاقة لإيصال الماء الشروب إنطلاقا من سد أولاد ملوك بزدين يكون بادرة خير وحل للأزمة التي يتخبّط فيها عدة بلديات تعرف نقصا في الماء الشروب، يقول محدثنا الذي أضاف “أنّ عمليات أخرى سنركّز عليها في هذه العهدة لخدمة المواطن بمركز البلدية والمداشر والتجمعات السكانية الكبرى، في انتظار لترحيل أزيد من 600 عائلة من منطقة زدين القديمة، والذين يهددهم السد يقول رئيس البلدية المعروف بحيويته ونشاطه حسب تصريحات السكان ورئيس الدائرة. ترقية الجانب السياحي بالوجهة البحرية وتحسين الخدمات والنظافة بالشلف مهمة شاقة وتحديات كبرى تنتظر المنتخبين الجدد بولاية الشلف، فتحسين الخدمات داخل المقرات الحالة المدنية والقضاء على المعاناة التي تواجه المواطن كما كشفته “الشعب" في أعدادها السابقة وتنظيف المحيط الذي عرف تدهورا وإهمالا للمساحات الخضراء، وتوزيع السكنات المنجزة بكل الشطية وتنس والمدينة الجديد بمركز بلدية الشلف وتخصيص مشاريع سكنية اجتماعية لواد الفضة التي تتخبط في أزمة خانقة، خاصة بمركزها وتدعيمها بالسكن الريفي. هي الأولويات التي يركّز عليها السيد طهرواي محمد الرئيس الجديد الإطار السابق بالحالة المدنية لبلدية واد الفضة، وهو نفس التوجه الذي يسعى إلى تحقيقه رئيس بلدية الشلف محمد تقية رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي عامر عمر ابن مدينة الشطية للنهوض بعاصمة الولاية، التي مازالت غارقة في نقائص لتكسب معالم عاصمة الولاية وتلتحق بالمن الكبرى. أما التحدي الأكبر الذي مازال ينتظر مجهودا محليا لهؤلاء المنتخبين بالجهة الساحلية للولاية، والتي تمتلك 120 كيلومتر من الشواطئ دون أن يكون لها طابعا سياحيا بسبب انعدام تصور وتسهيلات من طرف الجهات المركزية لإنعاش هذا القطاع الذي لازال مشلولا بالنظر إلى الامكانيات الموجودة بكل من بلديات بني حواء، المرسى، تنس، سدي عبد الرحمان وواد قوسين.