بعث رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد إبراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، أطلعه فيها على نتائج ومخرجات المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مؤكدا له تمسك جبهة البوليساريو بالإطار المرجعي لخطة التسوية الأممية – الأفريقية. أشار الرئيس الصحراوي في رسالته إلى المشاركة الواسعة لمندوبي جميع قطاعات الشعب الصحراوي في المؤتمر وكذلك حضور العديد من الممثلين عن الحكومات الصديقة والأحزاب والمنظمات والجمعيات من جميع القارات، مشيراً إلى أن المؤتمر شكل منبراً هاماً لمناضلي ومناضلات جبهة البوليساريو للمشاركة في مناقشة وطنية واسعة ومعمقة بشأن جميع المسائل ذات الاهتمام الوطني محلياً ودولياً. وبخصوص نتائج ومخرجات المؤتمر، أكد إبراهيم غالي على أن المؤتمر عكس إجماع الشعب الصحراوي، تحت قيادة جبهة البوليساريو، على تصعيد كفاحه التحريري الوطني على جميع الجبهات لتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال والاستعادة الكاملة لسيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على ترابها الوطني. وعند التطرق إلى الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة، أشار رئيس الجمهورية الصحراوية، إلى أن المؤتمر أدان بأقوى العبارات سياسة القمع والترهيب الشنيعة التي تمارسها دولة الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء محنة جميع السجناء السياسيين الصحراويين، بما في ذلك مجموعة «أكديم إزيك»، وضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم ولمّ شملهم مع عائلاتهم. الكفاح المسلّح حقّ مشروع وفيما يتعلق بعملية الأممالمتحدة للسلام في الصحراء الغربية، أشار رئيس الجمهورية الصحراوية، إلى أن المؤتمر السادس عشر لاحظ بقلق بالغ التقاعس المؤسف للأمم المتحدة، الذي لم يترك للشعب الصحراوي أي خيار آخر سوى ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن النفس واستئناف الكفاح المسلح. وشدد على تمسك الشعب الصحراوي القوّي بحقه المشروع في الدفاع عن النفس والدفاع عن سيادته على أرضه وموارده الطبيعية بكل الوسائل المشروعة، بما في ذلك الكفاح المسلح، وتعبيره عن دعمه القوّي والكامل للقرار الذي اتخذته جبهة البوليساريو في 13 نوفمبر 2020 باستئناف الكفاح المسلح دفاعا عن النفس وفك الارتباط بوقف إطلاق النار لعام 1991 فور نسف الاتفاق من قبل دولة الاحتلال المغربي، مع التأكيد على أن هذا القرار يبقى هو الإطار السياسي والعملي للتعامل مع عملية السلام الأممية وبعثة الأممالمتحدة في الإقليم. التزام بالجهود السلمية وذكر غبراهيم غالي في رسالته، بأن خطة التسوية المشتركة بين الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية لا تزال هي الاتفاق الوحيد الذي قبله رسميا الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب، في أوت 1988 وصادق عليه مجلس الأمن بالإجماع في قراريه 658 (1990) و690 (1991) الذي أنشأ بموجبه المجلس، وتحت سلطته، بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وأعرب فيه عن دعمه الكامل لجهود الأمين العام من أجل تنظيم وإشراف الأممالمتحدة، بالتعاون مع منظمة الوحدة الأفريقية، على استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية. وبخصوص موقف الطرف الصحراوي من المساعي الدولية الحالية في ضوء قرارات المؤتمر السادس عشر، أعاد رئيس الجمهورية الصحراوي التأكيد على التزام جبهة البوليساريو بالتعاون الكامل والبناء مع الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي الرامية إلى استكمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.