ارتفعت قيمة الاستثمارات التي حققها مجمع سونلغاز خلال عام 2022 لتصل الى 284 مليار دج، حسبما أكده أمس بالجزائر العاصمة، الرئيس المدير العام للمجمع، مراد عجال. أوضح عجال في كلمة له خلال لقاء تقييمي جمعه بإطارات المجمع، بحضور وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب أن هذه «الاستثمارات الكبيرة» توجهت نحو مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والغاز ما سمح ب» تعزيز القدرة المركبة المقدرة حاليا بأكثر من 25.180 ميغاواط، كما عززت من شبكتها الخاصة بنقل الكهرباء والغاز». وكان المجمع قد استثمر برسم سنة 2021 ما قيمته 231 مليار دج، وفق حصيلة رقمية للمجمع وزعت على وسائل الإعلام خلال هذا اللقاء الدوري فيما انتقل رقم أعمال المجمع من 457 مليار دج سنة 2021 الى 480 مليار دج خلال العام المنصرم. وفي استعراضه لإنجازات الشركة في إطار استكمال تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، لاسيما في ربط مناطق النشاط والمحيطات الفلاحية والمناطق المعزولة بالطاقة، لفت عجال إلى إنجاز 2.805 مشروع ربط بالكهرباء و2.577 مشروع ربط بالغاز للمناطق المعزولة. وبشأن ربط المستثمرين والصناعيين فقد جرى تسليم 942 مشروع ربط بالكهرباء منها 850 دخلت حيز الخدمة فيما تم تسليم 370 مشروع ربط بالغاز الطبيعي منها 304 مشروع هي حاليا حيز الخدمة. أما في المجال الفلاحي، ذكر الرئيس المدير العام للمجمع أن سونلغاز انتهت من انجاز ربط 29.324 مستثمرة فلاحية بالطاقة، منها 26126 دخلت حيز الخدمة، مبرزا أن معدل التغطية بالطاقة الكهربائية وطنيا بلغ 99 بالمائة فيما تجاوز مستوى التغطية بالغاز الطبيعي 65 بالمائة، ويأتي ذلك - يقول عجال- «لخدمة أكثر من 11 مليون زبون في الكهرباء وأكثر من 7 ملايين زبون في الغاز الطبيعي». من جانب آخر، وبخصوص فرع الطاقات المتجددة، شدد عجال على «الدور المهم والفاعل» الذي باتت تلعبه الشركة في هذا النشاط، مشيرا الى المشروع الذي ستتكفل الشركة بإنجازه والمتعلق ب 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية عبر 11 ولاية. وأوضح ان المشروع الذي تم مؤخرا إطلاق المناقصة المتعلقة به له طاقة إجمالية ب 2000 ميغاواط فيما تتراوح قدرة إنتاج كل محطة بين 80 و220 ميغاواط. وتضاف هذه المشاريع - يتابع ذات المسؤول - «الى جانب مرافقة المنشآت الإستراتيجية الكبرى التي تم تنفيذها في إطار الرؤية الجديدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث أن سونلغاز تكون قد اندمجت وبشكل تام فيما يتعلق بتنفيذ عدد من المشاريع الإستراتيجية للبلاد منها مشروع مصنع تحويل الفوسفات ومشروع غار جبيلات ومشاريع محطات تحلية مياه البحر، هذا إضافة الى مرافقة مشاريع المدن الجديدة والمجمعات السكنية». ومن ضمن البرامج التي تعمل عليها الشركة ذلك المتعلق بتزويد بيوت المواطنين بأجهزة إنذار ضد تسربات غاز أحادي أوكسيد الكربون والذي انطلق مؤخرا فيما تعتزم سونلغاز - يضيف الرئيس المدير العام - انجاز 1000 نقطة شحن للسيارات الكهربائية. وبدوره أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، حرص السلطات العمومية على جعل تزويد المواطن بالطاقة «كأولوية وطنية ونبيلة» وهذا من أجل تحسين نوعية حياه المواطن والوضع الاقتصادي للبلاد بشكل عام منوها بالتزام سونلغاز بضمان نوعية الخدمة في كافة الظروف. كما أبرز عرقاب أن «سعي الجزائر للتكيف مع السياق الدولي والاستجابة في نفس الوقت للطلب الوطني المتزايد على الطاقة مع المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد بطريقة مستدامة يرتكز على سياسة تطوعية تهدف لحماية البيئة والتنمية المستدامة من خلال الاعتماد على تكنولوجيات طاقوية مستدامة ونظيفة». ولفت الوزير أيضا الى انه «لا يمكن للمزيج الطاقوي الحالي للجزائر ان يستمر في التطور كما هو عليه اليوم أي بنفس الوتيرة ووفقا لنفس النموذج» وهذا بالنظر الى الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها الجزائر من الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة التي يمكنها ان تلعب دورا مهما في نمو الاقتصاد الوطني. وفي هذا الشأن نوه عرقاب الى الدور «الرئيسي» الذي تضطلع به سونلغاز «لمساندة قطاع الطاقة لتحديد أفضل نموذج للاستهلاك يضمن انتقالا طاقويا تدريجيا وناجحا وبالتالي