لا يدري المغرب المنشغل بضرب استقرار المنطقة وأمنها، بأنّ وضعه الداخلي على حافة الانفجار، والأجدر به بدل خلق أعداء وهميين يعلّق عليهم فشله ويصدّر إليهم أزماته وفضائحه، أن يلتفت إلى ما يتكبّده شعبه من مصاعب حوّلت حياته المعيشية إلى جحيم حقيقي، حيث بلغ التذمر مداه وأصبحت الاحتجاجات والمظاهرات غير كافية للتعبير عن هذا التذمر، الأمر الذي يفتح المجال واسعا نحو التصعيد وتبني طرق ووسائل احتجاج قد تلهب المملكة. استنكر حزب "النهج الديمقراطي العمالي" المغربي لهيب غلاء أسعار المواد الغذائية الأساسية (الخضروات- اللحوم- الزيوت -الأسماك) وكذا ارتفاع أسعارالمحروقات، معتبرا "أنّها ناتجة عن طبيعة الدولة المخزنية وحكومتها اللاشعبية التي تسعى الى نهب الخيرات واحتكارها وتوظيف كل الطرق و«المشاريع والمخططات للمزيد من النهب والاستغلال وتراكم الثروات لدى طغمة محظوظة". وندّد الحزب في بيان له، بخنق الحريات ومنع الاحتجاج السلمي وتكريس أوجه الهشاشة والتفقير في شتى المجالات، واستمرار مظاهر الريع الاقتصادي والسياسي والتضييق على النشطاء والمدونين والحقوقيين، والتوقيفات عن العمل والمتابعات التي تطال الأساتذة والأطر المفروض عليهم التعاقد. وشجب التضييقات والمتابعات التي يتعرض لها مجموعة من النشطاء والمدونين على إثر فضحهم، ومتابعتهم لمشاريع فاشلة تشوبها شكوك اختلاس أموال عمومية. وأكّد الحزب تضامنه المطلق مع نضالات الأساتذة والأطر المفروض عليهم التعاقد فيما يتعرضون له من توقيفات، وتضييق على أشكالهم الاحتجاجية المشروعة من أجل حقهم في الادماج وتلبية مطالبهم. وعبّر عن إدانته لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال استقبال وفود صهاينة مجرمين، داعيا كل الأحرار والحرائر لتكثيف الجهود من أجل فضح المطبعين وتنظيم أنشطة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، والاستمرار في التعريف بالقضية الفلسطينية في أوساط الشعب المغربي ومقاومة كل الاختراقات. في الأثناء، نبّهت حركة التوحيد والإصلاح إلى ما يشهده المجتمع المغربي منذ ما يزيد عن سنة، من حالة التذمُّر والاستياء جرّاء تفاقم الوضع الاجتماعي النّاتج عن غلاء الأسعار. وأشارت الحركة في "نداء من أجل العيش بكرامة في وطن آمن مستقر"، إلى أنّ المغرب يعيش في الآونة الأخيرة ارتفاعا حادّا في أغلب المواد الأساسية والضرورية للاستهلاك اليومي، ممّا أدّى إلى انهيار شديد في القدرة الشرائية لفئات عريضة من المغاربة، ما نتج عنه تقهقر "مؤشر الثقة" لدى الأسر المغربية، لأدنى مستوى له. من جانبها، جدّدت جماعة العدل والإحسان تنديدها واحتجاجها على استمرار اعتقال القيادي بها محمد باعسو، في وقفة احتجاجية بمدينة مكناس . ورفع المشاركون شعارات مندّدة بالاعتقال السياسي، وبسياسية الهروب إلى الأمام في حل الأزمات المتراكمة، من غلاء واحتقان اجتماعي وسياسي غير مسبوق، رافضين الاعتقال التعسفي ومحاكمة باعسو. في السياق، نظّم نشطاء حقوقيون وقفة احتجاجية بمدينة خنيفرة، استنكارا للتضييق والحصار والمنع الذي تجابه به كل الأشكال الاحتجاجية بالمدينة.