فهي الشركة المؤهلة لتنفيذ البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة والذي يتمثل في إنتاج 15.000 ميغاواط من الطاقة المتجددة «. وفي تقييمه لمنجزات المجمع أكد الوزير أن مؤشرات ونتائج سنة 2022 كانت «جد إيجابية» بالنظر الى المشاريع الكبيرة التي جسدت في إطار استدراك سنتي 2020 و2021 اللتين ميزتهما الأزمة الصحية كوفيد-19. وتابع يقول: «أتمنى أن تكون النتائج المحصلة برسم سنتي 2023 و2024 أحسن وكذا الأمر بالنسبة لجودة الخدمة واستمراريتها في كل ولايات الوطن» منوها بالجهود التي يبذلها عمال سونلغاز في مواكبة التطور التكنولوجي والتحكم في كل سلاسل الإنتاج والنقل وتوزيع الكهرباء والغاز. ضمان تموين المواطنين بشكل جيد في الصيف أكد الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز، مراد عجال، أمس بالجزائر العاصمة، أن مشاريع الطاقة الكهربائية الجاري تجسيدها حاليا من طرف المجمع من شأنها أن تساهم في تموين المواطنين بشكل جيد خلال الصائفة المقبلة. أوضح عجال خلال أشغال اجتماع لإطارات المجمع جرى بحضور وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أن «التحضيرات على مستوى الإنتاج والنقل والتوزيع جارية من خلال برامج استثمارية تشهد نسبة إنجاز جد متقدمة، وستنتهي أشغالها قبل بداية الصائفة مما سيمكننا من قضاء صيف في أحسن الظروف». وأضاف أن المجمع يتوقع لهذا الصيف وصول معدل استهلاك الطاقة الكهربائية الى 17 ألف ميغاواط، وكان المجمع قد سجل مستوى استهلاك قياسي وطني للكهرباء يوم 14 أوت 2022 بلغ 16.822 ميغاواط وفق سونلغاز. كما طمأن المسؤول انه تم اتخاذ كل الإجراءات من قبل الشركات المعنية التابعة للمجمع لضمان خدمة عمومية جيدة خلال شهر رمضان، مؤكدا أن المشاريع التي تم تجسيدها في الآونة الأخيرة سمحت «بضمان استمرارية الخدمة دون تسجيل انقطاعات للتيار الكهربائي خلال الصائفة الماضية». وقال في تصريح للصحافة على هامش اللقاء أن «سونلغاز تركز على جودة الخدمة حيث لم تكن فيه انقطاعات سنة 2022 بالنظر الى الاستثمارات التي جسدتها الدولة عن طريق سونلغاز والتي بلغت 284 مليار دج وهو ما سمح بالحصول على نتائج ملموسة». وأكد عجال أيضا أن الجزائر من خلال المجمع صارت «منتجا كبيرا للطاقة بأزيد من 25 ألف ميغاواط منها 12 الى 15 الف ميغاواط تستهلك وقت الذروة»، منوها بتطلع سونلغاز الى التصدير نحو ليبيا والى إيطاليا، علاوة على تونس التي تعد زبونا تقليديا للجزائر منذ مدة طويلة. وأوضح بهذا الخصوص أن «الدراسات جارية بخصوص الكابل البحري الذي سيربط عنابة بسردينيا وستخصص برسم سنتي 2023 أو 2024 موارد مالية ضرورية لتجسيد المشروع». وردا على سؤال آخر يتعلق بالمفاوضات الجارية بين المجمع ونادي وفاق سطيف من أجل تجسيد عقد رعاية «سبونسورينغ»، أعرب عجال عن أمله في أن «تكون المفاوضات التي انطلقت إيجابية ويتم تجسيد المشروع الطموح جدا في أحسن الظروف وفي أقرب الآجال». وأشار الى أن سونلغاز كشركة مواطنة تساهم في تمويل عدة أندية عبر الوطن من خلال إعانات مالية على غرار اتحاد العاصمة ونوادي كل من البيض وخنشلة وعدة فرق أخرى. تراجع معتبر لمستحقات سونلغاز على الزبائن وخلال اللقاء الذي عرف أيضا حضور مسؤولي العديد من المؤسسات والهيئات التابعة لقطاع الطاقة والمناجم تم استعراض أهم أرقام حصيلة المجمع الذي سجل تراجعا في مستحقاته على الزبائن الى 99,8 مليار دج خلال سنة 2022 مقابل 161 مليار دج سجلت في 2021. كما سجلت الشركة خلال العام الماضي تحسنا لوضعيتها المالية وهذا بالموازاة مع تفعيل مخطط إعادة التنظيم والذي سمح بإدماج عدد من الفروع وبالتالي الانتقال من 26 شركة الى 12 فرعا «أكثر نجاعة في الوقت الحالي». وتم في ذات الإطار وفقا للحصيلة استحداث 10 مديريات للتوزيع مع تعزيز البحث والتطوير بإنشاء مديرية خاصة بهذا النشاط. ومن ضمن المؤشرات التي تم إبرازها خلال اللقاء ارتفاع حجم الإنتاج الكهربائي سنة 2022 الى 85.754 جيغاواط/سا مقابل 79.903 جيغاواط/سا فيما بلغ طول شبكة توزيع الكهرباء 382.999 كم في 2022 مرتفعة من 367.576 كم السنة التي قبلها. أما في إطار التكفل بالمناطق المعزولة فقد سجل المجمع إنجاز 2.805 مشروع ربط بالكهرباء لفائدة 71.707 مواطن و2.577 مشروع ربط بالغاز استفاد منها ما مجموعه 256.924 مواطن عبر عدة ولايات.